-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كمن يؤذن في مالطا

الشروق أونلاين
  • 3234
  • 0
كمن يؤذن في مالطا

لم يعد همّ المترشحين الستة الذين يشرّقون ويغرّبون يوميا الفوز بمقعد الرئاسة بسبب اللامبالاة الصادمة لعامة الناس ولزبدة المجتمع أمام “الكرنفالات” الإنتخابية التي صارت تحرجهم أكثر مما تثير فضولهم.

  •  بل صاروا يخشون أن يجدوا أنفسهم في التاسع من أفريل وحدهم أمام صناديق الاقتراع.. وإذا كانت كل “السنارات” قد عجزت عن اصطياد الشباب بالخصوص بالرغم من احتوائها على طعم الوعود العسلية فإن استرجاع ثقة المواطن بالسلطة صار في حد ذاته مشروعا لبرنامج رئاسي ضخم ومُلح قبل أن تتحول هذه القطيعة إلى أشياء أخرى. وعندما يشاهد هذا المواطن ما فعلته أسعار النفط المرتفعة في دول كانت أقل شأنا من بلاده من تقدم تكنولوجي ومالي واقتصادي وهو مازال يستهلك “وعود” السكن والشغل والماء والكهرباء وإصلاح الطرقات فإن اللامبالاة التي صدم بها المترشحين صارت “حملة” مضادة للحملة الانتخابية التي من المفروض أنها بلغت مرحلتها الحاسمة.
  • المشكلة في الجزائر أن المواطن يسير بمتتالية هندسية بعيدا عن الخطاب السياسي وهو لا يهتم بما يقوله المترشحون للرئاسية ولا يهتم بما يقوله دعاة مقاطعة الانتخابات الذين يرسلون فاكسات ساخنة كلها سياسية ضد ممارسة السياسة من داخل ومن خارج الوطن، والذين يستثمرون في مقاطعته على أساس أنهم حققوا نصرا سياسيا لأحزابهم أو لشخصهم هم أيضا واهمون، لأن المواطن لم تعنه الأحزاب الكبرى، فما بالك بالصغرى، ولم تعنه الشخصيات الخبيرة، فما بالك بالتي فشلت عندما سنحت لها الفرصة في عدة مناسبات.
  • المترشحون خرجوا للحديث بلغة الوعود مع بعض الناخبين، ولكنهم عجزوا لحد الآن في التواصل مع المقاطعين، لأن تجنيد العامل والطالب أسهل بكثير من تجنيد البطال واليائس والحراق، لأن هؤلاء لا عنوان لهم ولا نقابة ولا بطاقات زيارة، فمن الصعب أن تقيم وليمة وتدعو الجوعى للأكل فيها ويعودون في الأيام الموالية لجوعهم، ومن الصعب أن تؤذن في “مالطا” وتنتظر أن يملأوا مسجدك بالتسبيح والتكبير.
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!