-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كن فاشلا لترقى

كن فاشلا لترقى

من غرائب السياسة وإدارة الشأن العام في الجزائر، أن التعيينات في المناصب الحسّاسة لا تكون بمعايير الكفاءة والرصيد العلمي والمهني، بقدر ما هي عملية توزيع مناصب باعتبارات الولاء والطاعة حتى وإن كانت عمياء.

وإلا ما معنى أن يعود الوزراء الذين استبعدوا من الحكومة بعد أن تفجّرت قطاعاتهم بالاحتجاجات، وارتبطت بالفشل والكوارث من بوابة مجلس الأمة الذي تحول مع الوقت إلى فضاء اجتماعي يقضي فيه متقاعدو السياسة سنوات للراحة والاستجمام.

فقطاع الصحة الذي غادره الوزير السابق، والسيناتور الحالي جمال ولد عباس، وهو في أسوأ حال، لا نجد فيه أثرا لإنجاز يذكر، اللهم إلا الحديث عن أمراض الفقر التي تقتل الجزائريين دون غيرهم من الشعوب، والسرطان الذي تحول إلى وباء يقتل شخصا في كل عائلة جزائرية، بل إن ولد عباس لم يوفّق إلا في إثارة غضب نقابات القطاع التي تنفّست الصعداء برحيله.

وفي قطاع التربية لم يصدّق الكثير من أبناء القطاع، رحيل أبو بكر بن بوزيد، الذي بقي صامدا رغم تغيير الحكومات والرؤساء والسياسات، ونفّذ إصلاحات لا زالت تثير جدلا إلى اليوم، حيث تشير بعض التقارير إلى تراجع خطير في مستوى تحصيل التلاميذ، وهناك من يتحدث عن تخريج المدرسة الابتدائية لآلاف الأطفال الأميين الذين لا يحسنون القراءة والكتابة، وذلك هو أساس العملية التعليمية.

وفي قطاع التكوين المهني، ما هي الحسنة التي يمكن أن ننسبها للسيد الهادي خالدي، في ظل الرداءة المكرسة في هذا القطاع الذي لا ينتج يدا عاملة مؤهلة، وإنما يخرّج الآلاف من البطالين بشهادات من ورق، في وقت تشكو المؤسسات الوطنية والأجنبية من غياب اليد العاملة المؤهلة، وغالبا ما يتم استيرادها من الصين ومصر والمغرب ودول أخرى.

وفي قطاعات الفلاحة والصحة والتضامن الوطني، وهي القطاعات التي مر عليها سعيد بركات، لا يمكن العثور فيها على إنجاز مذكور، اللهم إلا تلك الملايير التي وزعت على مستصلحي الأراضي فغمرتها رمال الصحراء، ولم نجد لها أثرا إلا في قاعات المحاكم عبر فضائح الامتياز الفلاحي وما شابهه.

أما قطاع الشباب فهل يمكن اعتبار تلك “الملحمة” التي نفّذها الوزير جيار، عندما أشرف على نقل مناصري “الخضر” إلى أم درمان، إنجازا يؤهله للعودة إلى مجلس الأمة، لعله يصدح بأفكار أخرى تنقذ الشباب من متاهات الانحراف والبطالة.

هي نماذج للفشل تحول أبطالها إلى سيناتورات، إلى جانب أولئك الذين وصلوا بالانتخابات بطرق لا نريد التفصيل فيها، والنتيجة أن مجلس الأمة لا يمكن العثور فيه على عالم واحد أو مخترع أو شخصية بارزة لها دورها في بناء الجزائر المستقلة، إذااستثنينا بعض المجاهدين الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • محمد

    الفاشال هم فشال عبر الزمن لكن اصحاب الكفآت و الارصدة العلمية لماذا لم يتقدموا ويظفرون بالمناصب اللائقة و الجديرة بهم ام هم فاشلون في اختراق جدران الطاعة و الولاء ثم ابراز القدرات و الكفات و المهارات لكنهم احبوا الانطواء على الاقدام فلا لوم على الاخرين.

  • بدون اسم

    يارشيد ولد بوسيافة انصحك ان لا تقل ماليس لك به علم وتحكم على بعض الاطارات الجزائرية بالفشل وانت تعلم بان الذين ذكرتهم هم ممن كتبوا كتبا في بعض التخصصات العلمية يستفيد بها اليوم كثيرمن الباحثين والطلبة في المعاهد والكليات فاذا اردت ان تقيم اساتذة الطب والهندسة فانت غير مجاز ومؤهل علميا ولا خلقيا حتى تحكم عليهم بالفشل واتمنى ان تطلع على حياة هؤلاء قبل ان تكتب ولو حرف واحد لان مسارهم العلمي والمهني بعيد عن مسارك ايها التلميذ النجيب وشكرا على النصية

  • Maranich kader

    Rahoum shwaker yakhoya

  • بدون اسم

    اليكم قصة ضريفة عن الفشل

    لما تخرجت من مركز تكوين مطالة ودهن السيارات مباشرة توضفت عند شريكين افتتحا المحل جديدا وتزامن العمل معا اي بنفس السيارات

    حيث عمل الشاب على سيارة والاخر كان لايعمل داخل بالمال.. فمضت ايام وسارت وتيرة العمل الى ان اكملت انا سيارتى ..كانت فيات 128 وحدثت المفاجئة خرجتها اكشفيشن جميلة و باتقان عالى وكانها خرجت لتوها من المصنع ولا اذكر المعلم على ماذا كان يعتكف

    المهم اكملت السيارة فى انتضار استلام سيارة اخرى ..واذ يفاجئنى الشريكان بتوقيفى عن العمل لم استوعب ذالك الوقت

  • مراد تبسة

    كلامك صحيح لا غبار عليه.. وليست فقط على المستوى الحكومي فقط بل كافة الاصعدة والمستويات. لافظ فوك بارك الله فيك..

  • غبدو مسكين

    إذااستثنينا بعض المجاهدين الذين نكن لهم كل الاحترام والتقديرلكنهم شياتين ومع الواقفين وتخلوا عن الشعب مسكين لماجاؤفوا الخيربعد الاستقلال.لما تعم تخف ولهذا الكثيرجاهدلانه لم يجدمنين يربح وحده ويترك الغير لان المستعمرين لايفرقون بين الجزائريين فمن حاربهم فهو فلاق ومن قبل بهم وايدهم ووقف لجانبهم فهوخائن وحركي يستعمل وليس فيه امان ومن سكت ولم يعلن لارفضه ولاقبوله بهم فهوانديجان ومشروع فلاق اوحركي لا يتمن لانه خان شعبه و وطنه.الحق يجب ان يقال ويكفينا من الطابوهات الرجال هم الشهداء ومن لم يرتدواعنهم

  • انس

    مقال رائع شكرا يا رشيد

  • فوضيل

    لا فض فوك