-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حفلات الخطوبة في خبر كان

كورونا تختصر طقوس الأعراس الجزائرية وتخفف أوزار المصاريف على أصحابها

نسيبة علال
  • 993
  • 3
كورونا تختصر طقوس الأعراس الجزائرية وتخفف أوزار المصاريف على أصحابها

شكلت حفلات الخطوبة المحطة الأساسية في طريق الزواج، واستمرت كذلك لسنوات طويلة، توليها العائلات الجزائرية أهمية بالغة، وتربط بها بعض التقاليد، “قطيع الشرط” وهو الاتفاق النهائي حول المهر، بينما هي مناسبة في بعض المناطق لعقد الفاتحة أو الزواج الإسلامي الشرعي.. لذلك، فإن طقوسها خاصة يظهر فيها البذخ وتوازي عرسا بأكمله، كل هذا اختفى فجأة ومن دون سابق إنذار فور حلول وباء كرونا، وما جاء به من تبعات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

أصبحت عائلتا العريس والعروس يتفقان على تفاصيل المهر والزفاف، وشروطه في جلسات ضيافة عادية، لا تكلف أهل الزوجة الملايين كما كانت في السابق، فلا عشاء باهظا يجمع الأحبة والأصدقاء ولا حلويات ومشروبات تستنزف الجهود والجيوب، فالتجمعات الممنوعة منذ ظهور وباء كورونا كان لها الفضل في القضاء على الكثير من مظاهر البرستيج التي حكمت أعراسنا لسنوات، حتى قائمة المشتريات الطويلة التي تفرض على الزوج ليتم عرضها لم يعد لها من نصيب، فلا حفلة ولا مدعوين يعلقون وينتقدون العادات والتقاليد.

احتفالات بسيطة بعيدا عن الضوضاء وقاعات الأفراح

في وقت لاتزال فيه قاعات المناسبات توصد أبوابها في وجوه أصحاب المنازل الضيقة، وساكني العمارات والتجمعات، اختار بعض هؤلاء العودة إلى التقاليد القديمة في إعلان الخطوبة بجمع الأقارب في المنزل والاكتفاء بتقطيع الكعكة وتلبيس الخواتم، فيما اختارت الأغلبية ترك موضوع الخطوبة طي الكتمان إلى غاية إعلان الزواج.. تعددت الخيارات واتفقت حول إلغاء الحفلات المعتادة، حيث على العروس كراء قاعة أفراح، واستعراض تصديرة كاملة لتملأ ناظر المدعوين، كما أنها مجبرة على تقديم استضافة لائقة خاصة بأهل العريس الذين سيجلبون لها الذهب والهدايا الثمينة.. تقول مريم، متزوجة منذ شهرين: “لقد أنقذتنا الكورونا من مصاريف لا طائل منها، فحفلات الخطوبة شأنها شأن حفلات الأعراس مكلفة ومتعبة، ولا أراها مهمة، لذلك فضلنا أنا وزوجي عدم إقامتها، وفي زيارة خاطفة اتفق الوليان على المهر واجتمعنا مجددا لاستلامه والاحتفال في جو عائلي بسيط، كعكة

صغيرة وبعض المشروبات، لبسنا الخواتم واستطعنا أن نعجل حفل الزفاف، لأننا ادخرنا المال الذي كان من المفترض إنفاقه في حفل خطوبة”، تؤكد مريم أن قرارها وزوجها قوبل بالاستنكار من قبل الأقارب وهناك من رفض حضور زفافها في ما بعد، ولكن حجتها كانت إغلاق قاعات الأفراح.

خبراء اجتماعيون:

“تراجع الدخل الفردي وراء عجز أصحاب الفرح عن تغطية تكاليف مناسبات متتالية”

يرجع أخصائيون اجتماعيون تراجع إقبال الجزائريين على البذخ والمغالاة في إحياء أعراسهم إلى الخوف من أن ينقل معازيمهم وباء كرونا، فيما يرجح آخرون، ويؤكدون أن الظروف المادية والعزلة الاجتماعية القائمة مؤخرا من الأسباب الرئيسة كذلك. يقول الأستاذ لزهر زين الدين، خبير اجتماعي: “.. التخلي عن إقامة حفلات الخطوبة وحفلات الختان، وحتى الأعراس الكبيرة، والعديد من المناسبات التي كانت أكثر من ضرورية في حياة العائلات الجزائرية، هو في الواقع نتيجة حتمية للأوضاع الاقتصادية المفروضة والانسداد المعيش على جميع الأصعدة، فلا صاحب الفرح أصبح قادرا على تغطية تكاليف العديد من المناسبات المتتالية مهما كان نوع نشاطه، ولا حتى المهنئون باتوا قادرين على القيام بواجب المباركة”. وهذا ما يؤكده السيد رفيق، عامل يومي أحيل على البطالة منذ سنة: “طرحت فكرة إلغاء حفل الخطوبة على أنسابي، فوافقوا كلهم درئا للمصاريف، وجمعت عرسيهما في حفلة واحدة، لقد وفقني الله لإقناع البنات بالفكرة لأن مدخراتي لتزويجهما كانت محدودة، والحمد لله لقد مر كل ذلك بسيطا كالحلم، حتى إن أصدقاء لي وأفرادا من العائلة قلدوا الفكرة في زمن كرونا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • فاكهة الجبل

    ربي يجيب الخير ربي يغفر لي

  • ضع لنا دراسة حول انتقال لفيروس بالمباشرة

    ورغم انتصار العروسة بباقة ورد جميلة وعريس مناسب في الصور سيبقى الزواج للمجهول حياة او موت مرض او صحة مشاكل كبرى وقضايا متغلغلة بين سلام يشبه الموت او بين عارضتين اذا اتفاهمو زوج (ادرك على واحد )والنماذج امامنا

  • فاكهة الجبل

    ينتقل الفيروس