-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مع الزيادة المضطردة في عدد الإصابات

كورونا تستنزف مخزون “فيتامين سي” في الصيدليات

ب. يعقوب
  • 452
  • 0
كورونا تستنزف مخزون “فيتامين سي” في الصيدليات
أرشيف

يشهد عقار الفيتامين “س/ c” في صيدليات الوطن إقبالا كبيرا، وهو ما تجلى في رحلات بحث المواطنين عن هذا النوع من المادة الدوائية الغذائية، ما بات يهدد بنفاد المخزونات من هذه المادة بفعل الإقبال الكثيف عليها، في ظل الارتفاع الكبير لحالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد بالمدن الكبرى.

تحدث عدد من المواطنين لجريدة “الشروق” عن غياب الفيتامين “س” في جل الصيدليات على الصعيد الوطني، بما يشمل مدن وهران، الشلف، البليدة، تلمسان، وحتى الجزائر العاصمة، حسب معاينة عدد من الصيدليات، الأمر الذي أثار قلق المصابين بالفيروس التاجي، اعتبارا لأهمية هذا العنصر الغذائي الأساسي في البروتوكول العلاجي للمرضى بالسلالة الكلاسيكية أو المتحور “دلتا” السائد بقوة في الجزائر.

وبخصوص عوامل نفاد الفيتامين “س” من الصيدليات، أفاد مصطفى بوزانة، نائب رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، بأن “المخابر المصنعة للأدوية تشتغل وفق منهجية عمل محددة، إذ تحاول على الدوام الاستجابة لحاجيات السوق الوطنية انطلاقاً من الوضعية الاعتيادية”.

وأوضح بوزانة، أن “الجزائر كانت تسجل ما بين 500 -700 حالة إصابة يومية قبل أشهر، فيما أصبح يرصد اليوم قرابة 1200 إلى 1700 إصابة بالمرض، وهو ما يؤثر بشكل أوتوماتيكي على ارتفاع العلاج، ومن ثم زيادة استعمال البروتوكول العلاجي الذي يتضمن مادتي الزنك والفيتامين سي”، كونها مكملات غذائية أساسية تساعد على الحد من التعب وتعزيز دفاعات الجسم لاسيما الجهاز المناعي ومعالجة نزلات البرد.

وشدد الصيدلي نفسه، ضمن إفادته، على أن “الزيادة المطردة في أعداد الإصابات اليومية بفيروس كوفيد-19 تؤدي بالضرورة إلى تأخر في إنتاج الأدوية، ما يدفع المخابر المصنعة للأدوية إلى رفع القدرة الإنتاجية قصد التجاوب مع تطور الوضعية الوبائية”.

وبالإضافة إلى الجانب اللوجيستيكي المطروح في الوضعية الراهنة، حسب المصدر عينه، هناك عامل ثاني يتعلق باستيراد المادة الأولية من طرف المخابر المصنعة للأدوية والمستحضرات الصيدلانية، وفق مستوى معين، وزاد موضحا، “مع ارتفاع الإصابات بهذه الطريقة ربما طُرح مشكل نفاد المادة الأولية للفيتامين “س” و”الزنك”، خاصة أنهما يُصنعان بالجزائر”.

وخلص المتحدث، إلى أن نفاد المواد الدوائية من الصيدليات له تداعيات مباشرة على المواطن لاسيما المصاب بالفيروس التاجي، منبها، في هذا السياق، إلى خطورة اللجوء إلى المكملات الغذائية خارج الضوابط القانونية لتعويض هذه الأدوية، نظرا لكون بيعها خارج الصيدليات يهدد صحة المستهلكين، موردا أن مستشفى الكرمة في وهران كان مسرحا لنقل عائلة برمتها مكونة من 7 أفراد أصيبوا بفيروس كورونا، نتيجة إفراطهم في تناول جرعات إضافية من المكملات الغذائية على غرار فيتامين س، بما يفوق 2000 ملغ في اليوم، مما تسبب في إفراز مادة “الإكسالات” في البول بنسبة عالية، وتكون هناك رواسب والتهابات لدى الأطفال الصغار حسب تقديرات محدثنا، الذي حذر من الاستهلاك المفرط لهذه المكملات الغذائية، التي لها أضرار عديدة ومضاعفات جانبية على الجسم وخاصة الكبد وعلى الكليتين والقلب وتسبب العديد من الأمراض.

جدير بالذكر أن مصادر فيتامين “س” تتمثل في الفواكه الحمضية (البرتقال واليوسفي والليمون) والجوافة والكيوي والفراولة والمانجو والتفاح، والخضروات، كالطماطم والكرنب والقرنبيط والفلفل الحلو الأحمر، بالإضافة إلى الحيوانية، كالقلب والكبد والكلى، وهو ما يدفع بالسواد الأعظم من المرضى لاسيما المصابين بالفيروس التاجي إلى استهلاك جرعات إضافية من هذه المضادات الحيوية على أساس “خاطئ” أنها تقضي على الفيروسات، فيما رأت الأخصائية نجاة موفق رئيسة مصلحة كوفيد في وهران في حديث سابق معها، أن الفيتامين “س” مثلا وظيفته القضاء على الجراثيم فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!