الجزائر
وزير التجارة يتوعد بتنظيمها بعد رمضان

كورونا تهزم إمبراطورية “مقطع خيرة”

وهيبة سليماني
  • 14063
  • 19
ح.م

عدوى كورونا والإجراءات التي سطرتها الدولة للوقاية منها، لم تمنع مرتادي وزبائن السوق الفوضوي للحوم، الحمراء والبيضاء “مقطع خيرة” بزرالدة، من التوافد عليها، خلال الأسبوع الأول لشهر رمضان، والحجة الأسعار المعقولة واللحم الطازج للمواشي والماعز والديوك المذبوحة في عين المكان.

ففي زيارة استطلاعية لـ”الشروق”، نهاية الأسبوع المنقضي، إلى هذه الإمبراطورية، التي ظلت لسنوات طويلة، تستقطب المواطنين من كل حدب وصوب، وتتزايد طاولاتها العشوائية كالفطريات، تبين أن كورونا الفيروس المستجد، لم يهزم هذه الإمبراطورية.

فالسيارات كانت مكتظة، والزبائن يتدافعون حول طاولات لحوم الديك الرومي، والوسط الذي تباع فيه هذه اللحوم لم يغير من الظروف المحيطة به، وشروط النظافة، رغم الإجراءات والتدابير التي تتحدث عنها السلطات ووزارة الصحة ووسائل الإعلام، بشكل يومي ودون انقطاع.

زبائن من بومرداس وتبازة والعاصمة والبويرة والبليدة، لم تمنعهم كورونا من العودة إلى المكان، الذي حسب قول كهل من العاصمة “توحشت نشوف مقطع خيرة، لم أستطع أن أفوت فرصة رمضان لأشتري منها لحم الديك الرومي الطازج”.

والنساء، رفقة أبنائهن، قدمن من مناطق مجاورة بسياراتهن، لشراء اللحوم بأسعار معقولة وطازجة، ولشراء لحم الماعز، غير مباليات بعدوى كورونا، بل وراحت بعضهن، يتدافعن وسط الطوابير، خاصة تلك التي كانت حول طاولات، ومداخل محلات بيع شرائح الديك الرومي.

وظلت العائلات تستنجد بسوق “مقطع خيرة”، المشهور بلحوم “الداند”، لرخس أثمانها، فاستقطابه لـ”الزوالية”، و”الميسورين”، أيضا، كان يميز المنطقة نهاية الأسبوع، على غرار رمضان لسنوات مضت، وكأن كورونا لا شيء.

وأدى غلاء أسعار اللحوم الحمراء في السوق المنظمة، إلى زيادة الطلب على لحوم هذا السوق الفوضوي، الذي هزم بأسعاره، غياب شروط النظافة، ومستنقعات الدم الملوثة، والبيئة المحيطة به، وحتى كورونا التي هزمت العالم.

وبورصة هذه الأسعار، تختلف نسبيا عن بورصة القصابات، ولحوم السوق المنظمة، فسعر الكيلوغرام من “هبرة” بقري طازجة يتراوح ما بين 1400دج و1450دج، والغنمي بـ1100دج، والماعز بـ1000دج للكيلوغرام، وشرائح الديك الرومي بـ480دج للكيلوغرام، أما “فخذ الديك الرومي، “كويس”، فيتراوح ما بين 270دج، و280دج.

البحث عن الأثمان هذه أنعش سوق “مقطع خيرة”، خلال الأسبوع الأول لشهر رمضان، خاصة بعد رفع وقت حظر التجول في العاصمة وما جاورها إلى الخامسة مساء، مدة تكفي لأن يتنقل الكثير إليها من مناطق مختلفة، للبحث عما يرغبون فيه، من لحوم وبأسعار مناسبة، خاصة بعد تعليق البعض لعملهم، وتراجع مدخولهم المالي.

زيارة مفاجئة لرزيق.. والإمبراطورية نحو الانهيار

وتزامنا مع إجرائها لهذا الاستطلاع، قام وزير التجارة، كمال رزيق، بزيارة مفاجئة إلى سوق الديك الرومي، “مقطع خيرة”، حيث عاين رفقة السلطات المعنية، ظروف بيع وشراء اللحوم في هذه المنطقة، التي فرضت هيمنتها منذ سنوات، على المكان، وتحولت إلى إمبراطورية من إمبراطوريات السوق الموازية، في الجزائر، حيث أمر الوزير بتطبيق إجراءات الوقاية من وباء كورونا بصرامة، كارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان، وتوعد بعقوبات صارمة ضد الباعة والتجار الذين لا يحترمون هذه الإجراءات وشروط النظافة.

وأكد رزيق أن وزارة التجارة ستنظم بعد انتهاء رمضان، سوق “مقطع خيرة”، وتلزم كل من يمارس نشاطه فيها، بالسجل التجاري.

واتصل الإثنين، بعض التجار في هذا السوق، بـ”الشروق”، مبدين تخوفهم من بعض الإجراءات التي قد تنهي نشاطهم. وأكد هؤلاء أن مصالح الدرك الوطني، قامت بمداهمة أصحاب الطاولات ومنعتهم من البيع، كما تم القضاء تماما على البيع العشوائي خارج المحلات. وفي ما يخص سيارات المواطنين الذين جاؤوا لشراء اللحوم من “مقطع خيرة”، قامت ذات المصالح بتنظيم توقفها، وأمر بعضهم بالذهاب بسياراتهم من الأماكن الممنوع التوقف فيها، التي شهدت تزاحما وعرقلة لحركة الطريق.

أصحاب المحلات لا يملكون سجلات تجارية

واشتكى التجار المتصلون بـ”الشروق”، من القرار الذي قد يطبقه وزير التجارة مباشرة بعد نهاية رمضان، حيث قال هؤلاء إن فوضوية المكان وهيمنته واستقطابه للزبائن منذ سنوات، جعل حتى أصحاب المحلات لا يبالون بالسجل التجاري، ومنهم من كان لديه السجل، لكن تهاونوا في تجديده، وهذا الأمر قد يهدد إمبراطورية “مقطع خيرة” بالزوال.

مقالات ذات صلة