العالم
معضلة أخلاقية

كورونا.. كبار السن في إيطاليا سيتركون للموت

الشروق أونلاين
  • 6486
  • 5
رويترز
مصابون بفيروس كورونا المستجد في مستشفى بمدينة بريشيا الإيطالية يوم الجمعة 13 مارس 2020

قالت صحيفة التلغراف البريطانية، الأحد، إن الأطباء في إيطاليا يخشون من وفاة بعض المرضى الذين قد يحرمون من دخول الرعاية المركزة.

فحسب وثيقة أعدتها وحدة إدارة الأزمة بمدينة تورينو وأصدرتها إدارة الحماية المدنية بإقليم بييمونت شمال إيطاليا، واطلعت عليها الصحيفة، فإن مصابي فيروس كورونا المستجد البالغ عمرهم 80 عاماً فما فوق، أو من يعانون من مشاكل صحية كبيرة قد يحرمون من دخول الرعاية المركزة في حالة تزايد الضغط على المستشفيات.

وتضع هذه الوثيقة بروتوكولاً لتحديد المرضى الذين ستكون لديهم فرصة تلقي العلاج بالرعاية المركزة بسبب عدم كفاية الأماكن، حيث تقل سعة استيعاب وحدات الرعاية المركزة مع الانتشار الواسع لفيروس كورونا في إيطاليا، وفق موقع قناة “الجزيرة مباشر” القطرية.

وتقول الوثيقة: “ينبغي أن تتضمن معايير دخول العلاج المكثف في حالات الطوارئ أن يكون سن المريض أقل من ثمانين عاماً وحصوله على درجة أقل من 5 في مؤشر تشارلسون للأمراض المصاحبة (والذي يشير إلى الحالات الطبية الأخرى التي يعاني منها المريض)”.

كما ستؤخذ قدرة المريض على التعافي من الإنعاش في الاعتبار أيضاً.

وحول ذلك يعلق أحد الأطباء قائلاً: “من يعيش ومن يموت يتحدد حسب عمر المريض وظروفه الصحية. نحن في حالة حرب إذن”.

وجاء في الوثيقة أيضاً، أنه “في حالة استحالة توفير خدمات الرعاية المركزة لجميع المرضى، سيكون من الضروري تطبيق معايير معينة للوصول إلى العلاج المكثف، وهذا يعتمد على الموارد المحدودة المتاحة”.

وتضيف الوثيقة: “تحدد المعايير ماهية المبادئ المتبعة في حالة تفاقم الوضع مثل كيفية اتخاذ الخيارات العلاجية بشأن الحالات الفردية بحسب توافر الموارد، وهذا يجبر المستشفيات على التركيز على الحالات التي تكون فيها النسبة بين التكلفة والفائدة أكثر ملاءمة للعلاج السريري”.

ويقول لويجي إيكاردي، مستشار الصحة في بييمونت: “لم أكن أرغب أبداً في رؤية مثل هذه اللحظة. الوثيقة ستكون ملزمة في حالة تشبع أجنحة المستشفيات، وستفعل آلية للوصول المسبق إلى العناية المركزة، بناء على معايير معينة مثل احتمال البقاء على قيد الحياة”.

وتحتاج هذه الوثيقة إلى موافقة من لجنة تقنية علمية قبل أن ترسل إلى المستشفيات، ومن المتوقع تطبيق المعايير الموجودة بها في جميع أنحاء إيطاليا، حسب مصادر حكومية.

وتوفي أكثر من 1800 شخص في إيطاليا حتى اللحظة بسبب فيروس كورونا، وأصيب أكثر من 24 ألفاً، ويتزايد العدد كل يوم بشكل كبير.

وتمتلك إيطاليا أكثر من 5 آلاف سرير بوحدات العناية المركزة، وهو ما يتجاوز حالياً عدد المرضى الذين يحتاجون إليها. كما أنها تعمل على إنشاء سعة أسرة جديدة في العيادات الخاصة ودور التمريض وحتى في الخيام. وفوق كل ذلك تحتاج إلى أطباء وممرضات تريد الحكومة توظيفهم، وإلى معدات طبية.

ورغم أن لومباردي لا يزال الإقليم الأكثر خطراً، فإن الوضع سيء أيضاً في إقليم بيدمونت المجاور، ففي يوم واحد سجلت 180 حالة جديدة، بينما بلغ عدد الوفيات 27، مما يشير إلى أن الوضع ليس على وشك التحسن.

مقالات ذات صلة