الجزائر
ورشات بوزارة الشؤون الدينية لدراسة الخطة البديلة لاستقبال الشهر الكريم

كورونا يلغي التراويح ومسابقات القرآن ويقضي على “بنة رمضان”

كريمة خلاص
  • 10088
  • 20
الشروق أونلاين

يتابع كثير من الجزائريين مستجدات الشأن الصحي والديني بخصوص تأثيرات فيروس كورونا على الحياة اليومية والروحية، خاصة مع بداية العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان المبارك،خاصة مع تعليق الصلاة في المساجد وتجميد صلاة الجمعة …

ويتساءل هؤلاء عن مدى إمكانية تأدية صلاة التراويح وفتح بيوت الله في هذا الشهر وما يرتبط به من نشاطات دينية ومسابقات علمية وطنية ودولية، خاصة مبادرة بعض الدول المسلمة الى الإعلان عن إلغاء صلاة التراويح ومنها مصر، كما لا تستبعد السلطات السعودية فكرة إلغاء موسم الحج لهذا الموسم إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.

وقد حضّرت وزارة الشؤون الدينية في وقت سابق برنامجها المعتاد، غير أن مستجدات فيروس كورونا أجبرتها على اعتماد خطة بديلة تحضر لها هذه الأيام من خلال مشاورات واسعة وورشات تقودها مع المختصين في القطاع ينتظر أن ترفع اقتراحاتها بداية الأسبوع لوزير القطاع للنظر فيها، تخص في مجملها صلاة التراويح والمسابقة الدولية للقرآن الكريم وكذا المسابقات الوطنية والجهوية.

وتتجه كل المؤشرات العلمية والدينية إلى إلغاء صلاة التراويح في شهر رمضان وكذا المسابقة الدولية للقرآن الكريم التي اعتادت الجزائر تنظيمها في طبعات وتنتظر وزارة الشؤون الدينية تأشيرة طبية وتقارير عن الوضع الوبائي للفصل في قرار تأدية التراويح من عدمها. وفي سياق ذي صلة تم إلغاء المسابقة الدولية للقرآن الكريم التي دأبت الجزائر على تنظيمها سنويا بمشاركة أكثر من 60 دولة حيث يصعب استعادة الحركة الجوية ومشاركة الوفود المسلمة من الدول الأخرى بسبب خشية انتقال الفيروس الذي تتصدى له مختلف دول العالم. ومن بين ما تضمنته مقترحات الخطة البديلة لوزارة الشؤون الدينية اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مسابقات حفظ القرآن الوطنية والمحلية حفاظا على الحياة الروحانية لهذا الشهر الفضيل.

ويجمع الأطباء والخبراء أنه من غير الممكن، وفق التطور الوبائي لفيروس كورونا، إعادة فتح المساجد حاليا على اعتبار أن الجزائر تنتظر بلوغ مرحلة الذروة للفيروس في الأسبوع الثالث من شهر أفريل الجاري الذي يتزامن مع حلول شهر رمضان.

وتنتظر وزارة الشؤون الدينية تقريرا في هذا السياق من قبل المختصين في متابعة ورصد تفشي فيروس كورونا للفصل النهائي في قرار إقامة صلاة التراويح وإن كانت جل المؤشرات تؤكد إلغاءها في هذه الظروف التي يدعو فيها المختصون والأطباء إلى الالتزام بالحجر الصحي والمكوث في البيوت والابتعاد عن مختلف اشكال الاحتكاك والتقارب بين الأفراد، وتبقى المسألة شكلية فقط في صدور قرار نهائي صادر عن الوزارة.

وانتقد كثير من الأئمة الدعوات الفايسبوكية التي أطقلها شباب للشروع في حملات تنظيف تطوعية للمساجد وتجهيزها للصلاة التراويح مثل ما هو متعارف عليه في هذه الفترة من كل عام وقال الإمام كمال تواتي في هذا الشأن “خافوا ربي المساجد أغلقت لتجنب التجمعات والاحتكاك وأنتم تدعون إلى حملات التنظيف!” وبدوره أفاد سليم محمدي إمام مفتش أن “الحديث عن التراويح الآن سابق لأوانه والأولى هو حفظ النفوس وإذا لم تتحسن الظروف فلنصلي التراويح جماعة في بيوتنا”.

وأضاف المتحدث “على الجزائريين التحضير النفسي لعيش رمضان مغاير لما عايشوه بالماضي وتقبل ذلك اذا ما استمر تعليق الصلاة بالمساجد”.
وتفاعل كثير من الجزائريين مع منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تصب في مجملها إلى أهمية تقبل إلغاء صلاة التراويح وأهمية ذلك في حصر الوباء استعدادا للقضاء عليه، مدللين كلامهم بأن التراويح سنة وليست فرضا وتقديم سلامة الأبدان أولى على المحافطة على الأديان.

وكتبت إحدى الفايسبويات التي تحمل صفحتها اسم سهام ام ريان “رمضان الكريم سيحل بإذن الله بعد أسبوعين ومن المستحيل علميا القضاء على الفيروس كلية، لذا وجب على الكل الاستعداد النفسي والعقائدي لقضاء رمضان في البيت مع الأهل آمنين عابدين الله في المنازل في الضحى وفي الليل قارئين القرآن مستغلين التكنولوجيا الحديثة لصلة الرحم”.

وكتبت ايضا “..رمضان يروح ويغدى في كل عام بإذن خالقه أما حياة الأهل والأحباب فلا، لذا وجب عليكم العودة إلى السنة في مثل هكذا مواقف لفهم ضرورة القيام ببعض الأعمال وعدم تنافيها مع العقيدة، بل العكس كل العكس… إن التزمنا وباقي المسلمين بحجر رمضاني سني سيكون إمكانية رائعة للقضاء النهائي على الفيروس وتبعاته بعد العيد إن شاء الله”.

مقالات ذات صلة