جواهر
فضفضة

كيف أراه والخروج من المنزل ممنوع؟!

نادية شريف
  • 7383
  • 26
ح.م

في هذه الأثناء وأنا أراسلكم أشعر بأن قلبي يكاد يخرج من صدري من فرط الألم.. إني أمر بأزمة عاطفية لا علاج لها ولا شفاء سوى رؤية حبيبي الذي أفتقد جدا جدا.. مرت ثلاثة أشهر ولم ألتقيه، في البداية كان هو مسافرا خارج العاصمة في مهمة عمل ثم جاءت أزمة كورونا وحجزتنا داخل البيوت، ولا حجة لي كي أراه، إذ مغادرة المنزل الآن صارت من الممنوعات في قاموس والدي ووالدتي وحتى الدولة..

لا أحد يشعر بما أشعر به، ولا أحد يستطعم حجم المرارة التي أفقدتني رغبة العيش.. هو يطلب مني أن أختلق أي سبب كي نلتقي وأنا لم أستطع التخلص من قيد أهلي لأنهم يخافون علي جدا من العدوى.. عمري 18 سنة وهذا حبي الأول والكبير، علاقتي به دامت اكثر من 5 سنوات.. خطف قلبي من أيام المتوسطة ولازلنا ننسج أجمل وأطهر علاقة حب.. أرجوكم افهموني ولا تلوموني.. نحن في مرحلة الشباب.. مرحلة الحب والجنون.. مرحلة الطيش والتمرد.. قد أهرب كما غنت فيروز “أمي نامت على بكير وسكر بيي البوابة وانا هربت من الشباك”..

لا أحتاج من ينصحني بتركه ولا من يقول لي بأن علاقتي به حرام وعلي أن أتقي الله، لأني اعرف حدودي جيدا وعلاقتنا طاهرة وبريئة ومآلها الزواج كما نخطط من سنوات.. أجل وعدنا بعضنا بالزواج والبقاء على العهد.. نحلم ببيت صغير وإنجاب أربع اطفال بنتين وولدين، أطلقنا عليهم هذه الأسماء “سيرين، أماني، لؤي، سامي”.. أمه تعلم بعلاقتنا ووعدتني بخطبتي بعد الجامعة.. أحتاج فقط إلى المواساة أو إلى طريقة تمكنني من الجلوس إليه وسماع أعذب الأشعار التي يكتبها باسمي، لي ومن أجلي.

فراح نسمة الصباح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أيتها الشابة الصغيرة والله أسأل أن يوفقك ويهديك ويحقق أمانيك وبعد:

لسنا هنا كي نلومك وندينك ونقص أجنحة طموحاتك، وإنما لنصحك وإرشادك والأخذ بيدك حين تكونين في أسوأ حالاتك، وأنت اليوم راسلتنا لأمر بسيط جدا لكن من يدري في المستقبل ما ستكون مشكلتك، خاصة وأنت تبنين أحلاما أكثر من عمرك..

لقد ذهبت بعيدا أختي في علاقتك، ومادمت تخفينها عن أهلك فهي علاقة خاطئة شئت أم أبيت لأن التصرفات الصحيحة لا نخفيها.. ذهبت بعيدا لدرجة انك تزوجت وأنجبت واخترت أسماء الأبناء وهذا منتهى الجنون لأنك قد تبكين على غبائك لاحقا ويا ما مرت علينا قصص مشابهة انتهت بمأساة ونحن لا نريد لك ذلك..

العالم عزيزتي يعيش أزمة حقيقية.. الناس يموتون ويفقدون أحبابهم وأنت تفكرين بأنانية.. تفكرين في خيانة ثقة أهلك الذين قد تجلبين لهم العدوى.. تفكرين في نزواتك ولا تفكرين في العودة إلى الله عسى ولعل يرفع عنا هذا البلاء.. أنت صغيرة أجل ولكنك ناضجة كي تفهمي بأن الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج والرجل الذي يريدك يقصد البيوت من أبوابها..

ستقولين بأن جميع صديقاتك لديهن صاحب وبأن والدته تعلم وبأنه يحبك.. كل هذا قد يكون صحيحا لكن الحياة تتغير والمشاعر أيضا، ولا أحد يعلم ما سيحدث غدا.. قصص كثيرة بدأت بالحب وانتهت بالطلاق.. بدأت بالحب وانتهت بالخيانة.. بدات بالحب وانتهت بالفضيحة.. ولك كامل الوقت في الحجر الصحي كي تفكري في نفسك ومستقبلك وشرفك وشرف أهلك.. هو رجل ولن يخسر شيئا في مجتمعنا الذكوري.. أنت الوحيدة من ستخسرين كل شيء..

لديك فرصة من ذهب عزيزتي كي تعودي لخالقك.. كي تغيري أفكارك وتراجعي نفسك ومشاعرك.. لديك فرصة كي تتعالجي من هذا العشق المجنون الذي قد يعود بالوبال عليك.. فكري جيدا وقرري ونتمنى أن تتصرفي بروية وعقلانية وأن لا تكوني أنانية.. بإمكانكما أن تحتفظا بالحب لحين الرغبة في الزواج.. لا داعي للخرجات والدخلات فأنت في غنى عما يلوث سمعتك والله المستعان.

لمراسلتنا بالاستشارات:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة