جواهر

كيف أرضي زوجي في نهار رمضان؟

تسنيم الريدي
  • 21677
  • 23
ح.م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ شهر تقريباً، وفي بداية رمضان قرأت أنا وزوجي عن بعض أحكام المتزوجين في نهار رمضان، لكن زوجي لا يستجيب، فهو يعمل كأمين مخازن في المساء، فدوامه يبدأ من بعد العشاء حتى قبيل الفجر أكون أنا نائمة، كيف أستطيع أن أرضيه ولا أفقد نهار رمضان في ما قد نهى الله عنه ؟ فهو يغضب ويشعر إني أرفضه، ولا يقتنع إني أفعل ذلك خوفاً من عقاب الله، وبعد أن يمر الموقف وأتحدث معه أن هذا حرام يقتنع، لكنه يعود لنفس الأمر، ماذا أفعل؟

أسماء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بك على صفحات جواهر الشروق، بارك الله لكما وبارك عليكما وجميع بينكما في خير، والله أسأل أن يرزقكما السعادة في الدنيا والآخرة وأن يرزقكما الذرية الصالحة في غير معصية الله.

الزواج قبيل رمضان بمدة قصيرة يضع العروسين في هذا المأزق، لذلك ينصح الزواج قبل رمضان بشهرين على الأقل تفادياً لهذه المشكلة، فالعلاقة الزوجية في شهر رمضان أمور خاصّة يطول الحديث عليها وكلنا نعلم بأن الله سبحانه وتعالى أباحها في ليل رمضان، قال تعالى: “أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم”.

وفي نفس الوقت كان الرسول عليه الصلاة والسلام يُقبّل أزواجه ويداعبهن في نهار رمضان، وللتوضيح يقول الشيخ صالح الفوزان: ” علاقة الزوج بزوجته في نهار رمضان، من جنس علاقته بالطعام والشراب، فلا يقترب من زوجته لغرض قضاء الشهوة، وله بعد ذلك أن يكلمها ويجالسها ويعلمها ويدرسها وغير ذلك مما ليس من جماع ولا مقدماته، أما مقدمات الجماع كاللمس والتقبيل والضم والمباشرة ونحوها فالأصل اجتنابها، لأنها من الشهوة التي امتدح الله الصائم بتركها تقربا إليه سبحانه، وذلك قوله في الحديث القدسي حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها” متفق عليه.

وهذه المقدمات في العلاقة بين الزوجين ليست في مرتبة واحدة، فمن أكثرها خطورة على الصائم المباشرة، لأن ذلك قد يؤول إلى التسبب في إفساد الصوم بالإنزال، وفي ذلك مناقضة لمقصود الصيام، وملامسة فرجه فرجها دون حائل فهذا محرم، حتى لو لم يحصل إنزال أو إيلاج، وليس هو المباشرة المقصودة في حديث عائشة، مع أن مافعله عليه الصلاة والسلام من أنه كان يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم معلل بأنه كان أملك الناس لإربه، ومن يدعي ذلك لنفسه؟!

ومن ترخص من أهل العلم بأن للصائم أن يقبل زوجته، اشترط أن يكون ممن لا يخشى عليهم أن يجرهم ذلك إلى ما وراء القبلة، فإن كان منهم حرم عليه التقبيل بالاتفاق، لما رواه أبو داود عن أبي هُرَيْرَةَ: “أنّ رَجُلاً سَألَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن المُبَاشَرَةِ لِلصّائِمِ، فَرَخَصّ لَهُ، وَأتَاهُ آخَرُ فَسَألَهُ فَنَهَاهُ، فإذَا الذي رَخّصَ لَهُ شَيْخٌ، وَالّذِي نَهَاهُ شَابّ”.

وهنا أخيتي فقد أكد العلماء أنه إذا وقع المحظور في نهار رمضان فعلى الزوجين كفارة إطعام ستين مسكينا، أو صيام شهرين متتابعين وقضاء اليوم، أما إذا أكره الزوج زوجته على ذلك فتكون الكفارة على الزوج وحده، وعلى الاثنين قضاء اليوم، والنية هنا هي الفيصل في تحديد من أكره من.

 حاولي أن تتحدثي مع زوجك في تنظيم الوقت، بحيث تتناولوا وجبة إفطار خفيفة ككوب من الحليب وثلاث تمرات، ويتم الجماع، وتصلون المغرب ويتناول طعامه ويخرج للعمل، فتناول وجبة إفطار تكون في الغالب الطعام الأساسي للصائم، وطوال نهار الصائم تتوقف المعدة والأمعاء تقريباً عن العمل، كما يقل إفراز العصارة المرارية وقد تتوقف تماماً، وعند تناول طعام الإفطار تبدأ القناة الهضمية في العمل بنشاط فيندفع الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلى الجهاز الهضمي ليساعده في نشاط الزائد، فتكون النتيجة الشعور بالخمول والميل للنوم والاسترخاء نتيجة نقص مؤقت في الدم الواصل للمخ والجهاز العصبي، وفي حالة نعرفها جميعاً ونحس بها بعد الإفطار.

أو حاولي أن تنظمي نومك حسب مواعيد عمل زوجك في هذا الشهر، بحيث يعود من العمل تكوني مستيقظة.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة