كيف أعرف إن كانت مناسبة لابني أم لا؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا امرأة عمري 52 عاما ابني طالب في السنة الأخيرة كلية طب الأسنان، تعرف على فتاة في المرحلة الثالثة من نفس كليته ويريد الارتباط بها مستقبلا وقد تحدث معي بهذا الموضوع وطلب مني أن أتعرف عليها لكنني في الحقيقة لا أعرف كيف أقود الحديث معها ومعه عند حدوث هذا اللقاء لأتأكد أنها تناسبه أم لا وأعطيه رأيي بها، فهو قد طلب مني أن أعطيه رأيي بها بعد حصول اللقاء المرتقب.

هل بإمكان حضرتكم أن توجهوني وتنصحوني كيف أتحدث معها ومعه عند حدوث اللقاء وما هي المواضيع التي أتحدث بها، وكيف أتصرف معهم حتى أكون صورة واضحة عن الفتاة هل تناسب ولدي أم لا؟ أنا مشتتة بعض الشيء، هل بالإمكان إعطائي بعض النصائح والإرشادات.

يسرى

ـــــــــــــــــــــــــ

الرد:

سيدتي الفاضلة نشكر لك تواصلك معنا وثقتك بنصائحنا ونحن نأمل أن تكون الفتاة المقصودة مناسبة ليس لابنك فقط بل للعائلة ككل، خاصة إن كانت سوف تعيش معكم في نفس البيت.

في الحقيقة سيدتي أن الحكم على شخص معين لا يمكن إصداره من خلال جلسة واحدة، لأن اللقاءات الأولى تتسم في الغالب بالتوتر، وعليه قد تتصرف الفتاة بتسرع أو خجل أو عدم اتزان فتحكمين عليها بأنها غير مناسبة ظلما، وقد تتصرف بهدوء ورزانة وتجيد تمثيل دور “الطيوبة” فتحكمين عليها بالصلاح، ولو أعطيتها فسحة من الوقت والتقيتها مرات ومرات سوف تتفاجئين بتغيرات كثيرة، إما نحو الأحسن أو الأسوأ حسب طبيعتها.

من وجهة نظري المتواضعة أن ابنك صار يعرفها جيدا بحكم علاقة الزمالة في الدراسة، لذلك حاولي أن تجالسيه أولا وتسأليه عنها، عن أخلاقها، ردود فعلها، مستواها الدراسي، جرأتها وما إلى ذلك من الأمور التي تعطيك انطباعا أوليا عنها ثم رتبي لقاء أوليا معها يتبعه ثان وثالث ورابع حتى تدرسي شخصيتها باتزان وعدم تسرع شرط أن تكوني تلقائية للغاية، كي تحكمي بوعي.

بخصوص المواضيع التي يجب فتحها فأكيد لا بد أن تعرفي طريقة عيشها وعلاقتها بأهلها وما تمثله الدراسة بالنسبة لها، وما هي طموحاتها، ورأيها في الزواج وتربية الأبناء وكيف ترى الرجل وما يعنيه الزوج والابن والحماة.. حاولي أن تتعمقي في التفاصيل ودعيها تتكلم دون أن تقاطعيها، فقط ركزي كي تكتشفي التناقضات إن وجدت، وبعدها أعطيه رأيك دون أن تتدخلي في قراره، ففي النهاية هي حياته هو وما أنت إلا ناصحة وأم مشفقة تريد السعادة لابنها.

حاولي سيدتي أن تكوني منصفة قدر الإمكان وخذي وقتك في التعرف على الفتاة، فإن لمست فيها الصلاح وارتأيت بأنها مناسبة قومي بالخطوة التالية وتعرفي على أهلها وأسعدي ابنك، وإن لم تعجبك وكانت مقبولة على العموم فاتركي الخيار له ولا تتدخلي إلا إن وجدتها سيئة لدرجة لا يمكن تقبلها والله المستعان.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com