-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كي لا تكون المدارس الأجنبية في بلادنا استعماراً ثقافياً

فيصل القاسم
  • 3724
  • 13
كي لا تكون المدارس الأجنبية في بلادنا استعماراً ثقافياً

تنتشر المدارس الأجنبية في العالم العربي كانتشار النار في الهشيم. ورغم ارتفاع أقساطها الدراسية، إلا أنها تحظى بإقبال عزّ نظيره من العرب، خاصة في الدول العربية ميسورة الحال. في الآن ذاته، يعاني التعليم الحكومي في معظم البلدان العربية من تدهور تلو الآخر، مما يدفع بالكثيرين إلى إرسال أبنائهم وبناتهم إلى مدارس أجنبية.

  • طبعاً ليس هناك مشكلة في وجود مدارس أوروبية وأمريكية في العالم العربي، خاصة وأن  لغة التدريس فيها هي اللغة الانجليزية التي يسعى الجميع في العالم إلى تعلمها كونها اللغة العالمية الأولى في السياسة والتجارة والاقتصاد والثقافة والطب وغيره. ناهيك عن أن أساليب التدريس في المدارس الأجنبية متقدمة كثيراً على نظيراتها العربية.
  •  
  • لكن الطامة الكبرى في هذه المدارس غير العربية أنها تخرّج أجيالاً عربية منسلخة من ثقافتها وتاريخها وأحياناً لغتها. وإذا استثنينا العادات والتقاليد التي يحصل عليها الطلاب العرب من تلك المدارس الأجنبية، وهي تقاليد مختلفة تماماً عن التقاليد العربية والإسلامية على أقل تقدير، فإن المشكلة الأكبر هي أن المدارس المذكورة تقوم بتدريس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية كمادتين ثانويتين هامشيتين، فبالكاد مثلاً يحصل التلاميذ العرب على ساعتين لتعلم اللغة العربية في الأسبوع، مما يجعل لغتهم العربية ضعيفة للغاية، كما لو كانت لغة أجنبية بالنسبة لهم.
  •  
  • لا أدري لماذا لا يتم تخصيص عدد أكبر من الساعات أسبوعياً لتدريس اللغة العربية في المدارس الأجنبية بحيث يتقدم التلاميذ في اللغتين العربية والانجليزية على حد سواء. فما أجمل أن نجد تلاميذ عرباً يتحدثون الانجليزية والعربية بطلاقة، بدل معاملة العربية كاليتيمة على مائدة اللئام.
  •  
  • لكن يبدو أن تهميش اللغة العربية في المدارس الأجنبية هو جزء لا يتجزأ من السياسة الغربية التي تريد غسل أدمغة التلاميذ العرب وسلخهم لغوياً وثقافياً عن محيطهم العربي، بحيث يكونون عرباً في المظهر وغربيين في الجوهر.
  • ومما قد يؤكد هذا الاتهام الذي يوجهه الكثيرون للمدارس الأجنبية العاملة في بلادنا أن تلك المدارس تقوم بتدريس التاريخ الغربي للتلاميذ العرب، بينما تتجاهل التاريخين العربي والإسلامي تماماً، علماً أن التاريخ يعتبر جزءاً مهماً من الشخصية الوطنية للإنسان العربي. وبذلك يتخرج الطلاب وهم مصابون بانفصام  من حيث الانتماء، فلا هم عرب مائة بالمائة بسبب جهلهم بتاريخهم العربي الإسلامي، ولا هم غربيون بسبب انتمائهم الأصلي للعروبة والإسلام. وبالتالي فنحن بصدد أجيال هجينة من حيث الانتماء.
  •  
  • تصوروا مثلاً أن يتخرج الطلاب العرب من المدارس والكليات الأجنبية العاملة في العالم العربي وهم لا يعرفون شيئاً عن العصور الإسلامية بدءاً بعصر الرسول عليه الصلاة والسلام، مروراً بالعصرين الأموي والعباسي وما تلاهما. قد يقول البعض إن التلاميذ سيعرفون شيئاً ما عن الدين الإسلامي من خلال مادة التربية الإسلامية. لكن حتى تلك المادة لا تحظى بالاهتمام الكافي في المدارس الأجنبية، ناهيك عن أن بعض المدارس تتعامل مع مادة الشرعية كما لو كانت عبئاً على المنهاج المدرسي. زد على ذلك أن تلك المادة لا تغطي أساسيات التاريخ الإسلامي، فتغدو أسماء مثل خالد ابن الوليد وصلاح الدين الأيوبي محرر القدس، ومعاوية بن أبي سفيان وغيره من عظماء التاريخ الإسلامي تغدو أسماء غريبة على الطلاب العرب، اللهم إلا إذا قرأوا كتب التاريخ كنوع من المطالعة الاختيارية. وهو ما لا يحدث كثيراً لأن الطلاب يكونون قد تشربوا الثقافة الغربية تماماً مما يجعلهم ينظرون شزراً أحياناً إلى ثقافتهم وتاريخهم العربيين. وقد شاهدت تلاميذ وتلميذات عربيات في بعض المدارس الأجنبية يرفضن الاستماع إلى الأغاني العربية، فما بالك أن يقرأن التاريخ الإسلامي.
  •  
  • لهذا اقترح على وزارت التربية والتعليم في العالم العربي أن تصدر قوانين ملزمة تفرض على المدارس الأجنبية في بلادنا العربية تدريس مادة التاريخ العربي والإسلامي لسد هذه الثغرة الخطيرة في مناهج التعليم التي تدرسها تلك المدارس. ولا أعتقد أن هناك صعوبة في إدراج مادة التاريخ ضمن المناهج الأجنبية. هل يعقل أن يتخرج الطالب العربي وهو يعرف عن ملكات وملوك أوروبا وعن الحرب العالمية الثانية أكثر مما يعرف بكثير عن المعارك الإسلامية التاريخية وأبطالها العظام، وعن الخلفاء الراشدين أو خلفاء العصرين الأموي والعباسي؟
  •  
  • ألسنا هنا بصدد أجيال منتزعة من تاريخها، خاصة إذا كان ذلك التاريخ مشرّفاً في الكثير من جوانبه؟
  •  
  • ما أسهل مكافحة الاستعمار العسكري، وما أصعب مكافحة الاستعمار الثقافي!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • Yasmine

    You, who are complaining about the Arabic language, what have done to get it better, and make it a technical modern attractive language? Lamentation does not help. We need action. Let us be honest, except newspapers, religion books and poetry books, there is nothing to read in Arabic. Real intellectuals are those who change the world not those who cry because they cannot keep up with the evolution of the world. Please publish my message. I have sent another message, but you did not publish it. Where is the neutrality that your newspaper is supposed to have?

  • جزائري

    حسبما رايته واراه في الاونة الاخيرة في الجامعات و المدارس الجزائئرية الاستعمار واقع في المدارس الحكومية تحديدا ف الخوف من المدارس الاجنبية لامعنى له و لاسيم ان جميع الشباب الان جلهم لا تهمهم الدراسة كما يهمهم اشباع رغباتهم ، معظم الشباب الظامحين في عمل شيئ يمكن ان ينطلق بمعارفهم الى مستوى اخر هاجروا من البلدان العربية .

  • Yasmine

    I love English and French because they are the languages of sciences and information technology. Arabic is good for religion that is all. Only the present matters for me and I do not care about what happened thousand years ago. History and religion do not feed people. Make Arabic a language of sciences then people will love it and study it.

  • عبد الستار العياري -تونس -

    بعد أن سيطرت القوى الغربية ،والإمبريالية ذات النزعة الاستعمارية المعادية للعرب والإسلام على كل مقدراتنا الاقتصادية والسياسية ،وبسطت هيمنتها المطلقة على أصحاب القرار في وطننا العربي الذي بدأ يفقد أهم ملامح ومقومات العروبة ولغة القرآن والشعر والثقافة عبر التاريخ ،امتدت هيمنتهم لإتمام مهمة سلخ الهوية والتاريخ من عقول ومفهوم الأجيال الصاعدة من التلاميذ والطلبة عبر غزوهم التعليمي والثقافي تحت عباءة مدارس تعليم اللغات ، والمراكز الثقافية وغيرها وهذا المخطط ينمو ويزداد كلما مرت الأيام والسنين يساعدهما في ذلك ثلاث عوامل رئيسية هي:
    أولا ضعف التعليم العمومي وعدم الاهتمام به بما يكفي من أجل تخريج نخب وعقول نيرة تكون قدوة للأجيال التي تليها وتجعلها تثق في نظام التعليم العام ،كما أصبحت برامج التعليم العمومي جوفاء وخالية من أهم المحاور التعليمية الأساسية ،التي برمجتها وزارات التعليم في الوطن العربي على نمط ومحتوى يرغب فيه هؤلاء الذين يبحثون عن موطئ قدم في عقول وثقافة شبابنا العربي من أجل تغريبه على طريقتهم الثقافية فحذفوا من هذه البرامج عدة محاور هامة مثل التربية الإسلامية ،والمدنية وبعض المقتطفات من التاريخ والجغرافيا....وراح تاريخ ومجد الفتوحات الإسلامية هباء منثورا....
    ثانيا يبدوا من نظام تطوير المدارس الأجنبية والخاصة في البلاد العربية بشكل ملفت للانتباه هو برنامج متكامل من أجل التفويت في قطاع التعليم وخصخصته ،والتخلص من عبء هذا القطاع مما سهل عملية انتشار المدارس الأجنبية في بلداننا العربية التي أصبحت مرتعا لصراع الكبار من أجل طمس الهوية العربية والإسلامية خاصة بين القطبين الفرنسي والأنقليزي كلاهما يحاول جاهدا جعل الثقافة العربية هامشية وثانوية أمام لغته وثقافته في بلداننا عبر بث ثقافتهم المسمومة في عقول طلبتنا عبر ما تسمى "مدارس أجنبية " بل هي أوكارا ينفذون منها لقتل هويتنا وثقافتنا وتاريخنا ...وللأسف بعض ومسئولينا العرب يساعدونهم في ذلك من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون ....
    وخير دليل على نجاح مخططاتهم الجهنمية التي تهدد فعليا المستقبل العربي ثقافة وهوية نتيجة إقبال الشباب العربي وأسرهم على الالتحاق بالمدارس الأجنبية رغم أنها تستنزف الطاقة المادية للأسرة التي ترى أن هذه المدارس توفر بدورها امتيازات وإغراءات يحلم الطالب العربي بتحقيق مستقبله عن طريقها رغم أنها مسمومة في عسلها وخير دليل على ذلك محاولة التخلي على استعمال اللغة العربية حتى في الشارع ،وفي الخطابات والتحاور بين الأسر داخل المنزل وخارجه.....
    حقيقة لقد أصبحت اللغة والثقافة العربيتين وتاريخهما المجيد الذي صنع حاضر هذه الحضارات الغربية في مفترق طرق ومهددة فعليا نتيجة خطط غاية في البرمجة من الخارج العربي ومن داخله خاصة في عدة أقطار بالذات التي نظامها السياسي علماني تفتحي وما شابه ذلك....
    هذا الموضوع غاية في الحساسية والأهمية بل صار ووجوبا على النخب العربية ،والسياسيين وأصحاب القرار وكل مكونات المجتمع المدني في وطننا العربي الانتباه والتصدي لظاهرة انتشار المدارس الأجنبية وتعديل برامجها التعليمية حتى تتماشى وضمان مستقبل الهوية العربية والإسلامية كما على الأنظمة العربية إعادة الهيبة والسطوة والمكانة للتعليم العمومي الذي فقد الكثير من الثقة والمصداقية من طرف طلاب العلم الذين يرون في الغرب ومدارسهم وثقافتهم الوسيلة الكفيلة لضمان مستقبلهم المهني خاصة بعد الأزمات الاقتصادية التي ضربت العمق العربي بعد الكبار ،وأصبحت البطالة ،والمستقبل المجهول العلامتان البارزتين أمام أنظار الطلبة وأسرهم .....إنه فعلا الاستعمار الأخير حتى يحققوا القضاء المبرم على أمة العلم والعلوم....

  • hamza

    merciiiiii bien c'est un sujet parfait et je te dis il y a beaucoup de gens n'ont pas connus la chance d'être né...afin de ça je suis désole de l'écriture en français viva l'age rie     

  • العـــــــــــــــــــــــــــــــز عـز الديــــــــــــــــــــــــن

    وهل تحررت أمتنا من الاستعمار حتى يمكن طرح السؤال الوارد في العنوان؟ الجواب طبعا لا لازالت أمتنا لم تتحرر من الاستعمار ويمكن القول بكل أسى أن الاستعمار المتحالف ضد هذه الأ مة قد نجح في تحقيق أجندته المتمثلة في تفكيك وحدة هذه الأمة وسلخها عن هويتها وفرض أيديلوجيته بديلا عن مرجعية الأمة المثمثلة في الإسلام دينا ودولة.
    ولا زال العمل الاستعماري التخريبي مستمرا دؤوبا تنفذه الحثالة التي شربت من مستنقعه الآسن والتي باعت دينها ومبادئ أمتها بسراب يحسبه الضمآن ماء.

  • فاتن

    السلام عليكم _انا من اشد المعجبين بك يا دكتور وادعو المولى ان يوفقني كما وفقك و اصبح اعلامية فى جراتك و خبرتك وفصاحتك حتى في حنكتك و دهاؤك والله اني متتبعة لمسيرتك وكل اعمالك.

  • أحمد مريوش

    الآخ فيصل مقالك مهم جدا ، ولكن تواجد المدارس الخاصة الأجنبية وحتى بعض الوطنية منها في البلاد العربية وتحديدا في الجزائر ما هم إلا إمتدادا للإستعمار القديم بعد فشل بقائه في المستعمرات ، وخوجه بحد السيف و التضحيات ، ولكن ماذا يقول الشهداء لو نهضزا من قبورهم ، كيف يخاطبون الحكام العرب على الردة التي وصلوا اليها ، الم يكن هؤلاء الحكام هم الذين طلبوا من مستعمر الأمس بالعودة في إطار الشراكة ؟ هل إحترم قادة الوطن العربي طموحات من كتبوا تاريخ بلدانهم بالأمس / كلا أن مشكل اللغة العربية في الوطن العربي يعني هوية الأمة ويعني الدين الإسلامي ويعني قيم المجتمع ، وهل الغرب اليوم يملك قناعة التعايش مع هذه المقومات ، كلا إن حزب الإستعمار في الوطن العربي قوي جدا ، وأمامك الجزائر كموذج حي ، ما هو مصير اللغة العربية في المؤسسات الرسمية حتى نحاسب نحن المؤسسة الخاصة الأجنبية ، هل إلتزمت المدرسة الخاصة في الجزائر بإحترام كراس دفتر الشروط الذي وضعته وزارة التربية ؟ كيف يدرس تاريخ الجزائر في هذه المدارس وهل يدرس بالعربية وما هي المواضيع التي تلقن للطلبة ؟ ومن الأساتذة الذين يدرسون هذه المادة ؟ هناك أخطبوط جديد يؤسس في الجزائر نتائجه أقوى من نتائج إستعمار الأمس ؟ ترى ما البديل هل البكاء أمام دعاة الردة ؟ أم أن الشعب يفكر بجدية في مصيره كما فكر فيه جيل أول نوفمبر 1954 .

  • marwa

    السلام عليكم
    الدكتور فيصل القاسم صدق كل الصدق فالغرب يحاول ان يضمنا اليه و يملء اذهاننا بحضارته محاولا ان ينسينا حضارتنا القديمة العظيمة التي نتشرف بها كمسلمين فيرجى الانتباه و الحذر.
    شكرا دكتور

  • mohamed

    hada howa el razw el takafi.

  • gueladi

    بارك الله فيك يادكتور فيصل، موضوع في غاية الأهمية ،
    بإمكاننا محاربة هذا الغزو الثقافي عن طريق المدارس العمومية ، ولكن ما يحدث في المدارس العمومية أكثر تأثيرا
    من المدارس الأجنبية ، في الجزائر مثلا مادة التاريخ والتربية الإسلامية في المرحلة المتوسطة لاتجد إقبالا كبيرا من التلاميذ لدراستها لأن معاملها ضعيف (1نقطة) ، مقارنة مع اللغة الفرنسية(3نقاط)، وهذه مهمة وزارة التربية ، فهذا غزو ثقافي مجاني!!
    أساتذة اللغة الفرنسية يلقون كل التسهيلات من طرف المفتشين
    لأداء مهمتهم ، عكس أساتذة اللغة العربية والتربية الإسلامية.
    كذلك مواضيع الإمتحانات لنهاية السنة الدراسية ، تختار بطريقة ليست بريئة ، في اللغة الفرنسية تكون سهلة وفي متناول كل التلاميذ ، أما في اللغة العربية فتكون صعبة للغاية و في بعض الأحيان فيها أخطاء مقصودة حتى تكون هي السبب في رسوب التلاميذ..وما يترتب عنه من ملاحظات الأولياء و..
    (ارجع إلى امتحان شهادة التعليم المتوسط 08/09)
    بإختصار شديد الغزو الثقافي الذي نتعرض هو لأسباب سياسية وليس تنظيمية

  • جزائري

    أخي الدكتور المحترم فيصل القاسم,
    أنا أوافقك الرأي 100 % , فهناك خطر ثقافي حقيقي, وعلى المدى البعيد خاصة.
    ولكننا نأسف أسفا حقيقيا, لأن منطومات التعليم في بلداننا العربية صارت لا تسمن ولا تغني من جوع. ففي الوقت الذي تتفجر فيه ينابيع البحوث العلمية الجادة في دول كبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا, ووو . من أجل التطور, (ورغم ذلك يعتبرون أنفسهم لم يحققوا شيئا بعد) نجد نحن لدينا جامعات مشلولة بسبب النزاعات على الترقي في المناصب وليس في الدرجات والمؤهلات العلمية الحقيقية.
    صارت شهادات الماجستير والدكتوراه تتوزع بكل القوانين ما عدا قانون الجدارة والأحقية والاهلية.
    للأسف الكبير, أستطيع وأنا في كلما قواي العقلية, أن أقول بأن النسبة الحقيقية للدكاترة في الجزائر مثلا, لا تتعدى 1 %, ليس من حيث عددهم, لأن عددهم قد يفوق عدد الناجحين في شهادة البكالوريا, وإنما من حيث المستوى والمؤهل العلمي والبحثي الحقيقي.

    فإذا كانت عبارة التعليم العالي شبه غائبة, فماذا نقول عن عبارة البحث العلمي. ومن ثم ما فائدة تخرج كم هائل من حملة الليسانس الذين لا يرقى مستواهم إلى مستوى تلميذ في الدول التي تهتم فعلا بالتعليم والبحث العلمي. ومنه نقول, أن ارتفاع نسبة نجاح كبيرة في شهادات البكالوريا والمتوسط والابتدائي لا يدل على تطور هذه المنظومات بقدر ما يدل على هشاشتها وغياب الجدية فيها.

    ولا يفوتني أن أقول, بأنه حتى تلك المعاهد والجامعات والمدارس الأجنبية في بلداننا العربية, لا أظن بأنها تقدم نفس الشيء الذي يقدم هناك في بلدانهم الأصلية, حتى وإن كانت نسبة التفاوت بينها قليلة.

    سوف نتطور حتما وقطعا, ولكن حين نتوقف عن الكذب على انفسنا وخداعها خداعا كبيرا, فالكذب على النفس لا ينفع, أبيضا كان أم أسود.

  • حوريا

    تحية وبعد ، لقد لفتني موضوعك وهو مهما جيدا في مجتمعنا العربي والجزائري خاصتا ، محاربتنا إستعمار الثقافي المتمثل بالمدارس الأجنبية مسؤولية جميع ، علينا عدم خصخصة التعليم بكل انواعه في العالم العربي ، وتطوير مستوى تعليم وبرامجه ، مع تشجيع البحث العلمي بالبلاد