اقتصاد

لأول مرة.. الكشف عن معطيات حول سبب فشل مشروع ديزرتيك

الشروق أونلاين
  • 30171
  • 7
أرشيف

كشف الأمين العام لوزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة بوزيان مهماه عن الأسباب الحقيقية لفشل مشروع “ديزرتيك” للطاقة الشمسية والذي كان سينفذ بشراكة ألمانية.

وقال بوزيان خلال استضافته ببرنامج “ضيف الصباح” على القناة الاذاعية الأولى، الأحد، إن البعض يعتبر المشروع بمثابة هبة من الحكومة الألمانية وإننا خسرنا عدم تجسيده.

وعلى نقيض ذلك، أكد الأمين العام للوزارة أن هذا المشروع قد خالف أسس أساسية منها الربحية الاقتصادية، والشراكة على أساس رابح- رابح ،وهو ما يقوم عليه أي مشروع.

كما أشار إلى أن ديزرتيك كان يقوم على تجميع 400 مليار أورو آن ذاك بقيمة سوقية تقدر بـ 560 مليار دولار  وهي قيمة لا تمنحها الحكومة الألمانية وإنما عبارة عن هندسة تكتل مالي من بين المساهمين المحليين، بغية انتاج طاقة بنسة 17 بالمئة في آفاق 2050 للفضاء الأوروبي.

وأوضح المتحدث أن المشروع كان يقوم على مفهوم تقني واضح جدا وهو “التشبيك” ويعني ربط الحزام الصحراوي الذي يمتد من الجمهورية الصحراوية وصولا إلى فلسطين ثم شبه الجزيرة العربية وفي مرحلة لاحقة إلى تركيا مع الحزام التكونولوجي هو كامل الجنوب الأوروبي.

وفي هذا الصدد تساءل ضيف الصباح عن ما كانت ستستفيده الجزائر من ذلك المشروع خصوصا وأنه لا يسمح بنقل التكنولوجيا،  وإنما وضع محطات مقابل أتاوات.

ومن بين الأسباب الخطيرة التي دفعت الجزائر لرفض هذا المشروع يقول بوزيان هي إقامة ما يسمى بالهيئة التقنية لتسيير الشبكة فيما فوق الحكومات، ما يعني أن تتجاوز  هذه الهيئة سلطة الحكومات الوطنية وهو ما يمس بالسيادة الوطنية.

كما تحدث المسؤول عن نقطتين أساسيتن اقترحهما المشروع ويرفضهما حسبه كل مسؤول أو مواطن جزائري،  الأولى اقامة محطة لحظيرة الرياح تمتد على مسافة 1200 كلم على طول الساحل الأطلسي للجمهورية العربية الصحراوية وهو ما يشكل انتهاكا لسيادة الأراضي الصحراوية.

أما المشروع الثاني فيتمثل في إقامة محطة قيل أنذاك أنها سوف تزَود غزة بالكهرباء والماء الشروب وبالتالي اختلاط المال الجزائري بمال الكيان الصهيوني. يوضح ذات المسؤول

كذلك من بين الدوافع التي ذكرها الأمين العام للوزارة هي وجود انقسام لدى الألمان في حد ذاتهم حول مشروع ديزرتيك بالإضافة إلى انسحاب  الشركتين الأساسيتين من المشروع في نهاية 2012 وهما “سيمانس وبورش” وكذا حدوث ما صفه بالطلاق بين ديزارتيك المؤسسة والمبادرة في بداية 2013.

شيتور: هذا سبب فشل “ديزرتيك” وألمانيا ملتزمة بمرافقة الجزائر

وفي 26 مارس 2021، كشف وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة الأسبق، شمس الدين شيتور، عن سبب فشل مشروع “ديزرتيك” وأن ألمانيا سترافق الجزائر لتصبح رائدة على مستوى افريقيا في مجال الطاقات المتجددة.

و قال شيتور في رده على أسئلة أعضاء مجلس الأمة، الخميس إن “ألمانيا ستعمل يدا بيد مع الجزائر للقيام بمشروع في مجال الطاقات المتجددة وكذا في مجال الهيدروجين الأخضر الذي يمكن ان يستعمل عوضا من الغاز الطبيعي”.

وبخصوص مشروع ديزرتيك الذي كان مبرمجا بالشراكة بين الجزائر و ألمانيا، أوضح شيتور ان هذا المشروع لم يتم بسبب “رفض البنوك تمويله” نظرا لأن كلفته الاستثمارية “تفوق 450 مليار دولار”.

من جهة أخرى، حذر الوزير من انه “في آفاق 2035 سيكون هناك عجز كبير في مجال المحروقات مما يستوجب التوجه بكل قوة نحو الطاقات المتجددة” مضيفا ان “في يد الجزائر مدة عشر سنوات للخروج من هذه التبعية و القيام بمشاريع مثمرة في مجال اقتصاد الطاقة”.

و قال شيتور انه سيتم، بداية من 2022، انتاج ما يناهز 1.000 ميغاواط من الطاقة الشمسية بهدف التقليص من التبعية لمصادر الطاقة الاحفورية مضيفا أن اطلاق المناقصات المتعلقة بهذا المشروع سيكون في يونيو المقبل.

وأضاف بأن دائرته الوزارية تعمل مع وزارة السكن من اجل إعداد دفتر شروط سيتم تطبيقه سنة 2022 حتى تكون السكنات الجديدة صديقة للبيئة مستعملة الطاقات النظيفة على غرار الطاقة الشمسية.

مقالات ذات صلة