رياضة
وفاة خيثر غرقا تصدم الجميع.. بلغيث وبسايح يلجآن إلى الهجرة السرية

لاعبون بارزون يختارون الحرقة ويجازفون عبر قوارب الموت

صالح سعودي
  • 13020
  • 22
ح.م

أخذت ظاهرة “الحرقة” أبعادا خطيرة، ولم تعد مقتصرة على الشباب الراغب في الهجرة بحثا عن العمل، بل تعدت إلى الموظفين والجامعيين وحتى الرياضيين، بدليل أن البطولة الوطنية عرفت لجوء عدة لاعبين إلى خيار الهجرة عبر قوارب الموت، وكان من بين ضحاياهم اللاعب أمين خيثر الذي تم العثور مؤخرا على جثته رفقة شبان آخرين غرقوا في البحر ولم يتسن لهم الوصول إلى شاطئ الأمان.

لم يخف الشارع الكروي صدمته، موازاة مع إعلان وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة اللاعب أمين خيثر، بعد اختفاء منذ مدة طويلة، حيث تعرفت الجهات المعنية على جثة الضحية الذي كان يهم بالهجرة غير الشرعية نحو بلد أوروبي منتصف الشهر الماضي، وسبق للفقيد أمين خيثر أن خطف الأضواء في الرابطة الوطنية المحترفة بألوان اتحاد الحراش، كما تقمص خلال مسيرته الكروية ألوان عدة أندية من الغرب الجزائري، مثل وداد تلمسان وأولمبي أرزيو وشبيبة تيارت وغيرها.

وفي الوقت الذي أشاد فيه الكثير من المتتبعين والتقنيين على الإمكانات الفنية التي يتمتع بها أمين خيثر، وهو الذي فرض نفسه في مختلف الأندية التي تقمص ألوانها، سواء في الرابطة الأولى والثانية أم في مستويات أخرى، إلا أن الكثير لم يفهم أسباب ودواعي لجوئه إلى خيار الحرقة عبر قوارب الموت، بدليل أن خبر غيابه كان قد أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتأكد أنه كان ضمن مجموعة من الشباب قصدت الضفة الأخرى عبر رحلة غير شرعية.

“الحرقة” لا تقتصر على البطالين وتعدت إلى أصحاب الملايين

ومن الجوانب التي تزيد من حدة القلق، أن أمر الهجرة لم يتوقف عند أمين خيثر الذي تم العثور على جثته من طرف الجهات المعنية، بل تعدى عدة لاعبين ينشطون مع أندية معروفة، من ذلك إعلان خبر هجرة حارس مرمى جمعية وهران رضا بسايح (27 سنة) بنفس الطريقة، على الرغم من إمكاناته التي جعلته يتقمص ألوان مديوني وهران وسريع المحمدية وصولا إلى جمعية وهران، إضافة إلى حمله ألوان المنتخبات الوطنية الشبانية. وفي السياق نفسه، فاجأ لاعب وسط ميدان أمل مغنية الجميع، بعد اتخاذه قرار الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا، حيث وصل إلى سواحلها صبيحة السبت، يحدث هذا رغم أن فريقه ينشط في القسم الثاني هواة، وينتظره مستقبل واعد في مجال كرة القدم، حيث أشارت بعض الأخبار بأن بلغيث غاب عن مباراة فريقه التي جرت في جولة افتتاح مرحلة العودة، بسبب الإصابة التي كان يعاني منها، وقرر خوض مغامرة محفوفة بالمخاطر ليلا رفقة عدد من أصدقائه على متن زورق خشبي من سواحل ولاية تلمسان، ليصلوا في ساعات الصباح الأولى إلى جزيرة إسبانية، بعد معاناة طويلة وسط مياه البحر الأبيض المتوسط. ويجمع الكثير بأن اللاعب أمين بلغيث بعد من المواهب الكروية البارزة في بطولة القسم الثاني هواة، وفرض نفسه مع أمل مغنية للموسم الثاني على التوالي، بعد قدومه من رديف وداد تلمسان الذي توج معه بلقب البطولة الوطنية لهذه الفئة، وعلاوة على ذلك فهو طالب جامعي ويشيد الكثير بأخلاقه الحسنة.

وعلى ضوء الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص حادثة الوفاة الأليمة للاعب أمين خيثر، والهجرة غير الشرعية لحارس جمعية وهران بسايح وكذا لاعب أمل مغنية أمين بلغيث، والحديث عن هجرة مماثلة لابن اللاعب السابق لجمعية وهران مسعود، فإن الكثير يؤكدون أن دواعي وأسباب هجرة اللاعبين ليست مادية بحتة، بقدر ما لها أسباب وعوامل أخرى لها علاقة بالتهور والطمع في مكاسب أكبر، بدليل إقدامهم على خطوات يؤكد الجميع على خطورتها، من خلال ركوب قوارب الموت في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر وتفتقد إلى أدنى ضمانات الأمان، وهو الأمر الذي يفرض حسب المتتبعين إلى ضرورة القيام بتشريح واقعي وجاد لظاهرة الحرقة التي لم تقتصر على البطالين، بل تعدت أيضا إلى اللاعبين الذين يقبضون عادة الملايين، بدليل تصريحات بسايح الذي أكد أن خيار الحرقة فكر فيه منذ حوالي عام، بعدما اقتنع حسب قوله بأنه يضيع وقته في البطولة الوطنية.

مقالات ذات صلة