رياضة
قطرة من كأس العالم

لالماس لم يشارك في المونديال.. للأسف

أرشيف

خلال مقابلة تكريمية جرت على شرف لاعب ترجي قالمة، والمنتخب الوطني، مصطفى سريدي في مدينة قالمة، التي جرت منذ قرابة عشر سنوات، كان لنا لقاء مطول مع الأسطورة حسن لالماس.

 الرجل على تواضعه الجمّ فتح أرشيف ذاكرته وروى لنا بعض مباريات شباب بلكور، التي شارك فيها، ومنها فوز عريض على مولودية قسنطينة بثمانية أهداف مقابل واحد، في ملعب 20 أوت، وهي النتيجة التي حاول أنصار حمراء عنابة تحويلها إلى شتيمة في حق الجار مولودية قسنطينة فكانوا يهتفون من باب استفزاز جيرانهم r 8 r 8 وهو نوع من سيارات رونو كانت آخر صناعات الشركة الفرنسية في بداية سبعينيات القرن الماضي، وبقي جرح النتيجة غائرا في قلب مناصري المولودية، إلى أن سافر شباب بلكور بقيادة لالماس إلى عنابة، وهناك في ملعب العقيد شابو المعشوشب طبيعيا أبدع لالماس ورفاقه وسحقوا حمراء عنابة بثمانية أهداف نظيفة، غسلوا بها عار المولودية، وأسكتوا إلى الأبد أنصار اتحاد عنابة، لأن صراع القمة في شرق البلاد في ذاك الزمن الكروي الرائع كان ما بين حمراء عنابة ومولودية قسنطينة فقط.

لم تكن هناك أي مشكلة بالنسبة إلى لالماس ورفاقه في الفوز بالنتيجة العريضة على أي ناد وفي أي ملعب كان، لكن في الجزائر فقط، كما قال لالماس الذي لم يحدثنا عن أي عرض تلقاه من هذا الفريق العالمي أو ذاك.

ولم ينعم لالماس بأي مقابلة إفريقية للأندية إلا بمواجهة في ملعب 20 أوت أمام جان دارك السنغالي، وانتهت بخماسية مقابل ثلاثة، كما شارك مرة واحدة في أديس أبابا في البطولة الإفريقية للأمم سنة 1968 ولكن الخضر خرجوا من الدور الأول.

كل الذين أطلوا علينا وحاولوا أن يعلقوا للراحل عرجون حبّ، بعد رحيله، من خلال القول بأنه طينة بيليه وغارينشا، مردود كلامهم، فهم أنفسهم من وصفوا رياض محرز وفيغولي باللاعبين المحدودين جهلا أو تعنتا، وكل الذين تحولوا إلى محامين في قضية من خيالهم، دفاعا عن رجل لم يتهم أحدا، هم الأجدر بالمتابعة، فحسن لالماس إنسان خلوق كان بالتأكيد أحد أحسن اللاعبين في الجزائر لأنه كان دوليا وقاد بلكور إلى الألقاب، ولكنه إفريقيا لم يقد الخضر إلى التأهل إلا مرة واحدة لكأس أمم إفريقيا من مقابلة تصفوية واحدة، وخرج مع الخضر من الدور الأول، وكل مشاركاته في تصفيات المونديال خرج فيها مع رفاقه من الدور الإقصائي الأول، في زمن لم تكن إفريقيا غابة وحوش، كما يزعمون ويدعّون، بدليل أن المغرب تأهل لمونديال المكسيك 1970.

رحم الله لالماس فقد منح السعادة لأنصار شباب بلكور بلعبه، ولمن عرفوه بأخلاقه.

مقالات ذات صلة