تعميم تقنية “الفار” ضروري في الدوري الجزائري المحترف

عاش عشاق الكرة الجزائرية، في مباراتي نصف نهائي كأس الجزائر، الممتدتين لـ 120 دقيقة، تجربة تقنية الفار، التي بالرغم من تعميمها عالميا إلا أنها مازالت جديدة في الجزائر، بالنسبة للاعبين والجماهير وخاصة الحكام، وقد لاحظنا بعض الأخطاء في التعامل معها، خاصة في مباراة مولودية العاصمة، أمام النادي الرياضي القسنطيني..

حيث تابعنا كيف أعلن حكم المباراة عن ركلة جزاء لصالح الفريق القسنطيني في الشوط الأول، وبعد احتجاجات عناصر مولودية العاصمة وإمساك اللاعب إبراهيم ذيب بالكرة لأجل تنفيذ الركلة، وبدا كل شيء منتهيا، أوقف الحكم المباراة وتوجه إلى جهاز متابعة اللقطة، وحولها من ركلة جزاء أفرحت أنصار الشباب، إلى مخالفة للمولودية، من دون إشهار بطاقة تمويه صفراء لإبراهيم ذيب، الذي سقط في منطقة العمليات، وكان الخلل، في الفترة الطويلة جدا بين لقطة سقوط ذيب إبراهيم، وإمساكه بالكرة لتنفيذ ركلة جزاء، وتوجه الحكم إلى خط التماس لمتابعة اللقطة عبر الشاشة، كما أن التصوير لم يكن جيدا إطلاقا، ولم تكن اللقطة المقدمة من زوايا مختلفة واضحة لتجعل الحكم يعلن عن ركلة الجزاء، التي بقيت في الشك لحد الآن.

في لقطة أخرى، في الشوط الأول أيضا، تجلت نقص خبرة الطاقم التحكيمي، من خلال مخالفة نفذها يوسف بلايلي، وبينما كانت الكرة، طائرة في الأعلى، استقبلها اللاعب عبد اللاوي، وتم إعلان مباشر عن تسلل، من دون إكمال اللقطة، وتوقف اللاعبون من صفوف المولودية والمنافس، ومن خلال إعادة اللقطة اتضح بأن لاعب المولودية لم يكن متسللا إطلاقا، وكان بإمكانه تسجيل الهدف، وهو خطأ تحكيمي، لأن الحكام في وجود تقنية الفار لا يعلنون عن أي قرار في منطقة العمليات، إلا بعد اكتمال اللقطة، ولحسن الحظ، أن هذه الأخطاء لم تكن مؤثرة ولا حاسمة بمنح الفوز لهذا والهزيمة لذاك.

الإخراج التلفزيوني في الجزائر لمباريات الكرة، مازال ناقصا ومتعثرا، وإذا كانت الجماهير المتابعة للمباريات عبر شاشات التلفزيون تعاني، خاصة أن غالبيتها تتابع مباريات الدوريات الأوروبية، وتلاحظ الفارق في التصوير والإخراج، فإن معاناة حكام تقنية الفيديو ستكون أكبر في غياب مختصين في التلفزيون الجزائري، ويحاول معلقو التلفزيون الجزائري دائما أن يقدموا الشكر لمخرجي المباريات على مدار التسعين دقيقة، ولكن للجمهور المتابع رأي آخر مخالف، وهو يتمنى طبعا أن يتابع مباريات جميلة في صورتها، كما يفعل مع المباريات العالمية الكبرى.

الفاف مجبرة على التسريع في استعمال تقنية الفار في مباريات الدوري الجزائري المحترف، فمن غير المعقول الرقي بالحكام وإيصالهم إلى العالمية وليس لهم تدريبات في التعامل مع تقنية الفار، وحتى اللاعبون الذين يجدون أنفسهم من دون فار محليا وبه دوليا، ما أن ترويض الجماهير في تقبل قرارات التقنية صار ملحا وفي قريب الآجال.