-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منقذ الطفل حبيب من الغرق في فيضان وادي المسيلة لـ"الشروق":

“لا أتقن السباحة ولم أذهب للبحر إلا ثلاث مرات في حياتي”

ب.عيسى
  • 7881
  • 5
“لا أتقن السباحة ولم أذهب للبحر إلا ثلاث مرات في حياتي”
ح.م

توكلت على الله وأيقنت في لحظة ما بأنني ميت
خرجت لأشهد عملية الإنقاذ فوجدت نفسي وسط الوادي الهائج

حاوره: ب. عيسى
لا شيء شغل رواد التواصل الاجتماعي مثل الفيديو المؤثر الذي هز مشاعر الملايين في الجزائر وفي خارجها بعد الفيضانات التي أودت بحياة أربعة أشخاص في ولاية المسيلة، الواقعة التي صنعت الحدث كانت عندما فاض وادي تامسة ببلدية وادي الشعير التي تبعد عن مقر ولاية المسيلة بـ120 كلم، حيث سقط التلميذ حبيب أحمد في الوادي الذي جرف جسمه النحيل، ولم يتمكن سوى أن يعلق في أغصان شجرة وبقيت الأمواج العنيفة للوادي الهائج تتقاذفه والناس على الضفاف تتابع المنظر المرعب إلى أن غامر شاب بحياته وقاوم الأمواج وحقق فرحة الطفل وعائلته، “الشروق اليومي” اتصلت بالبطل المنقذ زيان بن محجوبة وعادت معه إلى المغامرة التي صنعت منه بطلا لدى كل الجزائريين.

أولا حدثنا عنك، عن زيان بن محجوبة؟
أنا معروف باسم بن علي، أمارس الفلاحة، عمري 39 سنة، أب لأربعة أبناء
أكبرهم طفلة في الـ 14 سنة من العمر وأصغرهم طفل في العاشرة، أعيش لأبنائي وللخير.

لكنك الآن صرت بطلا في رأي الناس!
أولا، يجب الاعتراف بأن البطل الأول هو ابن المنطقة وليد بن العشي الذي كان أول من دخل الوادي مغامرا بحياته من أجل إنقاذ الطفل من دون أن يمتلك حبلا، ولكنه علق في الأحراش وكاد يهلك.

ضعنا في صورة ما قبل عملية الإنقاذ؟
كنت في البيت مع أبنائي بعد عودتهم من المدرسة يوم الخميس الماطر، عندما أخبرني الجيران بحكاية الطفل العالق في الوادي، وهو من أبناء جيراني السابقين وصراحة عندما خرجت من البيت نحو الوادي الذي يبعد عن مقر سكني بحوالي 10 كيلومتر، كان من باب متابعة عملية الإنقاذ والفضول لا غير، لكن بعد وصولي هالني منظر الطفل حبيب ووليد الذي كان إلى جانبه وهما في حالة شبه مستحيلة ومعقدة.

منظرهما أخافك أم حمّسك للدخول إلى الوادي؟
لم أتردد لحظة، قلت لرجال الحماية أنا مستعد للدخول ومحاولة إنقاذهما، لكن مسؤولا في الدرك الوطني نصحني بعدم المغامرة، إلا أن بعض معارفي دافعوا عن فكرتي وقالوا لرجال الدرك بأنني أمتلك خبرة في تحدّي الوديان.

هذا يعني بأنك سباح ماهر؟
بالعكس، لا أتقن فن السباحة، ولم أذهب للبحر سوى ثلاث مرات في حياتي وأكتفي بملامسة الماء دون السباحة، ولكن في الحقيقة لدي خبرة في اجتياز الوادي في حالة فيضانه، تزودت بحزام وحبل وبعض المعدات ففوضت أمري لله وانطلقت في مغامرتي.

الأمر كان صعبا؟
تفاجأت بقوة المياه وكأنها صخور تضرب جسدي، كان في مخيّلتي شيء واحد وهو إنقاذ الطفل حبيب ومساعدة وليد الشجاع، وعندما وصلت إلى مكان تواجد الطفل اكتشفت بأن حمله على أكتافي غير ممكن، وبقيت في نقاش طويل مع وليد عن كيفية العمل فقد كان من المستحيل مشاورة رجال الحماية المدنية والدرك الوطني، بسبب صوت الوادي والمياه المتدفقة والصخور، ربطت الطفل جيدا بالحبال ثم تبعه وليد إلى أن خرجا سالمين وبقيت عالقا لوحدي، وفي لحظة من اللحظات تيقنت بأنني سأموت لا محالة، فرحت أتشهّد، خاصة أنني من دون حبل وخائف من مغادرة مكاني، وما كان يعقد وضعي هو أن الماء يتزايد بشكل مرعب فيحجب الرؤية ويُضعفني.
ثم توكلت على الله على يقين بأن الماء سيُتعبني أكثر لو بقيت، وخرجت ببطء كنت أصيح بأن يرسلوا أحدا لمساعدتي، جاءتني فكرة الاستلقاء على ظهري وتركت الماء يحملني ومع اقترابي أرسلوا لي حبلا وسحبوني إلى الضفة وسط تكبيرات المواطنين ورجال الحماية والدرك الوطني، وعندما نقلوني إلى المستشفى وجدت السلطات في انتظارنا، ومنهم والي الولاية والسلطات الأمنية ضمن تلاحم نادر حدوثه.

كم استغرقت عملية الإنقاذ؟
حوالي 45 دقيقة، قال لي حينها الطفل حبيب الذي كان يُمسك بغصن شجرة بقوة لمدة طويلة، بأن يديه تعبتا وكان على وشك الاستسلام، وعلمت بأنه سقط في منطقة تبعد عن مكان وجوده بحوالي 100 متر جرفته فيها مياه الوادي بعنف.

هل التقيت به بعد الحادثة؟
نعم، زرته صباح السبت، وحالته المعنوية تحسنت بعد رعب يوم الخميس.

هل علمت أمك بالحادثة؟
أنا يتيم الأب، وأمي هي حياتي، فقد اتصلت بها بمجرد خروجي من الوادي وأخبرتها من دون تفاصيل عن مساعدتي لطفل بإخراجه من الوادي، لكن بمجرد أن علمت بالحادثة وشاهدت الفيديوهات حتى صارت لا تتوقف عن الصلاة والدعاء والبكاء إجلالا لما قام به ابنها، هي في الخامسة والستين من العمر، وقد أمضيت معها أكثر من شهر في سنة 2017 في مكة المكرمة ولا حلم لها في الحياة سوى العودة معي مرة أخرى إلى البقاع المقدسة، لقد كنا بصدد التوجه لأداء العمرة مرة أخرى، ولكن وباء كورونا بخّر حلمها وحلمي.

لو تكررت الحادثة هل تعاود المغامرة؟
من دون شك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • اطار مغترب

    يا اخي كون واش درت في فرنسا راك مع الرايس تفطر كيما المالي لي سلك طفل، راك في جزاىر تكره شعبها مكانش لي سمع بيك حبيبي اجرك على الله انا انسان عادي كون كنت قريب نكرم خويا بواش قدرت الجزاير تحيا الله يرحم الشهداء

  • محمد

    الله يعطيك الصحة. لم تمت النخوة

  • سليمان

    بارك الله فيه و وفي والدتك و والدك و أبناءك و كل عشيرتك يا بطل و ان شاء الله يفرج ربي سبحانو و تروح للحج مع الوالدة،

  • ابراهيم

    زيان بن محجوبة في الحقيقة كان من المساعدين الحقيقيين و قد خاطر بنفسه من أجل انقاء الطفل، و لكن البطل الحقيقي لهذه المغامرة هو وليد بلعشي، فشكرا لكليهما...دمتم ذخرا للوطن أيها الأبطال

  • جزايري حر

    هذا *** الجزائري*** الحقيقي الذي نحتاجه لأمته وأمثاله هم ***الأبطال الحقيقيون*** الذين بحول الله وقوته سيكون بهم نهوض الأمة.