لا أجد وقتاً لتربية أبنائي!
أعمل كطبيب جراح، ولدي من الأبناء أربعة، أصغرهم 4 سنوات والأكبر 14 عاماً، أشعر أنني بعيد عنهم جداً، بل أصبحت مكانتي لديهم فقط الدعم المالي، لا أملك وقتاً لأقضيه معهم، وعندما يشتكي ابني الأكبر أخيره بين الطعام والشراب وبين قضاء الوقت، لكنني أشعر أحياناً بالحزن عندما أجدهم يحبون والدتهم بشكل أكبر، وأنا لا وجود لي في حياتهم، وتتذمر زوجتي أن ابننا المراهق إن لم يجد صديقاً – تقصدني – فسوف ينحرف، هل لديك مقترحات؟
د. أيمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد:
أهلاً بك أخي الكريم على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك، وأن يعينك على ترتيب أولويات حياتك، وإعطاء كل ذي حق حقه.
دائما ما ينشغل الآباء عن أبنائهم خاصة في فترة المراهقة، فلا يجد الأبناء أبائهم إلي جوارهم في هذه المرحلة المتغيرة في حياتهم، وتكمن المشكلة أن الابن لن يلجأ لوالده إن تعرض لمشكلة ما، بل سيلجأ لأصدقائه المراهقين مثله فيضرونه أكثر مما يفيدونه.
لكن هون عليك أخي فبالتأكيد زوجتك لها دور أساسي وحيوي في تربية الأبناء، وغرس القيم والسلوكيات الأساسية بالتعاون معك، لكن هناك بعض المقترحات التي قد تفيد لكن يجب أن تقتطع جزءً من وقتك، وأن تقتنع أن حياة بسيطة للأبناء ووجودك بجانبهم، أفضل من حياة مرفهة وأنت بعيد.
ـ استغلال فترة تناول طعام الغداء أو العشاء، وتجمع الأسرة بالأحاديث والمواقف التي تواجههم خلال اليوم، وشرح طريقة تصرفهم تجاه كل موقف، وهنا يجب أن يستمع الأب لكل ما يقال، فيلم بأخبار الأبناء ويكون على إتصال معهم، وخلال سرد المواقف البسيطة تقيم سلوكهم وآرائهم في نص ساعة تناول الطعام.
ـ الاستفادة من المسافات الطويلة التي يقطعها أفراد الأسرة معا في السيارة – الذهاب للمدرسة أو زيارة الأقارب أو ما شابه- بسماع قصة من الأب،أو عمل مسابقات أوحديث فى مواضيع متنوعة تزيد التواصل.
ـ استغلال عطلة نهاية الأسبوع للخروج العائلي وللأحاديث العائلية، وغلق الهاتف الجوال خلال هذه الفترة، أو تركه مع النائب الخاص بك بحيث يتصل بك للطواريء العاجلة فقط .
ـ السفر وسيلة لبث القيم والحديث عن التقاليد والأخلاق الإسلامية، ووسيلة للانقطاع مع الأبناء، فوفر هذه الفرصة على الأقل 3 مرات سنوياً، ويكون السفر داخلي وبأقل التكاليف.
ـ الجد والجدة والعمات أو الخالات وبالأخص غير المتزوجات من الممكن الاستعانة بهم للمشاركة في العملية التربوية.
ـ عندما يكون الآباء قدوة لأبنائهم يختصر ذلك الوقت الكبير الذي يقتضي في زرع القيم، فانتبه لنفسك.
ـ تعويد الأبناء علي القراءة يسهل وصول المعاني التربوية للأبناء، فيجب أن تنتقي كتاباً لكل ابن وتتناقش معه في محتواه كل أسبوع.
ـ تيقن أخي أن الأنس بقراءة القرآن عندما يكون خلقاً متاصلاً في الأبناء، وهذا يجعل القرآن النبع الأساسي لاستقاء الأخلاق خاصة في مرحلة المراهقة.
– تبسمك المستمر والسؤال عن حال الأبناء يساعد على احتوائهم بالمشاعر، وكذلك تقبيل واحتضان الصغار قبل الخروج للعمل وعند العودة.
ـ إعطاء هدية لصاحب المواقف الأخلاقية العالية من الأبناء، ومكافأته أمام الأخرين يدعو الي تأصيل هذه الأخلاق وتحويلها الي سبب راق للتنافس بين الأبناء، وتستطيع زوجتك التعاون معك بهذا الخصوص، فتظهر أمام الأبناء أنك متابع جيد لهم.
– نم بجانب الأبناء أيام العطلة، واسمع إليهم دون أن تقاطعهم.
ـ قصص ما قبل النوم سبب أيضا لغرس القيم والأخلاق وإشاعة جو الحنان والحب في الأسرة، وتستطيع تخصيص مكان من المنزل لعمل مكتبة تضم العديد من الكتب والمراجع التي تريد أن تغرس من خلالها القيم في الأبناء، وانتقي معهم هذه الكتب، وتشجيع كل ابن علي اقتناء مجموعة من الكتب وتكوين مكتبة خاصة به، وكذلك شراء أقراص الكمبيوتر التي تزرع القيم وتعويد الأبناء علي استخدامها.
– وبخصوص الابن الأكبر يجب أن يكون له مكان خاص في حياتك، اطلب منه أن يدعو الأصدقاء لصلاة الجمعة وكن معهم، خذه معك إلى العمل إن أمكن ليصبح رجلاً، تحدث معه عن مشاكلك بالعمل واستشره من وقت لآخر، حمله بعض المسئوليات التي يستطيع القيام بها.
تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق
للتواصل معنا:
fadhfadhajawahir@gmail.com