لا تئدوا هذا المنتخب..!
خرج المنتخب الوطني من الألعاب الأولمبية خاوي الوفاض، ولم يستطع الظهور بالوجه الذي كان ينتظره الجزائريون، وحزم اللاعبون أمتعتهم وعادوا في أول طائرة إلى الجزائر، تاركين في سجلهم الأولمبي، مشاركة سلبية لا تشرف الجزائر، و بدا أن هذا الفريق الذي تأهل بعد غياب جاوز النصف قرن، كانت تنقصه جزئيات لم يوفرها له المشرفون عليه، وتركوه ببساطة يشارك من أجل المشاركة فقط، وهو الذي كان يستطيع أن يحفظ وجه لاعبينا المحليين الذين ورغم الإقصاء، والأخطاء العديدة المرتكبة، إلا أن البعض منهم يستحق على الأقل التواجد في المنتخب الأول على غرار بن قابلية، وصالحي، وبن خماسة وغيرهم..
فعندما نجلب لاعبين محترفين للمنتخب الأول من دون فريق ومن دون منافسة، ونترك هؤلاء الشبان بعيدا عن الفريق الأول، علينا أن نطرح العديد من التساؤلات،ونرد على من يشكك حقا أن ال 40 مليون جزائري يستطعون تقديم ولو لاعب واحد للمنتخب الأول، خطأ نتمادى فيه، ولا نريد تصحيحه؟ فرغم أن هؤلاء المسؤولين الكرويين متأكدون أن منتخبنا الأولمبي الحالي من المنطقي أن يكون خزانا للمنتخب الأول ولسنوات عديدة، سيزول من الخريطة الكروية الجزائرية، مثلما زالت مختلف المنتخبات الشبانية التي لم تحقق الأهداف المسطرة، فبدل تدعيمها وتشبيبها والاعتناء بها ومنحها كل إمكانات التطور مثلما تمنح للمنتخب الأول، نشهر “مثلما جرت العادة” سيف الحجاج، ونستأصل هذه المنتخبات الوطنية، ونبعد لاعبيها من المستوى العالي إلى الأبد، ونحيل مدربيها على التقاعد أو الإقالة بطريقة “غير رياضية”، وهي أمور اعتدنا عليها وهو ما قد يحدث لهذا الفريق الأولمبي الشاب الذي نتمنى ونرجو من المشرفين عليه الحفاظ عليه واحتضانه، ليبقى قاطرة يجرها المنتخب الأول كلما كان في حاجة إلى لاعبين لتدعيمه، فلاعب شاب مثل فرحات مثلا تم “تغييبه” عن المنافسة الأولمبية أصبح قي رمشة عين قطعة أساسية في فريقه الفرنسي، فلو تمنح فرص الاحتراف لهؤلاء الشبان لأصبحوا اليوم في مقام محرز وبراهيمي وفيغولي وغيرهم؟
المشرفون على المنتخب الوطني الذي شارك في أولمبياد موسكو منذ أكثر من 36سنة، وضعوا ثقتهم في لاعبين خريجي الأحياء الجزائرية، فمرزقان،عصاد وبلومي وغيرهم تمكنوا من تأهيل المنتخب الوطني إلى كاس العالم باسبانيا، لأن المسؤولين يومها احتضنوا بطريقتهم تلك العناصر ومنحوها ثقة كبيرة جعلت اللاعبين يتألقون حتى أصبحوا يفوزون على أقوى المنتخبات في العالم، وبالنتيجة والأداء.. وبالعودة الى ذلك الزمن الجميل، نتيقن أن الثقة في اللاعبين ومنحهم أدنى الإمكانيات يحققون معجزات كروية وتاريخنا الكروي مليء بإنجازات كروية صنعها أبناء الكرة الجزائرية ومختلف الألقاب الإقليمية وبلاعبين محليين.
لقد تحدثنا مرارا وتكرارا عن بطولتنا المحلية التي أصبحت في يد “لوبي” لا يهمه تقدم وتطور الكرة الجزائرية بقدر ما يهمه البقاء في منصبه، أطول مدة ممكنة، وهؤلاء هم الذين حطموا كرتنا… ندائي إلى كل مسؤولي الكرة الجزائرية، لا تئدوا هذا المنتخب.. فنحن في حاجة ماسة إليه.