لا تحتقروا اللاعب المحلي من فضلكم

خرجة موفقة لكتيبة الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتتش، في أول لقاء ودي بعد التأهل للمونديال أمام المنتخب السلوفيني، الذي تفوق علينا في مونديال جنوب إفريقيا.. انتصار يمنحنا ثقة وإرادة للتحضير جيدا لمعركة البرازيل، خاصة بعد الزوبعة الأخيرة بين المدرب ورئيسه من جهة، وبين المدرب وبعض اللاعبين الذين أحسوا بـ”الحقرة” من جهة أخرى، أغلب هؤلاء من المحليين، الذين ينتقدون فيما بينهم، المعاملة السيئة التي يتلقونها من طاقمهم الفني، خاصة في التدريبات وحتى في المباريات الرسمية، وهو ما جعل الرئيس ينتفض على مدربه في أول اجتماع معه بعد قطيعة دامت عدة أسابيع ويعيده إلى “صوابه” قبل فوات الأوان.

لم يكن أحد يصدق أن تحدث تغييرات في التشكيلة في مباراة سلوفينيا، يكون لها أثرها في تحديد التشكيلة التي تمثل الجزائر في المونديال القادم، بإقحام نجم النادي الإفريقي عبد المومن جابو أساسيا المغضوب عليهم “سابقا” من طرف البوسني، وهو الذي قال عنه لا يستطيع اللعب أكثر من عشر دقائق فقط، ابن مدينة سطيف أظهر للناخب الوطني ولملايين الجزائريين أنه الأحسن في التشكيلة الوطنية، وقد يكون أول من حجز تأشيرة الدخول إلى الأراضي البرازيلية رفقة بعض اللاعبين المخضرمين.

ما فعله جابو في مباراة سلوفينيا، يجرنا إلى الحديث عن اللاعبين المحليين سواء الذين تنقلوا حديثا إلى النوادي الأوروبية على غرار سليماني وسوداني وبلكالام وعودية المصاب، وحليش وحتى الذين يلعبون في الأندية الجزائرية، على غرار سيديريك وزيماموش ودوخة وخوالد وفرحات، وحتى الذين “تغاضى” عن استدعائهم كحشود من المولودية وبلعمري من الشبيبة وبلايلي من الترجي التونسي وبونجاح من النجم الساحلي والقائمة مفتوحة.. كل هؤلاء يمكنهم الدفاع عن الراية الوطنية لو يغير الطاقم الفني والمسؤولون قليلا من سياستهم والاعتماد على بضاعتنا المحلية، صحيح أن اللاعب الذي ينشط في البطولات الأوروبية يكون أكثر جاهزية من المحليين الذين يعانون أسبوعيا من رداءة “العقلية والملاعب”، لكن منح هؤلاء الثقة واستدعائهم دوريا إلى تربصات دورية، قد يمكنهم من اكتساب تجربة دولية تمكننا من اكتساب تشكيلة وطنية محلية، ولا نجلب من الخارج إلا الذين بإمكانهم أن يقدموا إضافة نحن في أمس الحاجة إليها.

سياسة جلب اللاعبين من الخارج، وأنا من المدافعين عنها، والتي اعتمدها الرئيس روراوة منذ مدة أعطت ثمارها وأهلتنا لكأس العالم مرتين متتاليتين، لكنها قتلت الروح عند اللاعب المحلي الذي كان في وقت مضى العمود الفقري لجل المنتخبات الوطنية، وأصبح حاليا الالتحاق بالمنتخب الوطني آخر اهتماماته، ولا يفكر في سوى الأموال التي يجنيها، بدليل أن أغلى لاعب في البطولة الوطنية، والذي من المفروض أن يكون الأحسن لا يلعب في الفريق الوطني،

الأداء الذي قام به عبد المومن جابو أول أمس قد يجعل مسؤولينا في حرج، ويجعلهم يفكرون اليوم قبل الغد في إعادة النظر في سياسة جلب اللاعبين من الخارج، وصفعت رؤساء أنديتنا الذين لا يهمهم أي شيء في كرتنا سوى البقاء في مناصبهم، على حساب تكوين لاعبين لمختلف المنتخبات الوطنية.. وما الجدوى يا مسؤولينا من الفوز بالبطولة الوطنية وكأس الجمهورية والفريق المتوج لا يقدم شيئا للجزائر؟.. ولماذا تتلاعبون بمشاعر الأنصار أسبوعيا للبقاء في مناصبكم؟.. ربما العودة إلى الإصلاح الرياضي خير من الاحتراف لأننا كنا يومها لا نجلب من الخارج إلا أحسن اللاعبين الذين بإمكانهم تقديم إضافة للتشكيلة الوطنية.