رياضة

لا تضغطوا على “الخضر”

ياسين معلومي
  • 2498
  • 4

أعلن المدرب الوطني كريستيان غوركوف عن قائمة اللاعبين المشاركين في كأس إفريقيا للأمم المقررة بداية من السابع عشر من جانفي القادم بغينيا الاستوائية، وقائمة أخرى احتياطية بسبعة لاعبين، اثنان منهما شاركا في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل.

وإذا كان التعداد الذي اختاره غوركوف يعتبر وبنسبة كبيرة منطقيا، إلا أنه تغاضى مرة أخرى عن اللاعب المحلي ولم يضع في قائمته سوى حارسين فقط وهما زيماموش ودوخة، إشارة منه إلى أن بطولتنا الوطنية ورغم الملايير التي تصرف والاجتماعات التي تعقد، والمنافسة التي تجرى طيلة موسم واحد لا فائدة منها، وبإمكاننا الاستغناء عنها وتعويضها بأخرى بعيدة عن العنف والرشوة والمحسوبية والمصالح الشخصية، التي أصبحت تنخر كرتنا، التي ورغم بعض الاستثناءات كوفاق سطيف مثلا، إلا أنها منافسة عقيمة الأجدر التفكير ألف مرة في كيفية إعادتها إلى السكة لتنجب لاعبين كبارا يدعمون مختلف المنتخبات الوطنية، مثلما كان يحدث في سنوات مجد الكرة الجزائرية في الثمانينيات.

لا ألوم المدرب الوطني لأنه وجد جيلا من اللاعبين يتعامل معهم لتحقيق نتائج إيجابية على المستويين القاري والعالمي، لكني مندهش من رؤساء الأندية الجزائرية، الذين لم يتفاعلوا مع قائمة غوركوف، ولاعبوهم الذين يتقاضون الملايير سنويا غائبون عن الكان، فما الجدوى من منح هؤلاء أموالا خيالية ولا يستطيعون حتى الظهور إفريقيا لأننا نعرف ومتيقنون أن مستواهم الحقيقي لا يتعدى ولا يفوق أي لاعب جزائري ينشط في مختلف البطولات الولائية أو الجهوية.

وإذا كان المدرب الوطني قد أعاد بلفوضيل وقادير إلى التشكيلة الوطنية، واستغنى عن آخرين شاركوا في المونديال، على غرار مهدي مصطفي وكادامورو وسيدريك، وهذا من حقه لأنه أصبح يعرف جيدا مستوى كل لاعب، فإن تجاهله لاعب قرطبة الإسباني نبيل غيلاس الذي وبشهادة كل المتتبعين يؤدي موسما جيدا، لكنه يدفع “فاتورة” احتجاجه وانتقاده للمدرب الوطني غوركوف، الذي لم يشركه في اللقاء التصفوي الأخير، ما جعله يستغني عنه ويضعه في قائمة المغضوب عليهم، ولم يدرجه حتى في القائمة الاحتياطية.. ألم يكن من المنطق إقامة جلسة صلح مع اللاعب لأن الجزائر بحاجة إلى كل أبنائها، لكن المدرب أدرى بشؤون المنتخب وهو الذي سيتحمل المسؤولية في الأخير.

المدرب الوطني الحالي وعكس الناخب السابق وحيد خاليلوزيتش، يتقبل الانتقادات التي توجه إليه في مختلف الندوات الصحفية، ونحن كغيرنا من الجزائريين نحترم اختياراته لأنه ببساطة صال وجال في كل الملاعب الجزائرية، وربما لم يقتنع ببعض اللاعبين سواء المحليين أم المحترفين منهم، لكنه مطالب على الأقل بالوصول إلى نصف نهائي كأس إفريقيا وفق العقد الذي أمضاه مع اتحادية كرة القدم، رغم أن كل الجزائريين وحتى عباقرة الكرة في إفريقيا وأوروبا يرشحون بلدنا للتتويج بالكأس رغم أننا أقصينا في الدور الأول في الكأس الأخيرة بجنوب إفريقيا.. لا نريد الضغط على منتخبنا في غينيا الاستوائية، وإذا كانت الإمكانات والإرادة موجودة فلم يبق سوى الميدان ليكون الفاصل.. حان الوقت للفوز بكأس ثانية وإهدائها للمرحوم كرمالي الذي رحل دون أن يرى تتويجا آخر يؤكد أن الجزائر قادرة على تسيد إفريقيا.. والفرق بين جيل الشيخ والحالي هو اللاعب المحلي والمحترف.

مقالات ذات صلة