رياضة

لا تظلموا سعدان

ياسين معلومي
  • 1554
  • 4
أرشيف
رابح سعدان

أثارت التصريحات الأخيرة لشيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان، في حصة “وجادلهم” للزميل الصحفي قادة بن عمار، على “الشروق تي في” التي قال فيها بالحرف الواحد ودون زيادة أو نقصان: “إن مباراة نصف نهائي كأس إفريقيا بأنغولا “مخدومة” 100 بالمائة.. وتنتهي هنا”، مضيفا أن هناك أطرافا سعت إلى تجسيد هذه النية بشكل مسبق، تحت مبرر أن إخوتنا المصريين يمرون بوضعية صعبة، وهم في حاجة إلى كأس إفريقيا، وعليه نترك لهم كأس إفريقيا مادمنا ذاهبين إلى كأس العالم، وأضاف شيخ المدربين أنه رفض الدخول في هذه اللعبة، “كيف لي أن أبيع بلادي بعد شهرين عن مباراة أم درمان، لدي ضميري أمام الله، كنت مسؤولا ورفضت، لكن بعد أن وقفت على أمور أخرى في الملعب فهمت ما حدث، خسرنا المباراة بطريقة غير رياضية، ولا تهم النتيجة 4-0 أو أكثر”.

هذه الخرجة لشيخ المدربين الجزائريين خلفت العديد من الانتقادات، سواء من الطرف الجزائري، وخاصة بعض اللاعبين الذين شاركوا في تلك المقابلة على غرار المدافع عنتر يحي الذي طالب مدربه بقول الحقيقة كاملة، أم من الطرف المصري على غرار المدرب المحنك حسن شحاتة الذي أكد أن فوز منتخبه كان فوق الميدان وليس خارجه، غير أني وبعيدا عن تصريحات سعدان لم تعجبني بعض التعاليق التي قالت بأن الشيخ “عجز” و”خرف” وهو مصاب بمرض الزهايمر، وأمور أخرى أساءت إليه كمدرب ارتبط اسمه بنجاحات الكرة الجزائرية التي أوصلها إلى القمة مرات عديدة آخرها التأهل لمونديال جنوب إفريقيا بعد الفوز التاريخي في معركة وملحمة أم درمان.

لست مع الشيخ أو ضده، لكنني أتمنى لو عولجت القضية على أنها تصريحات تحتاج إلى دلائل وبراهين، وما قاله سعدان عن تلك المقابلة يقال أسبوعيا من طرف مسؤولينا الكرويين الذين أكدوا خلال اجتماعات رسمية أن الكل يبيع والكل يشتري دون أن تتحرك السلطات المختصة، ودون تقديم هؤلاء إلى العدالة لإعطاء دلائل دامغة عن تصريحاتهم.

أتذكر جيدا أن هذه القضية قد طرحها سعدان مرات عديدة دون أن تأخذ مثل هذه الأبعاد، لكن هذه المرة تزامنت مع تقارير الـ”بي بي سي” و”فرانس فوتبول” التي أكدت وجود ملفات فساد ورشوة وبيع وشراء لمباريات في كرة القدم الجزائرية… لكن السؤال الذي قد نطرحه اليوم: لماذا لا نحقق في هذه القضية التي أثارها سعدان؟ ولماذا البعض يريد انتقاده، في وقت كان علينا أن نقف بجانبه ونطلب منه توضيحات وأسرار هذه المباراة التي بقيت لغزا محيرا لم نجد له تفسيرات إلى يومنا هذا.

عندما سمعت جواب رئيس “الفاف” خير الدين زطشي الذي اعتبر ما نشر في الـ “بي بي سي” و”فرانس فوتبول” استغربت كثيرا، خاصة حين وصف التقريرين على أنهما “كلام فارغ ودون دلائل”. ألم يكن من الأجدر عليه طلب توضيحات من الهيئتين؟ ولماذا يتم طرح مثل هذه القضايا في هذا الوقت بالذات؟ وهل هناك أطراف خارجية تريد ضرب استقرار الكرة الجزائرية؟ وأسئلة أخرى تجعلني متأكدا من أن الكرة الجزائرية أصبحت مستهدفة من أطراف لا تحب الجزائر.

لقد قلتها سابقا، لا تظلموا سعدان، لأنه على الأقل له الشجاعة في قول حقيقة- حسبه- أضرت بالكرة الجزائرية، أعرف أن رأيي لا يعجب البعض ولكن على الأقل علينا أن نرفع القبعة لمدرب أوصل الكرة الجزائرية إلى العالمية لكنه دائما يخرج من الباب الضيق، لأن اسمه “يزعج” البعض الذين لا يحبون الخير للكرة الجزائرية.

مقالات ذات صلة