رياضة

لا تعلموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل!

عبد الناصر بن عيسى
  • 11540
  • 16

تقدّم الألعاب الأولمبية الجارية حاليا في البرازيل، صورة صريحة عن الفارق الكبير بين العرب والمسلمين من جهة وبقية الأمم من جهة أخرى، فكما هو الحال اقتصاديا وعسكريا وعلميا، نجد الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وبريطانيا وأستراليا وفرنسا في قمة الرياضة، ولا نجد أي أثر لدول خرجت منذ نصف قرن من الاستعمار، ودخلت في استعمار جديد لّها فكريا وبدنيا.

ففي رياضة السباحة الي دخلت الألعاب الأولمبية من أول دورة حديثة في أثينا عام 1896 حصد السباح الأمريكي ميكائيل فيليبس، في الدورات الأربع الأخيرة التي شارك فيها، واحدا وعشرين ذهبية، إضافة إلى أربع ميداليات من الفضة والبرونز، وحصل الأمريكي مارك سيتس على تسع ذهبيات، ويشهد التاريخ لسبّاحة من ألمانيا الديمقراطية تدعى كريستين أوتو بأنها فازت بست ذهبيات كاملة في ألعاب سيول عام 1988، وتألقت سبّاحات وسباحو روسيا واستراليا وأوكرانيا وألمانيا والصين وجنوب إفريقيا، بينما لم يستطع السباحون العرب والمسلمون على مدار أكثر من قرن من الحصول سوى على ذهبيتين من سباح تونسي، هو استثناء في عالم إسلامي، يسبح عكس تيار التفوق، بالرغم من أن الحديث الشريف يقول “علّموا أولادكم السباحة”.

وفي رياضة الفروسية تم تسليم على مدار تاريخ الألعاب الأولمبية خمس مئة وأربعة وستون ميدالية، بعد مشاركة أكثر من ألفي فارس وفارسة، فتقاسمت كل دول العالم الميداليات مثل السويد وفرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا والأرجنتين، ولم يحصل أي عربي على ميدالية، من أي معدن كان، بالرغم من أن غالبية الخيول المستعملة عربية أصيلة، تنتمي لأمة يحفظ كل أهلها الحديث الشريف “علموا أولادكم ركوب الخيل”.

وفي رياضة الرمي التي انطلقت المنافسة فيها في أول دورة في أثينا حصدت الولايات المتحدة على أربعة وخمسين ذهبية والصين على واحدة وعشرين ذهبية وروسيا على سبعة عشرة ذهبية، ولم يتمكن أي رام مسلم باستثناء ثلاثة رياضيين من الكويت وقطر وأندونيسيا من الحصول على ميداليات، لم تشفع حفظنا للحديث الذي يقول: “علّموا أبناءكم الرماية”.

وإذا كانت الاستجابة لتعليم الأبناء هذه الرياضات الأولمبية، معدومة تماما، فإنه من غير المعقول أن نؤمن بوجود من استجاب لدعوات نبوية، لكي نكون خير أمة أخرجت الناس في عالم الأخلاق والمعرفة، وسيكون من التجني على الإسلام وعلى السنّة النبوية الزعم بأننا من أهل السنة وحافظيها تطبيقا وليس تنظيرا، لأجل التواجد مع الأمم القوية، ولا نقول التفوق عليها، وسيكون من المحرج أن نُسأل من غيرنا، عن سرّ تأخرنا في كل المجالات بما في ذلك الرياضة وعلى وجه التحديد السباحة والرماية وركوب الخيل، حتى يخيّل لنا بأننا فهمنا الحديث الشريف بالمقلوب، فكنا الأمة الوحيدة في العالم التي لا تٌعلم أبناءها السباحة وكل بلاد المسلمين تطل على المحيطات والبحار، ببيضها وحُمرها وأسودها وميّتها، ولا تُعلّم أبناءها الرماية وهي التي تمتلك الصحاري والفيافي، التي يلجأ إليها أبطال الرماية العالميين للتحضير، ولا تُعلّمهم ركوب الخيل، التي ارتبط أجودها وأغلاها ثمنا بالأصول العربية، والنتيجة أن مليار مسلم عجزوا عن مقارعة سباح أمريكي واحد يدعى ميكائيل فيليبس وسباحة ألمانية واحدة تدعى كريستين أوتو.

مقالات ذات صلة