رياضة

لا تقتلوا اللاعب الجزائري

ياسين معلومي
  • 4067
  • 7

أصبحت الكرة الجزائرية تقلق عددا كبيرا من المسؤولين الكرويين عبر القارة السمراء، خاصة بتأهلها في مناسبتين متتاليتين لنهائيات كأس العالم، وأصبحت في مقدمة المنتخبات التي يحسب لها ألف حساب، بعدما عاشت كرتنا لسنوات عديدة في ذيل ترتيب المنتخبات القارية بسبب العشرية السوداء، والقحط الذي أصاب كرتنا، ولم ننج منه إلا بعد جهود خطط لها أصحاب القرار الرياضي مطولا، متحدين أعداء النجاح الذين خططوا لضرب استقرار كرتنا، لكن تدابيرهم الشيطانية ذهبت هباء منثورا، وأصبح منتخبنا الوطني يخيف العدو قبل الصديق وأصبحنا نتأهل بسهولة لكل المنافسات الدولية، ولاعبونا محل اهتمام أكبر وأحسن الأندية في العالم وبمبالغ خيالية تضاهي ما يتحصل عليه أحسن اللاعبين في العالم.

لكن ما أقدمت عليه هيئة الكاميروني عيسى حياتو الأسبوع الماضي بإقصاء النجم الجزائري لاعب بورتو البرتغالي ياسين براهيمي من القائمة المختصرة لجائزة أفضل لاعب إفريقي محترف خارج القارة السمراء، صدم كل الجزائريين وحتى الأفارقة، وهو الذي أبهر المتتبعين في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، وتألق بشكل لافت مع فريقه في البطولة البرتغالية وفي رابطة الأبطال الأوروبية.. قائمة ضمت النيجيري أحمد موسى لاعب سيسكا موسكو الروسي والغاني أسامواه جيان لاعب العين الإماراتي والغابوني بيير إيميريك أوباميانغ لاعب بوروسيا دورتموند الألماني والنيجيري فينسنت إنياما حارس مرمى ليل الفرنسي والإيفواري يايا توريه لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي.

إبعاد براهيمي من جائزة أحسن اللاعبين في القارة من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وحتى زميله في المنتخب فيغولي، لا يستند إلى أي معايير أو مقاييس، بالنظر إلى موهبتهما والمستوى الرائع الذي يقدمانه مع “الخضر” في مختلف اللقاءات التي لعبوها سواء في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا، وهي ربما محاولة لزعزعة وضرب استقرار الخضر الذين سيشاركون بعد أسابيع في كأس إفريقيا بغينيا الاستوائية.. لست متعصبا لأبناء وطني أو مقللا من شأن بعض اللاعبين الأفارقة الذين يصنعون المتعة والفرجة في منتخباتهم أو مع أنديتهم الأوروبية، لكن إزاحة اللاعب الجزائري من قائمة أحسن اللاعبين الأفارقة، يجعلنا ننتفض تجاه “مملكة حياتو” وصناع قرار الجائزة الإفريقية لرد الاعتبار للاعب الجزائري الذي طالما ترك بصمته في القارة العجوز، ففي كأس العالم الأخيرة بالبرازيل تفوق زملاء ابن مدينة المنيعة على جل المنتخبات الإفريقية بتأهل تاريخي للدور الثاني، ووقفوا الند للند أمام المتوج بكأس العالم، والذي اعترف لاعبوه أن الجزائر ولاعبيها يستحقون كل الاحترام والتقدير.

عندما تتابع أسبوعيا اللاعبين المحترفين الجزائريين الذين ينشطون في مختلف الأندية الأوروبية، بداية من براهيمي وفيغولي، مرورا بسليماني وسوداني، تقر حتى وإن لم تكن إفريقيا بأن هؤلاء النجوم يستحقون التتويج بأي جائزة في إفريقيا، لكن عندما تعلم بضغط الكواليس والممولين وأصحاب القرار تدرك جيدا أن كرة القدم في إفريقيا لا تلعب في الميدان، وفرجتها لا تصل حتما إلى الذي فكر ولو لحظة واحدة في إزالة الفنانين الجزائريين من قائمة أحسن اللاعبين، فلا يجوز مثلا إبعاد رونالدو وميسي من قائمة أحسن اللاعبين في العالم.. فكيف يجرؤ الأفارقة على إبعاد نجومنا..؟ لا وألف لا.

مقالات ذات صلة