الجزائر
التحقيقات تؤكد أن الدخول لا يكون في سبتمبر

لا دراسة بالجنوب إلا بداية من أكتوبر بسبب الحرارة!

نشيدة قوادري
  • 6394
  • 3
ح.م

أكدت التحقيقات الميدانية حول ملف الدخول المدرسي، أن تلاميذ ولايات الجنوب والجنوب الكبير لا يلتحقون بمقاعد الدراسة إلا في شهر أكتوبر من كل سنة، بسبب الارتفاع الرهيب في درجات الحرارة، بحيث تسجل سنويا نسبة صفر حضور للمتمدرسين خاصة وسط تلاميذ الابتدائي، وطالبت نقابة “الأسنتيو” بضرورة تأخير الدخول إلى غاية 20 سبتمبر المقبل مقابل التقليص في عطلتي الربيع والشتاء إلى 10 أيام.

كشفت النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، على لسان أمينها الوطني المكلف بالتنظيم قويدر يحياوي، لـ”الشروق”، أن وزارة التربية الوطنية، مطالبة بإعادة النظر في مواقيت الدخول والخروج المدرسي، بمراعاة خصوصية كل ولاية وكل منطقة، خاصة أن التقارير المرفوعة المنبثقة عن التحقيقات الميدانية، قد بينت أن تلاميذ ولايات الجنوب والجنوب الكبير لا يلتحقون بمقاعد الدراسة إلا بداية شهر أكتوبر.

وبالتالي تسجل نسبة حضور صفر بالمائة عبر الأقسام بسبب الارتفاع الرهيب في درجات الحرارة، مؤكدا أن الوصاية على علم بالموضوع وقد أبلغت بذلك لكنها ترفض تقبل الحقيقية وتتنكر للواقع وتنظر إليه كقضية سياسية، قائلا: “لا يعقل تحديد تاريخ 28 أوت من كل سنة لالتحاق الإداريين بمناصبهم خاصة بولايات الجنوب”.

ورفع محدثنا عدة اقتراحات إلى الوصاية من أجل اعتمادها، لإنصاف تلاميذ الجنوب، ودون المساس بأسابيع الدراسة ولا بمضمون المنهاج التربوي، من خلال تأخير الدخول المدرسي إلى 20 سبتمبر المقبل، شريطة أن يبقى موحدا بين الشمال والجنوب، مع التقليص في عطلتي الشتاء والربيع إلى 10 أيام فقط، واستغلال تلك الأيام في تلقين الدروس، حتى لا تضع الوزارة نفسها في حرج عندما تنزل في كل مناسبة بقرارات جديدة، لكن الميدان يرفض الالتزام بها لاستحالة تطبيقها. وطالب المكلف بالتنظيم بالنقابة الوصايةَ بضرورة إحداث توازن في عدد أسابيع الدراسة والعطل الممنوحة، بعدما اتضح عدم وجود تكافؤ بين الفصول الدراسية الثلاثة، بحيث يعد الفصل الأول أطول فصل دراسي، في حين إن أيام الدراسة المحددة للفصل الثالث والأخير لا تتجاوز 30 يوما، كما أثار محدثنا رزنامة الاختبارات الفصلية التي لم تعد محترمة من قبل مديري المؤسسات التربوية، لكونها نابعة من قرارات ارتجالية وغير قابلة للتطبيق، خاصة أنه لا يمكن لتلميذ السنة الأولى ابتدائي أن ينتظر إلى غاية منتصف شهر جوان وانقضاء البكالوريا، لكي يجتاز الاختبارات بولاية أدرار على سبيل المثال.

كما استغرب قويدر يحياوي ما سماه “المفارقة” العجيبة في تطبيق القرارات، بعدما اتضح أنها ستلجأ في الدخول المدرسي المقبل، إلى تطبيق المنهاج الدراسي الجديد الخاص بالجيل الثاني، حيث سيوزع ما يعرف “بالدليل” على الأساتذة المعدل، غير أنه سترفق العملية بالاستعانة بالكتب القديمة “الجيل الأول”، مؤكدا أن هذا القرار ارتجالي خال من إجراءات بيداغوجية بحتة.

مقالات ذات صلة