جواهر

لا كرامة بين الزوجين.. من خاصم زوجه فكأنما خاصم ذاته!

جواهر الشروق
  • 31383
  • 14
ح.م
تحفر السيئات على النحاس وتخط الحسنات على الرمال

العلاقة الزوجية كغيرها من العلاقات الإنسانية، تعتريها لحظات من القلق والفتور، وتسيطر عليها أحيانا مشاعر السأم والملل، فتحصل مشاحنات ومشاجرات، وتتأزم الأوضاع بين الشريكين لتصل إلى مرحلة حرجة تستدعي حقا التفكير في الهدنة، وهنا لا يهم كيف تكون البداية، ومن يبادر للصلح، لأنه لا كرامة بين الأزواج على الإطلاق، وعلى أحدهما أن يكون شجاعا بما فيه الكفاية لطرح الحلول الناجعة في أوانها دون التفكير بسطحية.

فالمرأة تشعر بأن إقدامها على هذه الخطوة فيه انتقاص من كرامتها ودوس على أنوثتها، التي تتطلب انجذاب الرجل إليها واهتمامه بها وتدليله لها وليس العكس والرجل يشعر بأن مكانته كقوّام على الأسرة لا تسمح له بالتذلل لمخلوقة ضعيفة، خاصة وأن كلمته يجب أن تكون هي المسموعة وعلى الزوجة أن تطيعه لا أن تناقشه وتخالف أوامره..

وانطلاقا من هذين الفهمين الخاطئين لطبيعة العلاقة الزوجية، يتعصّب كل طرف لرأيه ويرفض رفضا قاطعا التنازل عن مبادئه ليدوم الخصام أياما، أسابيع وحتى أشهرا.. ولا تتعجبوا، لأن الواقع يكشف لنا يوميا عن حالات عديدة لأزواج يعيشون حالة مقيتة من التفكك والانفصام، حيث يخاصم الزوج زوجته أزيد من سنة لأسباب تافهة يفصّلها الشيطان ويعطيها مقاسا أكبر من حجمها، والنتيجة؟.. بيت تعيس، ترتفع فيه الكرامة عاليا بين زوجين أفضى كل منهما للآخر وشاركه أنفاسه وإحساسه، فهل بعد هذا يحق لهذه المتعالية أن تعشّش في نفوس الأزواج؟.

إن الكرامة مطلوبة في مواقف كثيرة، لأنّ من هانت عليه نفسه داسته الأقدام، لكنها في العلاقة الزوجية بلا معنى، ذلك أنّ الزواج في معناه الشامل يهدف إلى الدمج بين ذكر وأنثى، جسدا وروحا حتى يصيرا كأنهما شخص واحد.. هذا الشخص من الغباء أن يخاصم نفسه، أن يهجر أفكاره، أن يتكبّر على ذاته وإلا لمَ يطلق على شريك الحياة “النصف الآخر” إن لم يكن جزء منه، مكمّلا له، بحث عنه طويلا وتمنى قربه ولمّا وجده يريد أن يضيّعه من أجل كرامة لا مكان لها بينهما؟؟؟.

وفي الأخير، نتمنى أن تكون زيارتنا لمنازلكم بهذا المقال المتواضع سببا في التصالح وإعادة المياه إلى مجاريها، فو  الله إن الساعي نحو الآخر ظالما كان أو مظلوما هو المنتصر.. هذا الانتصار لا يكون على غرور شريكه فقط، بل على الشيطان كذلك، يكفي أن يتفكر كل واحد محاسن الآخر وأن يعددها في نفسه ليأخذ زمام المبادرة وبالتوفيق للجميع.

مقالات ذات صلة