رياضة

لا لسحب الشرطة من الملاعب

ياسين معلومي
  • 4266
  • 9

لم أفهم القرار الخطير الذي اتخذ في الأيام الأخيرة، خلال اليوم الإعلامي حول موضوع التنظيم الأمني لمقابلات كرة القدم، والقاضي بسحب قوات الشرطة من الملاعب بداية من الموسم الكروي الجديد، وما زاد من حيرتي هو موافقة جميع الأطراف الفاعلة التي شاركت في الملتقى بداية من وزارة الداخلية والشباب والرياضة ووالي العاصمة والإطارات السامية من المديرية العامة للأمن الوطني، وأمام أعين المسؤولين عن الكرة في الجزائر رئيس الفاف محمد روراوة ورئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج، وبعض رؤساء الأندية الذين فضلوا الصمت وعدم مواجهة المسؤولين بالحقيقة المرة.

والحقيقة هي أن أغلب اللقاءات التي تلعب أسبوعيا في مختلف ملاعبنا، ميزتها الأولى هي العنف الذي أصبح يجتاح ملاعبنا، ويروج له كل الذين يسيرون محيط الكرة المتعفن، فكم من لقاء سالت فيه الدماء وزهقت فيه الأرواح، ولم تتمكن هيئاتنا الكروية من إيجاد حل للعنف رغم تواجد قوات الأمن التي غالبا ما كانت تتحكم في الأمور.. فماذا لو يلعب لقاء كروي “حامي الوطيس” بين فريقين يلعبان من اجل الصعود أو السقوط.. أتصور شخصيا حدوث كوارث لا ندري من يتحمل مسؤولياتها، ويبقى الخاسر الكبير هو المناصر الذي لن يجد الحماية والراحة وهو يشاهد مباراة كروية، قد يدخل إلى الملعب بساعات قبل بدايتها، ولن يجد وسيلة نقل تقله إلى منزله بعد نهايتها؟

قرار سحب الشرطة من الملاعب برره المسؤول الأول على الجهاز بأن الأمن الوطني يواجه مشكلة كبيرة في التسيير، وتنظيم وتأمين مقابلات كرة القدم، وأن العنف في الملاعب أصبح يشكل عبئا على مؤسسة الشرطة، من خلال تخصيص تعداد بشري ومادي معتبر من الوحدات العملياتية الإقليمية التي أمنت ما يقارب 356 لقاء كروي الموسم الرياضي المنصرم، تخللته أكثر من مائتي حالة عنف، في حين تم تسجيل أكثر من 300 جريح في صفوف الشرطة.

لكن هل يعقل أن يتم تعويض السحب التدريجي للشرطة من الملاعب بأعوان الملاعب..؟ الذين غالبا هم السبب في تفشي هذه الظاهرة في ملاعبنا، لأنهم هم الأوائل، الذين يشعلون فتيل هذا الداء الخطير.

أغلب رؤساء الأندية الذين تحدثنا إليهم يرفضون مث ما أرفض قرار سحب الشرطة حتى تدريجيا، لأننا لا نستطيع تطبيق التجربة الأوروبية في ملاعبنا التي لا تتوفر على شروط الراحة “الضرورية”، التي يحتاجها المناصر من دورات للمياه وتوفير الأكل والشرب للمناصرين، الذين يصبون غالبا جم غضبهم على المسؤولين الذين لا يعيرون أدنى اهتمام لذلك المناصر البسيط، الذي يترك جميع مسؤولياته من أجل مناصرة فريقه، لكنه يحس في قرارة نفسه بالذل والحقرة، فعندما يرى لقاء كرويا في الملاعب الأوروبية ينتفض لوحده يوم مباراة فريقه للاختلاف المتواجد بينهما.

أعرف أن تطبيق قرار سحب الشرطة من الملاعب سيولد عنفا آخر يصعب التحكم فيه، ودهشتي تزداد يوما بعد يوم بسبب السكوت المطبق لرؤساء الأندية المحترفة، الذين لم يبق لهم سوى مراسلة رئيس الحكومة عبد المالك سلال لإقناعه بإبقاء الشرطة في الملاعب، لأن غيابها سيولد عنفا جديدا وتجاوزات في حق أطراف اللعبة سواء لاعبين أو مدربين أو حكام أو حتى مسيرين يصعب التحكم فيه، فعلى الجميع إذن إعادة دراسة ملف سحب الشرطة من الملاعب قبل أن يفوت الأوان.

مقالات ذات صلة