لا نريد مهزلة يا بيراف

أيام فقط ويتم الإعلان عن المدينة التي تحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط، سنة2021. الصراع على احتضان هذه الألعاب محتدم بين مدينتين من شمال إفريقيا، وهما وهران الجزائرية، وصفاقس التونسية. كلاهما أعد ملفا مدعما من طرف رئيسي البلدين وكل الهيئات السياسية والرياضية من أجل تحسين صورة البلدين على المستوى العالمي، خاصة تونس الشقيقة التي ضربها زلزال مدوٍّ منذ سقوط نظام بن علي سنة2011. أما الجزائر، فإن مهمتها الأولى هي العودة إلى الساحة بعد الفشل الذريع في احتضان كأس إفريقيا للأمم 2017، بعد الظلم الذي تعرضت له من طرف هيئة حياتو التي عملت كل ما في وسعها من أجل قطع الطريق أمام هيئتنا الكروية وتفضيل الغابون التي عرفت كيف تشتري ذمم أعضاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بدفعها أموالا طائلة ضربت بها مصداقيتها وهيبتها في القارة الإفريقية حتى أصبح الجميع في الخفاء يطالب بالتغيير مثل الذي حدث في الفيفا بذهاب شبه أكيد للسويسري بلاتير وتعويضه بمن هو أحسن منه، الذي قد يكون الفرنسي بلاتيني الذي بدأ منذ مدة حملة في الكواليس ليخلف العجوز السويسري.

 لقد أعطى الرئيس بوتفليقة وكل الطاقم الحكومي الضوء الأخضر للدخول في معركة الحصول على شرف تنظيم هذه المنافسة، ومنحهم كل التسهيلات لتكون مدينة وهران عروس المتوسط، وكلفوا رئيس اللجنة الأولمبية، مصطفى بيراف، من أجل إقناع المكلفين باختيار المدينة في السابع والعشرين (27) أوت القادم من أجل منحهم ضمانات الدولة الجزائرية.

أعرف أن الجزائر تعول كثيرا على هذه المنافسة، واختيار مدينة وهران لم يكن أبدا صدفة بمشاريع تم التحضير لها منذ مدة وفي عهد الوزير السابق محمد تهمي، والوالي السابق بوضياف تحت مراقبة رئاسية وأهم هذه المشاريع الحظيرة التكنولوجية وتوسعة الترامواي وإنجاز محطة المسافرين الدولية الجديدة للنقل الجوي والمركب الأولمبي لبلقايد والقرية المتوسطية المستقبلية وطريق الضاحية الخامس، فضلا عن المرافق الرياضية والفندقية التي تتوفر عليها باعتراف كل الأندية والوجوه الرياضية التي زارت المدينة وعلى رأسها الأسطورة بيليه الذي حط الرحال سنة 1965 حين واجه المنتخب الجزائري نظيره البرازيلي.

لقد تفاجأت لجنة تقييم ملفات الترشح لتنظيم ألعاب البحر المتوسط التي زارت وهران مؤخرا من مختلف المنشآت الرياضية والفندقية والنقل لمدينة وهران. وتكون قد اقتنعت في قرارة نفسها أن الجزائر التي نجحت سنة 1975 في احتضان هذه المنافسة، والصور الجميلة التي صنعها الجمهور الجزائري، خاصة في نهائي فرنسا ـ الجزائر وهدف بتروني في الدقائق الأخيرة وميدالية رحوي بوعلام وانتصارات أخرى بقيت راسخة في الأذهان… ألعاب البحر المتوسط 2021 ستكون صفعة لحياتو وهيئته الذين فضلوا المال على إمكانات الجزائر الكبيرة.

رسالتنا ـ نحن الجزائريين ـ إلى رئيس اللجنة الأولمبية، مصطفى بيراف، وطاقمه هو أننا لا نريد مهزلة مثل تلك التي حدثت في القاهرة، واحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط أمانة في أعناقكم فلا تخيبوا ظن الجزائريين فيكم.