رياضة

لا.. يا غوركوف

ياسين معلومي
  • 4015
  • 10

جدد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، الثقة في المدرب غوركوف لـ”عهدة أخرى”، رغم فشله في بلوغ الدور نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم وفق العقد المبرم بين الفاف والمدرب الفرنسي، الذي أظهر منذ قدومه إلى الجزائر والإشراف على العارضة الفنية لـ”الخضر” احترافية كبيرة في التعامل، سواء مع اللاعبين أم مع الأسرة الإعلامية، التي عانت كثيرا مع الناخب السابق، الذي غالبا ما كان يتعدى حدوده ويخلق مشاكل كثيرة وصلت إلى حد رفضه البقاء مدربا لـ”الخضر” رغم العرض المقدم له من أعلى السلطة.

بقاء غوركوف مدربا للنخبة الوطنية، سيعطي دون شك استقرارا للتشكيلة الوطنية التي ستحضر بجدية لنهائيات كأس إفريقيا القادمة سنة2017، التي من المقرر أن تفصل القرعة المقررة في الثامن من أفريل القادم اسم البلد الذي سينظمها، وكأس العالم القادمة التي ستلعب في روسيا سنة 2018.

وإذا كان الناخب الوطني قد أبان عن برنامج عمله وفلسفته المستقبلية، فإني كغيري من الجزائريين أجد نفسي أعارضه بكل روح رياضية في بعض الأمور، التي خيب فيها ظن الجزائريين، خاصة في كأس إفريقيا الأخيرة التي تلعب في غينيا الاستوائية، حين فشل في التتويج بالكأس الإفريقية رغم أن الجميع كان يحلم بالفوز بها، خاصة مع نوعية اللاعبين المتواجدين في التشكيلة الوطنية، الذين أذهلوا كل القارة في التصفيات لكنهم خيبوا كل الآمال في النهائيات على غرار براهيمي وفغولي والآخرين.

  ما لم أفهمه أيضا: لماذا تخلى مدربنا عن اللاعب جابو ولم يشركه ولو دقيقة واحدة في الكأس الإفريقية، رغم أن خاليلوزيتش المدرب السابق، كان يصفه دائما بلاعب العشر دقائق، لكنه “ورغم أنفه” أشركه في المباراة الثانية للمونديال أمام المنتخب الكوري الجنوبي وقلب للاعب وفاق سطيف السابق كل الموازين، ثم سجل هدفا تاريخيا أمام الألمان المتوجين بكأس العالم، وأظهر للجميع أن مدربه كان مخطئا في حقه وهو الذي كان لا يبرح كرسي الاحتياط، وهو نفس المنوال الذي ينتهجه غوركوف الذي تخلى عنه ولم يمنحه ولو دقيقة واحدة في الأربع مباريات التي أجراها “الخضر” على الأقل ليحتفظ بها في سجل مشاركته الإفريقية.

لا يزعجني إن كان الذي يتقمص ألوان “الخضر” ينشط في البطولة الوطنية أو في إحدى البطولات الأجنبية، لكن إبعاد أحسنهم لسبب أو لآخر يضر بالمنتخب الذي يواجه أحسن المنتخبات في القارة.. ويعود التساؤل عن إبعاد اللاعب المحلي، الذي فقد كل الثقة في تقمصه الألوان الوطنية، خاصة عندما ننتهج سياسة إقصاء اللاعبين المحليين الذين على الأقل توجد “كمشة منهم” لتحفظ ماء وجه الكرة الجزائرية التي دخلت الاحتراف من بابه الواسع، وصرفت عليه الدولة الملايير لكننا عجزنا حتى عن إيجاد لاعب من الشرق أو الغرب أو الوسط أو الجنوب للتواجد في منتخبنا الوطني، أم إن بطولتنا المحترفة أصبحت لا تنتج، وعلينا البحث عن اللاعبين وراء البحار؟ وهي الحقيقة التي وقف عندها مدربنا الوطني في آخر خرجة إعلامية له.

رسالتي إلى المسؤولين عن الرياضة في الجزائر من الوزير إلى رئيس الفاف وحتى إلى المدربين: “لا تحتقروا اللاعب المحلي وتذكروا دائما أنه كان في يوم ما العمود الفقري لكل المنتخبات الوطنية”.

مقالات ذات صلة