جواهر

لا يحتاج امرأة تطير!

جواهر الشروق
  • 7673
  • 26
ح.م

“نحن لسنا بحاجة إلى المرأة التي تطير وإنما نحتاج إلى المرأة التي تصنع الرجال”.. هذه ليست جملة عادية قالها أي رجل يفكر بسطحية، بل هي رسالة هادفة وإن كانت مختصرة، جاءت على لسان العلامة عبد الحميد بن باديس الذي عرف قيمة المرأة وإلى ما تصلح فقالها صراحة وأكد عليها في كم من مناسبة..

إن المجتمع ليس بحاجة إلى امرأة تطير وحسب أكثر المصلحين فإن ما قاله العلامة حقيقة كبرى تناستها امرأة القرن الواحد والعشرين، التي راحت تهتم بشكلها ومظهرها وتتبع الموضة، وتنافس الرجال في كل مجال، وتركت وظيفتها الأساسية المتمثلة في تكوين النشء وتربية الأجيال، وتهذيب طموحات الجهال لتصبح بذلك امرأة فارغة الجوهر، لا تصلح لشيء إلا للمتعة الزائفة  !!

إن امرأة لم تعرف قدر نفسها شتان بينها وبين تلك التي أدركت سبب وجودها وجمعت بين جمال الروح والخلقة لتكون مصدرا لسعادة الرجل سواء أكان أبا أو أخا أو زوجا أو حبيبا.. تلك التي تحترق كالشمعة لتضيء حياة كل هؤلاء هي مدرسة حقيقية يتعلم فيها الرجل أشياء كثيرة كان يجهلها أو يتجاهلها..

إن الجمال للأسف الشديد بات هو السلاح الذي تستخدمه امرأة العصر كي تذل جبروت الرجل وتخضعه لإرادتها، ولكنها سرعان ما تصبح ذليلة حين يمل منها ويزول انبهاره بشكلها، ويجد بأنها كغيرها من النساء الساذجات لا تصلح لشيء ذا قيمة ولا تفكر إلا في المتع الزائفة والزائلة..

لقد آن للمرأة أن تعي بأن الرجل الحق يصنع عظائم الأمور، أما هي فتصنعه هو لتطبع على كيانه بعض اللمسات أو جلّها كي يصل إلى قمة المجد، وهذا قمة العطاء المبذول من طرف مخلوقة متميزة، يقولون بأنها ضعيفة وما هي بضعيفة، بل جاهلة لمواطن القوة فيها، عدا الجمال طبعا!!

 

نخاطبك أيتها المرأة ونقول بأنك لست مخلوقا بلا جدوى وإنما أنت الكل في الكل فقد أوجدك الله ليسكن إليك الرجل ويتربى في حضنك الوليد، وجعلك درة مصونة وجوهرة مكنونة فلا تضيعي في متاهات نصفك الثاني وكوني مكملة له، فلكل واحد منكما مكانه وعمله المناسب لطبيعة تكوينه، ويا لتعاسة من لم تدرك ذلك وأرادت أن تطير بجناحين من وهم!!

مقالات ذات صلة