جواهر
المقرئة المتفوقة عقيلة بن كروش في حوار لـ " جواهر الشروق"

لا يهمني أن أُستقبل في المطار كالفنانات

سمية سعادة
  • 2720
  • 8
ح.م

عقيلة بن كروش، حافظة لكتاب الله من مدينة بوسعادة، كانت خير سفيرة للجزائر في مسابقتين من أهمّ المسابقات الدولية في حفظ القرآن وتجويده، حيث شاركت بالمملكة الأردنية الهاشمية ثم شاركت في إيران؛ وفي كلتا المسابقتين حظيت بالتتويج ورفعت الراية الجزائرية عاليا، ولهذا فقد استحقّت أن تكون مثالا يُحتذى به في خدمة كتاب الله عز وجل.

في هذا الحوار الذي خصّت به “جواهر الشروق” تكشف عقيلة عن تفاصيل مشاركاتها في المسابقات الدولية للقرآن الكريم، وكذا الدور الذي لعبه أخوها في  تعليمها مبادئ التجويد وتحفيظها القرآن الكريم الذي لا تبتغي به إلا وجه الله، لذلك لا يهمها أن يستقبلها الجمهور مثل الفنانات في المطار بعد تتويجها، لأنه لا مجال للمقارنة بين أهل الفن وأهل القرآن.

كيف كانت بدايتك مع حفظ وتجويد القرآن الكريم؟

بعد فضل الله سبحانه وتعالى، كانت بدايتي في حفظ القرآن على يد أخي حفظه الله، إذ سهر على تعليمي مبادئ التجويد بشكل تطبيقي مع برنامج منظم لحفظ كتاب الله وقد أتممت الحفظ في سن السادسة عشر.

 هل هناك قارئات في العالم الإسلامي تأثرت بأصواتهن، أم أنك تأثرت بأصوات الرجال فقط؟

لم يكن هناك ميول لإحدى القراء العالميين أوالقارئات الذين لهم باع في التجويد والقراءة بالمقامات، بل كان اهتمامنا يصب في مجال الإتقان، أما الصوت فهو هبة ربانية يمنحها لمن يشاء … ورغم قدراتنا على الولوج في عالم القراءة بالمقامات إلا أننا اكتفينا بالقراءة البسيطة المتقنة، ومن أكثر القراء الذين كنت أحب الاستماع إليهم الشيخان: عبد الرشيد صوفي وماهر المعيقلي

تفوقت على قارئات القرآن الكريم في العالم الإسلامي بالأردن قبل أربع سنوات، حدثينا عن هذه التجربة؟

بالنسبة للمسابقة الهاشمية الدولية، فقد كانت أول تجربة لي خارج الجزائر وقبل أن أخوض فيها كمسابقة، استفدت منها من خلال احتكاكي ومعرفتي لحافظات وقارئات من شتى البلدان العربية والإسلامية، تبادلنا فيها المعلومات والثقافات وطرق التحفيظ والتثبيت إلى غير ذلك، أما بالنسبة للمنافسة فقد كانت قوية بين خمس طالبات تنافسن فيها على المراتب الأولى، تخلل تلك الفعاليات شيء من الحماس والتوتر والمسؤولية التي كنا نراها على عواتقنا، إذ نحن في مقام لا نمثل فيه أنفسنا وأسماءنا فحسب، بل كل واحدة منا كانت تمثل بلدها.

هل ترددت في المشاركة في مسابقة تجويد وحفظ القرآن التي نظمت بإيران قبل أكثر من شهرين لكونها دولة شيعية؟

 في البداية كنت متخوفة من سفري إلى إيران لكن وكلت أمري لله عز وجل وعزمت على السفر إليها لتمثيل بلدي مرة أخرى آملة أن يكون التوفيق حليفي

  ممّ كنت متخوفة؟

  كنت متخوفة بالدرجة الأولى من كون إيران دولة شيعية وأنها معروفة على المستوى الإعلامي أنها دولة “لا أمان فيها”، كما أنني ظننت أنني سأكون بمفردي، لكن وجدتُني ضمن بعثة تكونت من أربعة طلبة من رجال، اثنان منهما كانا مكفوفين لأن شروط المسابقة نصت على ذلك، كما حظينا بمرافقة الدكتور نور الدين محمدي محكما دوليا في هاته التظاهرة القرآنية، وهو مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشئون الدينية والأوقاف، وما إن وصلنا إلى هناك حتى تغيرت نظرتنا جذريا لكون إيران دولة خطيرة كما يشاع عليها إعلاميا، بل حظينا باستقبال مميز ومعاملة طيبة، أما من ناحية الخدمات والإقامة فقد كانت في المستوى.

ما هي المراحل التي مرت بها المسابقة؟

 التظاهرة القرآنية هاته ضمت خمسة فروع، تنافس فيها 370 طالبا من شتى الدول العربية والإسلامية، ومرت المسابقة بثلاث مراحل، المرحلة التمهيدية ونصف النهائية والنهائية، بحيث يتم في كل مرحلة إقصاء مجموعة من الطلبة الذين لم يوفقوا في تلك المرحلة.

كيف شعرت عندما حزت على المركز الثاني في المسابقة؟

بصراحة كنت أتوقع المرتبة الأولى، لكن الحمد لله رضيت بالمرتبة الثانية.

 هل حظيت في المطار باستقبال في مستوى النجاح الذي حققته في إيران؟

وجدت قناتي الشروق والنهار تيفي بانتظاري بالمطار الدولي.

أما بالنسبة لمدينة بوسعادة، فقد حظيت باستقبال رسمي وشعبي مميز وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على حب المدينة لأهل القرآن، وفي هذا الشأن أود أن أشير إلى نقطة أثارتني جراء ما لاحظته في بعض عناوين الفيديوهات الخاصة بي فكانوا يقولون لو كانت فنانة أو مغنية، لاستقبلتها الجماهير

أقول لهم لا مجال للمقارنة بين القرآن والفن، وأهل القرآن يقرؤون لوجه الله لذلك هم يستغنون عن كل هاته المجاملات، فإن كان هناك استقبال من طرف الأهل والأحباب فمرحبا به، وإن لم يكن فلسنا نحن الذين نندد ونطالب بذلك، لا نريد أن يكون في قلوبنا رياء، أما بالنسبة لمن يتحدث عن السلطات المحلية وأخص بالذكر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فقد تعودت أن ترسل إلى شتى المسابقات طلبة متمكنين في الحفظ والتجويد والحمد لله فإن الجزائر معروفة عالميا بقوة منافسيها، لذلك فنجاحهم أمر عادي ولا يحتاج إلى أن نفكر بالاستقبال الرسمي في كل مرة، ونحن الذين علينا أن نوجه لهم أسمى تشكراتنا لأنهم يجتهدون في كل موسم لإقامة الدورات والتربصات الخاصة بالطلبة المرشحين للمسابقات الدولية من أجل تقويتنا وتدعيمنا.

ما رأيك في اعتبار بعض الفقهاء صوت المرأة عورة حتى وإن كانت تقوم بتجويد القرآن؟

هاته مسألة خلافية بين أهل العلم ونحن نستند لأقوال بعض العلماء الذين نثق فيهم وفي اجتهاداتهم وفتاويهم، والحمد لله أننا نقرأ القرآن دون خضوع بنية أن يصل إلى القلوب ويؤثر فيها والله المستعان على كل حال.

مقالات ذات صلة