لباس الفارس الجزائري.. أناقة السروال العربي وشموخ الشاش وألوان المظل

الفارس الجزائري، لا يسقط عن حصانه البربري، فهو لا يمتطي سرجا، بل عرشا ثمينا، من عروش الرجولة والكبرياء.. هذه الأنفة، تظهر في لباسه، المخيط بعناية فائقة، ومن أجود أنواع القماش، ليس في ميلان أو باريس، بل عند أمهر الخياطين الذين يبرعون في التفاصيل، التي لا يعرفها أشهر مصممي العالم. الشروق العربي، تأخذكم في جولة في الفانتازيا، لرصد أناقة الفارس الجزائري الأصيل، من عمامته إلى سباطه، إلى برنوسه وجليكته.

عملية ارتداء الفارس لباس الفروسية، الخاص بالفانتازيا في غرب البلاد، عملية معقدة، وتخضع لروتين معين.. يضغ الفارس أولا الطربوش الصغير ثم يلف حوله قطعة قماش بيضاء، تدعى الشملة، أو الحريشة، تغطي رقبته وكتفيه، وحول الرأس يلف شريطا أصفر، يدعى عمامة القيمة، ويتم تثبيتها داخل بعضها البعض بمفتاح، ويصل طول العمامة مترا أو مترا ونصفا، وتنتهي بعصابة بلون قاتم، تتموضع وسط العمامة، وبقدر ما تكون العمامة قصيرة، يكون ما يسمى “الكلاح” جميلا ثم يأتي دور القيط، أو الخيط الطويل، الذي سيزين عمامة، القيمة وعادة ما يلف لمرتين. ويرتدي الفارس قميصا خاصا فوق الشملة، ويحرص الفرسان على ارتداء سروال داخلي، تحت السروال العروبي ثم يأتي دور الصدرية، التي عادة ما تكون من نفس قماش السروال المدور، والبلسيه في بعض الأماكن، ويتراوح ثمن هذا اللباس من مليون سنتيم إلى أكثر من 5 ملايين سنتيم، بحسب النوعية. هذه البدلة المشكلة من السروال العربي والصدرية، قد يضاف إليها ما يسمى بالبالطو، وهو عبارة عن سترة من قماش.

آخر قطعتين في لباس الفروسية، الخف والسباط. هذا الخف، هو عبارة عن جزمة طويلة، تقي الفارس من الصدمات، ويلبس الخف على شكل جوارب. أما السباط، فهو عبارة عن حذاء عربي من الجلد مفتوح من الأمام.

هناك قطع في لباس الفارس، لا تقدر بثمن.. فالضليع في هذا المجال، قد يخبرك بأنه أحيانا قد تباع عمامة القيمة فقط بـ 10 ملايين سنتيم، بينما يبقى المظل التحفة الفنية من الحلفاء المزين بالألوان، الذي قد يزيد ثمنه، بحسب جودته، على مليوني سنتيم.

البرنوس الذي يرتدى فوق هذه الهندام، يعد أغلى قطعة من بين جميع القطع. وقد يصل ثمنه إلى