-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري في حوار لـ"الشروق":

لبّينا نداء المقدسيين.. وكل مدن الاحتلال في مرمى صواريخنا

لبّينا نداء المقدسيين.. وكل مدن الاحتلال في مرمى صواريخنا
الشروق

الصّهاينة في حالة ذهول من قوّة الرّد وانضباط المقاومة
نحن لا ندافع عن المسجد الأقصى فقط بل عن ديننا وعقيدتنا
العدو خسر أخلاقيا بقتل المدنيين وهدم البنايات على رؤوسهم
المتنكرون للمقاومة من العرب أصواتٌ نشاز لا نقيم لها وزنا
الاحتلال يعمل على إنهاكنا بتدمير البيوت والمستشفيات والطّرق

يقدم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، سامي أبو زهري، آخر التطورات الحاصلة في فلسطين، ويؤكد في هذا الحوار مع “الشروق”، أن المعركة الجارية أكدت فشل الرهانات على ترويض الفلسطينيين.
ويكشف أبو زهري، أن المقاومة لها العديد من المفاجآت التي ستواجه بها العدو الصهيوني، كما أن كل المدن المحتلة صارت تحت نيران المقاومة، يضيف محدثنا “إذا كان الفلسطينيون يبيتون في منازلهم فإن المستوطنين في الملاجئ”.
ويعود أبو زهري إلى تطبيع بعض الأنظمة العربية مع دولة الاحتلال، ويقول إن الجولة الجديدة من المواجهات أسقطت هذه الاتفاقيات، ويدين المعني الأصوات النشاز التي صدرت في الفترة الأخيرة التي تتهجم على المقاومة وحماس تحديدا، ويشيد في حواره بالموقف المصري.

كيف هو الوضع العام في غزة ومجمل فلسطين بما في ذلك المدن المحتلة؟
نتقدم أولا بتحية تقدير لأهلنا في الجزائر، وهذه فرصة لنؤكد أن الشعب الفلسطيني سينتصر بإذن الله تعالى ويستعيد حريته، وهذه المعارك وإن كانت دفاعا عن النفس إلا أنها تؤكد صلابة الشعب الفلسطيني وقوته وحيويته وتمسكه بعودته إلى أرضه وتحرير المسجد الأقصى بإذن الله تعالى.
هذه المعركة الجارية تؤكد فشل كل الرهانات عن ترويض الشعب الفلسطيني وتؤكد فشل كل حالة الخذلان ومحاولات الضغط على الشعب الفلسطيني.
هذه المعركة انطلقت حينما بدأ الاحتلال بالعدوان على المسجد الأقصى، والعدوان وإطلاق النار على المصلين خلال صلاتهم واعتكافهم داخل المصلى، بل واعتلاء أسطحه وتدنيسه وتخريبه ومحاولة تهيئة الظروف للسماح بدخول الآلاف من المتطرفين للمسجد والصلاة في ساحاته، هذا منتهى التدنيس للمسجد ومنتهى الاستفزاز ومنتهى الانتهاك لديننا وعقيدتنا، المسجد الأقصى هو مسجد وليس كأي مسجد، وكل الأمة تعرف أن هذا المسجد أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ورحلة نبينا عليه الصلاة والسلام في الإسراء والمعراج كانت في المسجد الأقصى.
نحن لا ندافع عن مسجد فقط بل عن ديننا وعقيدتنا، وحينما حاول نتنياهو تدنيس الأقصى، كان عليه أن يدرك أنه يستفز الأمة والشعب الفلسطيني في أغلى ما تملك، وأن الشعب الفلسطيني وعلى رأسه حماس جاهزة لتقديم الغالي والرخيص من أجل حماية المسجد الأقصى.

هل أخطأ الاحتلال الصهيوني حساباته هذه المرة؟

كان العدو يعتقد أن حماس في وضع ضعيف بسبب حصار غزة بسبب كورونا، وضعف الإمكانيات الإنسانية في القطاع، ولكنه تفاجأ بأن حماس لا تخضع لأي حسابات جراء تعرض المسجد الأقصى لأي أذى، وهذا الأذى الذي تزامن مع محاولة الاحتلال تهجير المئات من شعبنا في حي الشيخ جراح، وهو الحي المحيط بالمسجد الأقصى.
ولذلك كان القرار برد العدوان دون تردد، وانطلقت صواريخ المقاومة مباشرة في اليوم الذي تم فيه الاعتداء على المصلين في ساحات المسجد الأقصى، ونداء المصلين “وا إسلاماه”، فكان لزاما على المقاومة أن تستجيب مباشرة لهذه الصرخات الغالية.
الاحتلال الصهيوني تفاجأ بالرد ولم يكن يتوقع ذلك، ثم تفاجأ بحجم الرد، ولم يكن يدرك أن حماس تمتلك كل هذه الإمكانيات، ثم تفاجأ بالرد، وبدون أية حسابات كان رد المقاومة ردا مفتوحا، والاحتلال عجز عن مواجهة المقاومة ولذلك فهو يرد في اللحم الحي، يرد عبر قتل المدنيين.
الاحتلال يقوم باستهداف البنايات السكنية بأهاليها، ولا ينتظر إخلاءها بل يقصف البنايات على قاطنيها فتقتل العائلات تحت الركام، عائلات كثيرة سقطت واستشهد أفرادها تحت الركام بفعل تدمير الصواريخ الصهيونية، ولا يزال هنالك أشخاص مفقودين تحت أنقاض البنايات التي هدمها الاحتلال، ونؤكد على فداحة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بوجود أكثر من 40 طفلا سقطوا شهداء، وهو عدد يتزايد كل ساعة.
نحن أمام حرب يقوم بها الاحتلال بالتركيز على استهداف المدنيين لإيذاء المقاومة ومحاولة كسرها ومحاولة إرهاب شعبنا وهذا لم يحقق أهدافه، شعبنا يحتضن المقاومة وبقوة لمواجهة هذا العدوان ولحماية المسجد الأقصى.
ورسالة أهالي الشهداء كانت واحدة أبناؤنا فداء للأقصى، هذه الرسالة التي خرجت من كل مكان وخاصة من الأنقاض في غزة.

ماذا عن الوضع الإنساني؟

الوضع الإنساني في غزة كارثي هنالك أحياء أزيلت بالكامل، هنالك عائلات استشهدت بالكامل، وأبراج كثيرة تقطنها عشرات العائلات تم تشريدها، ولما يسقط البرج السكني يعني أن حيا بأكمله دُمر.
الاحتلال قام بتدمير عدد من البنوك والمستشفيات، كما يقوم بتخريب ممنهج للطرق الرئيسية والبنى التحتية في غزة، هنالك نية لإنهاك القطاع وإعادته لنقطة الصفر، بحيث يستغرق وقتا طويلا ليستعيد عافيته بعد هذه الحرب.

هل غير الرعب موقعه؟


المقاومة كما يتابع الجميع قوية وترد بالمثل، وإذا كان شعبنا يعيش في بيوتهم فالمستوطنون يعيشون في الملاجئ منذ بداية الحرب لأنهم جبناء ولا يستطيعون المواجهة. وصواريخ المقاومة وقدراتها شكلت مفاجأة للاحتلال، وشكلت أملا للشعب الفلسطيني ولهذه الأمة، حيث استعملت القسام صواريخ لأول مرة يصل مداها لـ250 كم، ولها قدرات تفجيرية عالية، وعندما يستخدم القسام صواريخ بهذا المدى، هذا يعني أن كل البلدات الفلسطينية المحتلة باتت في مرمى نيران المقاومة الفلسطينية، وتم استهداف العديد من الأماكن الحيوية خاصة منصات البترول والغاز التابعة للاحتلال الصهيوني، وتم استهداف المطارات، والاحتلال في حال عزلة عن العالم الخارجي، لا طيران دولي يمكن أن يصل أو يغادر الكيان الصهيوني.
الاحتلال في حالة حيرة لا يستطيع أن يحرز تقدما، أو يحرز هدفا كبيرا في مواجهة المقاومة، المقاومة قضت على هيبة الردع الصهيوني، وكسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وهذه الدولة النووية أصبحت كيانا هشا أمام صواريخ المقاومة، وبغض النظر عن حجم الخسائر المادية التي يدفعها شعبنا، فإن القيمة التي حققتها المقاومة هي شيء مهم يقربنا من النصر ومن تحرير القدس وتحرير جميع فلسطين.
نعم، قدمنا خلال المعركة عددا من القادة الشهداء، ورغم الألم لكن هذا هو الثمن من أجل القدس وهذا ثمن بسيط من أجل حماية وحرية القدس، والمسجد الأقصى.

هل من اتصالات قامت بها أنظمة لوقف الأعمال العسكرية، وهل هنالك شروط مسبقة تضعونها؟

نعم، هنالك وساطات تتدخل في جميع الأحوال، نحن جاهزون للتعاطي مع جميع الخيارات لإزالة أسباب هذا التصعيد، ونحن جاهزون كذلك إن أراد المحتل التصعيد جاهزون للرد، بالمحصلة نحن جاهزون لكل الخيارات.

هل زادت شهية العدو للقتل بعد انطلاق قطار التطبيع الذي يضم دولا عربية؟

التطبيع بين بعض الدول العربية والاحتلال، هو بما لا شك محاولة جيدة لإغراء الاحتلال للقيام بجرائمه، هذا التطبيع يشكل غطاء للاحتلال، وهو يتغطى بهذه الاتفاقيات مع بعض الدول العربية للقيام بهذا العدوان على الشعب الفلسطيني، لكن المعركة التي فرضها الفلسطينيون أكدوا أنهم داسوا على كل اتفاقات التطبيع وكل الاتفاقيات ليس لها أية قيمة.

يظهر الموقف المصري لافتا هذه المرة، زيادة على إعلان القاهرة فتح معبر فتح، كيف تنظرون إلى هذا التحول؟
فيما يتعلق بالموقف المصري نحن نقدر الموقف المصري وهو موقف لافت، مصر فتحت حدودها أمام الجرحى وبدأ نقلهم للمستشفيات المصرية للعلاج.
الموقف المصري بتشجيع النخب والعلماء والفنانين والشعب المصري للتعبير عن دعمهم وإسنادهم لإخوانهم الفلسطينيين هذا شيء مهم ولافت، ونحن نشجع هذه الالتفاتة الإيجابية، ونحن نعتز بإخواننا في مصر وفي كل قطر عربي، ونعتقد أن عمقنا الاستراتيجي هو هذه البيئة العربية الحاضنة.

ماذا عن السلطة الفلسطينية، كيف تتابعون مواقفها إزاء ما يحدث؟

السلطة الفلسطينية تنتهج موقفا محددا يتعلق بالعمل السياسي ورفض أي اشتباك مع الاحتلال الصهيوني، لكن في جميع الأحوال نحن أمام انفجار للوضع الفلسطيني والمواقف السياسية لم يعد لها أي تأثير على الموقف الشعبي، وبتنا في لحظة ليس أمامنا إلا أن ندافع عن أنفسنا، وهذا ما فعلناه في غزة وهذا ما فعله أهلنا في القدس، وهذا يفعله أهلنا الآن في الضفة.
قيمة ما يجري اليوم هو وحدة شعبنا الفلسطيني، لم يعد بإمكان الاحتلال الاستفراد بأي جزء من شعبنا والوطن الفلسطيني، إذا اعتدي على جزء تداعى له كل جزء من فلسطين.

محللون أكاديميون شخصيات مصنفة في خانة المشايخ والدعاة، ولأول مرة ينتقدون علنا المقاومة، ومواقفهم على مقاس مواقف حكوماتهم، لما هذا الجهر بالسوء ونصب العداء للمقاومة وتحديدا حماس؟

أصوات النشاز التي صدرت من البعض والتي حاولت الهجوم على المقاومة وتشويها هي أصوات نادرة وليس لها أية قيمة، على العكس تفاعل الأمة مع ما يحدث في القدس وغزة هو تفاعل غير مسبوق، الذي جرى هذه المرة تفاعل كبير وسيكون له تداعيات كبيرة، وحتى الحكومات التي لها علاقات مع الاحتلال فهي مضطرة أن تحترم الجماهير وتسمح لها بالتفاعل.

ما هي المفاجآت التي تنتظر العدو الصهيوني؟

المقاومة لديها قدرات عالية ولم تستنفد إلا جزءا يسيرا فقط، وهي تمتلك المزيد كمّا ونوعا، المقاومة تمتلك وهي قادرة على الصمود إلى أبعد حد ممكن، وهي تدير المعركة بقدر عال من المهارة والاحترافية والاقتدار.
المقاومة تدير المعركة بإدارة حكيمة وضبط شديد مع كل قوى المقاومة الفلسطينية والاحتلال في حالة ذهول شديد من حيث قوة الرد ومن حيث انضباط المقاومة وتناغمها مع بعضها البعض ونحن واثقون من النتيجة وأن هذا الاحتلال سيندثر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • ابو محمد

    الى المعلق المسمى محمد : كلامك تقصد به حماس و رجالها، آخر رجل من حماس يساوي جميع رقاب من تمنحونهم رقابكم بإسم ولاة الأمور، نعم الحرب مع اليهود حرب عقيدة و لن يحررها الى من يسلم روحه فداءا لهذه الهقيدة و من غير حماس و مجاهديها يفعل ذلك، و إذا مدوا ايديهم لإيران فبسبب حصار ولاة اموركم لخنقها فلم تجد بدا من ذلك، لكن عقيدتهم لأهل السنة و الجماعة و تعاملهم مع ايران تعامل مصلحة، عتاد و سلاح و مال و لو بقيت تنتظر طغاة العرب لكانوا الآن في خبر كان..الخلاصة أن فلسطين لن يحررها إلا رجالها و لن يحررها المداخلة و لو ملكوا اسلحة الدنيا كاملة ببساطة لأنهم لا يعتبرونها ارض مقدسة ما دام ولاة أمورهم طبعوا مع الصهاينة و استسلموا لهم و بسطوا لهم البساط الأحمر و اعتبروا اليهود اصدقاء و رجال حماس ارهابيون يفرحون لموتهم و يذرفون الدموع على قتلى اليهود.

  • Traiche Smail

    اسرائيل دولة ارهاب همجي يجب ان تنتهي الى الابد، و الدول العربية المطبعة معها آيلة إلى مزبلة التاريخ٠ يجب على الدول الإسلامية دعم المقاومة الفلسطينية المشروعة بكل ما تملك من سلاح و مال و عتاد، خاصة الصواريخ المضادة للطائرات. كذلك، الدول السلامية مطالبة باتخاذ مواقف رجولية أكثر شجاعة في مواجهة الغرب الذي يدعم إسرائيل بالسلاح و التكنولوجيا. فكفى خوفا و تخاذلا و انبطاحا، أمريكا ليست ربا.

  • ابو محمد

    اللهم نصرك المؤزر لأخواننا المرابطين في القدس و لأخواننا المجاهدين الصابرين في غزة الأبية رحم الله شهداءها و صبر اهاليهم و الذل و العار و الشنار لأذناب العرب المطبعين مع الصهاينة

  • المحلل الاسترتيجي

    اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم.

  • محمد

    الحرب ضد اليهود حرب عقيدة قبل أن تكون حرب من اجل الأرض ومن اسباب الإنتصار على اليهود العقيدة الصحيحة كما كانت عقيدة من فتح القدس #الخلاصة : فلسطين حررها عُمر ولن يحررها من يَسُب عُمر ! او من يستعينون بمن يسبون عمر