-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الشاشة السورية وفاء موصللي لمجلة الشروق العربي :

لست سعيدة بكل ما قدمته وأنا ضد أعمال الكوميديا التي هي دون المستوى

طارق معوش
  • 1321
  • 0
لست سعيدة بكل ما قدمته وأنا ضد أعمال الكوميديا التي هي دون المستوى
تصوير: أمين أبو شاكر

هي من أعمدت الدراما العربية، وهي فنانة قديرة من ألمع نجوم الدراما السورية، تنتمي إلى ذلك الجيل الذي صنع المجد الدرامي للشاشة العربية، ورسمت خطوط نجاحها بماء الذهب، وبرعت بتقديم مختلف الأنماط الدرامية ومختلف الشخصيات، وكانت في كل عمل تترك بصمةً تجعل المُشاهد دائماً يعجب بجمالها وأدائها وشخصيتها.. خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، كانت بدايتها الفنية عام 1980، وسرعان ما نالت الأدوار البارزة خاصة في أعمال البيئة الشامية، وفي عام 2001، عينت مديرة لقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وذلك لفترة معينة، وهي عضو في نقابة الفنانين السوريين منذ عام 1981. لها بصمة راسخة بكل أعمالها في الدراما العربية عامة والسورية بشكل خاص، محبوبة.. لطيفة.. إنسانية بكل معنى الكلمة، ضيفة مجلة الشروق العربي، الفنانة القديرة وفاء موصللي.

الشروق: تحبين الكوميديا بطريقة محددة. ما وجهة نظرك؟ وما رأيك في بعض الأعمال الكوميدية اليوم التي هي تقريبا دون المستوى؟

– كل أنواع الدراما هي لخدمة الفرد والمجتمع، ولها وظيفة اجتماعية هامة، لكن، من وجهة نظري، الكوميديا لها ظروفها، وأنا ضد أعمال الكوميديا التي دون المستوى، التي تتعلق فقط بالتهريج، لأن الكوميديا هي فن يحترم، وهو أصعب أنواع الدراما، ونحن في هذا الوقت في حاجة إلى الكوميديا بشكل راق يحترم عقل المشاهد، ومن الأعمال الكوميدية التي أحبها وفيها الكثير من العمق، نذكر ضيعة ضايعة.. مرايا.. بقعة ضوء.. مبروك.. عيلة خمس نجوم، وغيرها كثير..

الشروق: لو نرجع إلى الوراء بخمس وثلاثين سنة، وفاء موصللي كيف كانت البداية؟

– أتذكر أول تعريفي على التكنيك التلفزيوني في مسلسل “حرب السنوات الأربع”.. وأول مسلسل شاركت فيه وتعلمت منه الكثير، وتمكنت تماماً من الإمساك بأدوات الممثل التلفزيوني، هو مسلسل “الطبيبة” للمخرج فردوس الأتاسي. وكان هناك مفاصل برحلتي مع التلفزيون لفترة طويلة، لا يسند إلي إلا أدوار الفتاة المكافحة المحبة المساعدة لأهلها، حتى أصبحت أرفض عدة أدوار لنفس الكركتر، فشاركت في مسلسل احتمالات الذي كان فيه نوع من الطرافة، ليكتشف الأستاذ علاء الدين كوكش وجود قدرة كوميدية عندي، فأسند إلي دور صالحة في مسلسل “أبو كامل“، الذي نجحت فيه بوجود عمالقة للفن الشعبي الشامي، منهم السيدة منى واصف، هدى شعراواي، نجاح حفيظ- رحمهم الله- سامية الجزائري العظيمة، وهالا حسني.. أسماء كثيرة، المسلسل الذي قدمني للأعمال الشامية القديمة، الذي جمعت من خلاله مخزونا من الأمثال والأغاني الشامية القديمة، وبعدها، انتقلت للشغل في أعمال لها علاقة بالكوميديا، مع العملاق المبدع، الأستاذ ياسر العظمة، شاركت بمرايا بشخصيات وكركترات مختلفة وغير متشابهة، يحملون بداخلهم نوعا من الكوميديا. من ثم، شاركت بأدوار اجتماعية، فيها نكهة، مثل مسلسل “الطير”.. و”الحريق”، مختلفة عن بداياتي، وعملت أدوار سيدات الطبقة الكلاس الرفيعة وأعمالا كثيرة.. باختصار، اشتغلت بطولات وأعمالا كثيرة مهمة متنوعة ما بين التاريخي.. التراجيدي.. الشامي.. الكوميدي الاجتماعي. فبين “الطبيبة” كأول عمل لي، إلى آخر أعمالي هناك أكثر من 120 عمل تلفزيوني في رصيدي الفني.

الشروق: أعمال كثيرة متنوعة ما بين التاريخي.. التراجيدي.. الشامي.. الكوميدي.. الاجتماعي، هل أنت سعيدة بما قدمتِه للدراما؟

– لا طبعاً، لست سعيدة بكل ما قدمته، ولكنني سعيدة بأنني بذلت كل جهدي لأقدم ما يسعد المشاهد لينعم بالمتعة والفائدة.

لست مع استمراريّة “باب الحارة ” إلّا إذا كان العمل يوثّق حقبة تاريخيّة

الشروق: في بداية مشوارك الفنّيّ، من كان قدوتك من الفنّانين؟

– كلّ الممثّلين الحقيقيّين، وأيّ إنسان مفكّر وجدّي ومتميّز حتّى ولو كان طفلاً، هو قدوتي، وأتعلّم منه.

الشروق: ما أكثر جملة أثرت في حياتك على المستوى الفني؟

– كثيرة هي الأشياء والجمل التي نتعلمها، وخاصة من أستاذتنا الكبار، أنا أحترم أخلاقيات الفن، وأتذكر جملة شهيرة للفنان عدنان بركات- رحمة الله عليه- قال لي: “الانتشار ثم الاختيار”، فقال لي: “دعي المعنيين يتعرفون وبعدها قدمي اعتذارا وناقشي العمل الذي لم يعجبك”..

الشروق: بكلّ صدق وشفافيّة، ما تقييمك لمسلسل “باب الحارة”، وهل أنتِ مع استمرار متابعة أجزاء العمل؟

– في ما يخصّ باب الحارة، كان جواز سفر لعودة الأعمال الدّراميّة السّوريّة الّتي كانت مُقاطعة من قِبل المحطّات في ذاك الوقت، بعد عرض أول جزء تهافتت القنوات على شراء الأعمال السّوريّة، باب الحارة نشّط الحركة السّياحيّة المحليّة والعربيّة، وكانَ الزّائرون يتوجّهون فور وصولهم دمشق إلى القرية الشّاميّة، حيث كانت حارة باب الحارة، ويزورون البيوت العربيّة الّتي صوّر فيها المسلسل، كما أنّه حرّك الوضع اقتصاديّا، من خلال استئجار المنازل، ووسائل المواصلات، والمطاعم، وورش النّجارة والخياطة.. إلخ، وقد لفت النّظر إلى المطبخ الشّامي، ولتقليد فنّ العمارة والدّيكور والزّخرفة، أمّا بعد الأجزاء الثّلاثة الأولى، فقد تحوّل المسلسل إلى واحد من أفراد الأسرة العربيّة إلى السفرة الرّمضانيّة بغضّ النّظر عن السّويّة الفنيّة والمضمون الاجتماعيّ والفكريّ، فقد كنّا مضطرّين إلى العمل بأقصى سرعة، من أجل إنجازه.. فقد تبنّته إحدى المحطّات المُشاهدة جدّاً، ولا أدّعي أنّ بقية الأجزاء كانت بالمستوى الّذي نطمح إليه، لست مع استمراريّة الأجزاء، إلّا إذا كان العمل يوثّق حقبة تاريخيّة، كعمل حمّام القيشاني..

الشروق: لو رجع الزمن إلى الوراء، أي زمان تختار وفاء موصللي؟ ولم؟

– أختار زمن السبعينيات، لأنه زمن العصر الذهبي للثقافة والأدب والفن والمسرح.. كان هناك أماسٍ ثقافية دائماً وشعرية وقصصية في المراكز الثقافية، وكانت الناس تحضر المسرح بشكل عائلي. وأيضاً، أشعر بالحنين إلى تلك الأيام.. كنت أدرس في المعهد، كان هناك مجالات للتجارب كثيرة.

لا أفكر في الاعتزال إلا إذا مرضت مرضاً يمنعني من العمل ينقصنا قنوات سورية خاصة لا تفرض مزاجها وأفكارها على المنتج

الشروق: ما الذي ينقص الدراما السورية من أجل عودة قوية كما كانت في السابق؟

– الظروف والمناخ الملائم للانشغال بالعمل دون عوائق، فلقد كان للأزمة أثر بالغ على سير العملية الإبداعية، (حصار اقتصادي، انعدام الأمن، مقاطعة الأعمال السورية، هجرة الكثير من الكتاب والفنانين والفنيين والمنتجين إلى الخارج، انحسار أماكن التصوير بسبب تحول مناطق كثيرة إلى أماكن ساخنة لم تكن تحت سيطرة الدولة وقتها) ينقص الدراما السورية قنوات سورية خاصة لا تفرض مزاجها وأفكارها على المنتج.

الشروق: قدّمتِ مسلسل “زنود السّت” وكنتِ يوميّا تقدّمين طبخةً جديدةً من الطّبخات الشّامية، هل أنتِ في الواقع تقومين بمثل هذه الطّبخات بنفسك، أم توكلين أحدا بها؟ وكيف تجدين نَفَسَكِ على الطّبخ؟

– أنا الّتي كنت أطبخ، وهذا موثّق بالكاميرا، حتّى إنّني كنت أطبخ الوجبة مرّتين، مرة عندما تكون اللّقطة عامّة، يعني المطبخ كلّه مكشوف، ثمّ يكون لديّ نفس المواد الغذائيّة بنفس العدد والشّكل، وأعيد الطّبخ، ولكن في هذه الحالة تصبح اللّقطة كلوز لديّ وأنا أقطّع البطاطا، أو الجزر، ثم تنُفّذ الإضاءة ومكان الكاميرا لتأخذ تفاصيل الطّبخ… إلخ، (ما حدا بيقول عن زيته عكر)، لكن بالفعل، أنا وعائلتي مشهورون بالطّبخ، وبالنَّفس الطّيب، ورائحة الطّبخ الزّكية، ونكهته وطعمته الشّهية، وبطريقة تقديمه وسكبه، وبالأواني الجميلة المناسبة لكلّ طبخة.. وبالمناسبة، أنا مهووسة بتسوّق الأدوات المنزليّة، ومواد التّنظيف، وأتابع كلّ جديد عنها.

الشروق: انتشر مؤخرا خبر اعتزالك.. هل تفكرين حقا فيه؟  وما السبب الذي يمكن أن يدفعك إلى ذلك؟

– لا أفكر في الاعتزال إلا إذا مرضت مرضاً يمنعني من العمل، أو إذا فارقت الحياة.

الشروق: وهـــــل تجدين نفسك طيبة القلب كما يجدك البعض؟

-لا أمدح نفسي، ولكن حقيقة نعم، قلبي طيب ولكن إلى الحد الذي لا أسمح فيه باستغلال طيبتي.

أنا كتاب مفتوح جدا.. ونجاح ابنتي من نجاحي لأنني الداعمة لها وفخورة بها

الشروق: الكثير يسأل: كيف أصبحتْ وفاء موصللي نحيلةً في الفترة الأخيرةِ؟ – قبل عام 2001 كنت نحيلةً، لكن بعد وفاة زوجي- رحمَه الله- كتمْتُ حزني، وصبرْتُ على ألمِ روحي، وأخفيت قهري ولوعتي، لصالح أن أتمّ أعمالاً (أغلبها كوميديا)، وإلا لأحرجت شركات الإنتاج ولأوقعتهم في مشاكل تسليم هذه الأعمال في الوقت المتفق عليه مع المحطّات المعنيّة، وهذا الشّيء سبّبَ الأذى لغدّتي الدّرقيّة، وأصبت بقصور نشاطها، وبدأت رحلتي مع البدانة، ولم تكن الرّيجيمات حلّا ناجحاً، فكان لابدّ من قصّ المعدة، خاصّة وأنّني كنتُ أشعرُ بأنّ روحي محبوسةٌ في جسدٍ ليس لي، كما أنّ البدانة أثّرت على حركتي وأدائي وتنفّسي، وكان سبب القصّ صحيّاً وليس تجميليّاً.

الشروق: هل أنت شخصية غامضة؟ وهل أنت نادمة على شيء في حياتك بعيدا عن التمثيل؟

– أنا كتاب مفتوح جدا، والغموض يخصني أنا شخصيا، ولا يخص أي شخص.

الشروق: متى أصيبت وفاء موصللي بالإحباط؟

– جميعاً نصاب بالإحباط، ويوميا أتعرض لإحباطات كثيرة، لكن الفرق، أنا أحبط لفترة بسيطة، وأخرج فوراً منها بتحفيز نفسي وتشجيعها على عمل أي شيء.

الشروق: هل هناك من خذلك؟ وماذا تقولين له؟

– هناك كثير من الناس يخذلونني، وأنا بطبيعتي لا أثق إلى درجة كبيرة، لكن، أحس بالكفاءة والشهامة موجودة عند أغلب الناس، ”وإن خليت خربت .“

الشروق: ابنتك والأصدقاء، ماذا يشكلون في حياتك؟

– ابنتي.. نجاحها من نجاحي، كلما تقدمت في أي مجال من المجالات، وأنا الداعمة لها وفخورة بها. والأصدقاء، هم السند والدعم، وفي نفس الوقت، أنا السند والدعم لهم، هناك أشياء متبادلة، عندما تقدم، تشعر بالسعادة..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!