الشروق العربي
حامل مشعل الأغنية الوهرانية هواري بن شنات يصرح للشروق العربي:

لست مقتنعا بأغنية “الواي واي” التي أداها ابني!

الشروق أونلاين
  • 10762
  • 0

هو حامل مشعل الأغنية الوهرانية والرايوية الملتزمة، عميدها المستقلبي وبدون منازع، عايش الجيل الذهبي لهذا الطابع الموسيقي، خلال سنوات السبعينات والثمانينات على غرار المرحوم أحمد وهبي وبلاوي هواري، في رصيده روائع فنية خالدة مثل أغاني ” شيرا لي نبغيها ديما يبانلي خيالها”، “راني مدمر”، “أرساموهران”.. وغيرها، هواري بن شنات ابن الباهية وهران، يتطرق في هذا الحوار الذي أجريناه معه في أحد المعالم الأثرية ـ ألا وهو مقهى محطة القطار الذي ينعم بالهدوء في حي بلاطو الشهيرـ ، إلى أهم الشوائب التي لطخت صورة الأغنية الوهرانية، ورأيه في أغنية “الواي واي” التي أداها ابنه محمد، كما عرج خلال حديثه للشروق العربي على أسباب تراجع الأغنية الوهرانية والرايوية الملتزمة. فنان يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه لاسيّما وأنّه من بين القلائل الذين لم يحيدوا عن النهج السليم.

هواري بن شنات كثير التردد على باريس، فأين يعيش في الجزائر أم في فرنسا؟

حاليا أقيم ما بين فرنسا ووهران، لكن ذلك لا يعني أنّني تخليت عن وهران، فهذه المدينة الجميلة فيها ولدت وترعرعت وعرفت فيها أيضا الأستاذ بلاوي هواري.. الباهية قصة حياتي.

كيف تقيم واقع الأغنية الوهرانية أو عموما الأغنية الجزائرية الملتزمة، على ضوء موجة طابع اللايف الذي اكتسح الساحة الفنية بشكل رهيب؟

قديما كان هناك عدد قليل من فناني الأغنية الوهرانية، على غرار العميد أحمد وهبي، بلاوي هواري، صابر أحمد، هؤلاء كانوا ملتزمين بأداء طابع موسيقي واحد وكان لديهم كذلك جمهور واحد، أمّا حاليا تعددت الأسماء والطبوع وحتى الجماهير، الجميع مسؤول عن هذا الانحطاط ودون استثناء.

من تقصد؟

 المنتجون هداهم الله، سبب مباشر في تدني طابع الوهراني، أرى أنّ الحل يكمن في استحداث معهد موسيقي متخصص في تكوين الشباب في الأغنية الوهرانية الأصيلة، وأنا شخصيا مستعد لتقديم يد العون… الأدهى والأمّر أنّ بعض المسيرين في وهران لا يفرقون بين الأغنية الوهرانية والراي، الدليل أنّهم يقحمون في البلاطو الواحد مغنين من الصنفين.

ربما في يوم من الأيام ستكون مؤهلا للتربع على عرش الأغنية الوهرانية، ما هي الأسماء الأخرى التي تراها مرشحة لنيل هذا الشرف؟

ليس هواري بن شنات أو أيا كان من يقرر التربع على عرش الأغنية الوهرانية، الجمهور سيد وبيده القرار، الحمد لله شعبيتي كبيرة ومحبتي أكبر لجمهوري.

الجميع يعلم أنّك من بين الوجوه الفنية التي سارعت إلى تدعيم رئيس الجمهورية خلال حملاته الانتخابية، ماذا جنيتم أو بالأحرى ماذا استفدتم نظير هذه الاستفادة؟

أولا، بودي تصحيح سؤالكم، أنا لم أساند رئيس الجمهورية لكي أتحصل على مقابل، بل وجدت فيه الرجل الكفء، أريد أن أقول رجلا صنع من الجزائر بلدا رائدا إفريقيا ومغاربيا والأدلة موجودة.

مصادر وأطراف تنتمي إلى الوسط الفني تتعجب من موقفكم حيال تباهيك بابنك محمد صاحب أغنية “الواي واي”، فشتّان ما بين هذه الأغنية وأغانيك أنت على غرار “أرسم وهران”، “لي بينك وبينك مات”… كيف تردون؟

سأصارحكم، شخصيا لست مقتنعا بما يقدمه ابني محمد، لكن بالمقابل، لا يمكنني أن أقف حجر عثرة في مسيرته التي اختارها بنفسه، أضيف أنّ الجمهور هو من كان وراء نجاح أغنية “الواي واي” والدليل أنّ هذه الأغنية قادت محمد إلى مختلف دول أوروبا، وبفضل “الواي واي” شارك محمد في حصة “تالاسا” عن المعالم السياحية في الجزائر.

إذن نفهم بأنّك مقتنع؟

لا، لا أبدا، هي مجرد حجج لدحض أقاويل بعض المنتسبين للميدان الفني.

ما رأيكم في التغيير الذي طرأ على وزارة الثقافة مؤخرا بتعيين السيد عز الدين ميهوبي على رأس القطاع، وماذا عن تنحية السيدة لعبيدي؟

لست ممّن ينطبق عليهم المثل الشعبي الشهير القائل: “مين يطيح الفرد يكثرو مواسو”، كلّ من تداولوا على القطاع ساهموا كلّ على طريقته في البناء الثقافي، حمراوي حبيب شوقي مثلا أطلق اسم المرحوم “الشاب حسني” على مسرح الهواء الطلق بوهران، خليدة تومي كانت أول وزير يكرم بلاوي هواري، لعبيدي قدمت ما عليها رغم قصر مدة تسييرها، ميهوبي رجل يعي ما يفعل، فهو إعلامي ومثقف، أتمنى أن يدرج وهران في أجندته لزيارتها قريبا.

دخلت في العديد من المرات في نزاع مع مسيري ديوان الفنون والثقافة لوهران، ماذا ينبغي أن يتغير في الديوان؟

حقيقة شبّت بيني وبين مسؤولي الديوان صراعات في أكثر من مناسبة، أرى ذلك أمرا عاديا بحكم مساهماتي الروتينية في مهرجانات الديوان، لا أنكر جميل بعض المسؤولين المحسوبين على ديوان الثقافة، الذين يكنون لي كلّ الاحترام.

ما هي الرسالة التي توجهها للقائمين على تسيير التظاهرات والمهرجانات الخاصة بالطابع الوهراني؟

أنصفوا الفنانين في حقوقهم المالية، ربما أنتم على علم بأنّني قاطعت الطبعتين السابقتين للمهرجان المحلي للأغنية الوهرانية، ومن المستبعد أن أشارك في هذه الطبعة (بعد شهر رمضان)، ما لم أتحصل على حقوقي كاملة.

حدثنا بعض الشيء عن علاقتك بالشاب حسني رحمه الله، نعلم أنك بدأت مشوارك الفني قبله بعديد السنوات.

كنت أحب حسني كثيرا لسبب واحد، كان يحترمني كثيرا، فلقد كان المغني الوحيد الذي إن أراد إعادة أغانيَ، اتصل بي وأخذ الإذن منّي، من ضمن الأغاني التي أعاد تأديتها، “شيرا لي نبغيها ديما يبانلي خيالها”، “الهواوية”،  “رابطة الحنّة” وغيرها كثير.

مصادر تشير إلى نزاع قائم بينك وبين الملحن توفيق بوملاح، ما صحة ذلك؟

 (يتفاجأ ويضحك) لم يكن يوما بيني وبين بوملاح أي خصومة، أطراف همهم الوحيد زرع الفتنة وإثارة النعرات، هؤلاء أعدّهم “نكرة” في وهران، توفيق بوملاح أشرف على تلحين العديد من الأغاني التي أديتها والتي لاقت رواجا منقطع النظير.

ما هو جديد الفنان هواري بن شنات؟

جديدي ألبوم يحتوي على 11 أغنية، أعالج فيها قضايا اجتماعية وواقع الأسرة الجزائرية، وفي الألبوم كذلك أغان عاطفية، سيصدر عن قريب إن شاء الله.

ماذا عن المشروع الذي استدعيت لأجله إلى العاصمة والخاص بوزارة الثقافة؟

المشروع حقيقة رائع، وهو عبارة عن أغنية تربوية شارك فيها أبرز الفنانين الجزائريين مثل زكريا محمد، يوسف توفيق، ريم حقيقي، رشيد كسيلة، والمتألقون من خريجي مدرسة ألحان وشباب، كلّ فنان يؤدي دقيقة واحدة رفقة شاب متألق، الأغنية من تلحين الزميل هواري شومان وكلمات بلقاسم زيطوط. والمشروع يترجم إلى كليب فيديو إن شاء الله.

كلمة أخيرة

أقول لجمهوري الكريم، بأنّ هواري بن شنات سيبقى ثابتا على نفس المنوال وسيحافظ على الأغنية الوهرانية، أحب الجميع وليس في قلبي ذرة من الكراهية تجاه أي كان، وللقائمين على إعداد مجلة “الشروق العربي” أقول لكم منّي كلّ الاحترام، وأنا مطالع وفي لمجلتكم الغراء.

مقالات ذات صلة