-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لصوصٌ برتبة دكاترة

حسين لقرع
  • 5693
  • 0
لصوصٌ برتبة دكاترة

طفت إلى السطح في الأسابيع الأخيرة مجموعة من السرقات العلمية بعدد من جامعات الوطن، لـ”دكاترة” و”باحثين” ورؤساء أقسام جامعية، استولوا على بحوث غيرهم ودراساتهم الأكاديمية ونسبوها إلى أنفسهم ونشروها في مجلاتٍ بحثية، وبداهة أن الأمر هنا لا يتعلق بسرقات “عادية” قام بها عوامٌ ودهماء في الشوارع والأسواق، بل بسرقات علمية اقترفها من يُحسب على نخبة المجتمع.

المفترض أن لا يحصل الطالب في الدراسات العليا على الماجستير ثم الدكتوراه، إلا بعد جهودٍ مضنية، وبحث معمّقة تدوم سنوات، يقدّم بعدها عصارتها في أطروحة من إنتاجه، وإن استند فيها إلى عشرات المراجع، ويقدّم فيها شيئاً جديداً للعلم، وبعدها يتحوّل إلى كاتب ومؤلف ينشر باستمرار في مجال تخصصهبالتزامن مع أدائه وظيفة التدريس بالجامعة –  كتباً وأبحاثاً ودراساتٍ أكاديمية طيلة حياته لإثراء الساحة العلمية والمعرفية ببلده وخدمة العلم والبحث العلمي.

لكن الملاحظ أن الكثير من الأطروحات الجامعية هي مجرّد استنساخ لأطروحات سابقة، لا إبداعَ فيها ولا جديد يُضاف إلى البحث العلمي، وبين الفينة والأخرى تنفجر فضيحة بشأنالسّلخالحَرْفي لأطروحات دكتوراه قُدّمت من قبل في دول أخرى، فلا يقوملصوص العلمبأي مجهود آخر عدا استبدال أسماء الباحثين الأصليين بأسمائهم، ويحصلون بعدها على الدكتوراه بدرجةمشرف جدا“.

ومنذ سنوات قليلة، قامدكتورٌيدرّس بجامعةٍ في الشرق الجزائري بالسطو على كتاب باحثٍ مغاربي وتقدّم به إلى مسابقة مشرقية، فحصل على جائزة بقيمة مئتيْ ألف دولار، وبعدها تفطنت اللجنة إلى الفضيحة فكشفت المستور وبهدلتالدكتور الجزائري في وسائل الإعلام العربية، وجرّدته من اللقب، وتركت له السّحت يأكله بالكذب والسرقة.

هناك بالتأكيد الكثير من الدكاترة والباحثين الذين حصلوا على شهاداتهم بجهودهم وجدّيتهم، ولا يزالون يثرون الساحة العلمية والمعرفية في البلد بدراسات وبحوث وكتب قيّمة، ويحظون بكل التقدير والتوقير حينما يشاركون في ندوات وملتقيات فكرية عربية ودولية، ومنهم كفاءاتٌ عالية تدرّس في أرقى جامعات العالم وأدمغة تشتغل في مخابر بحث مرموقة، وكل هؤلاء هم موضعُ فخر واعتزاز الجزائريين جميعاً.. ولكن مثل هذه الممارسات المشينة تسيء إلى صدقية الجامعة وتضرب هيبتها في الصميم وتثير الريبة حول الشهادات العليا، ولاسيما حينما يتابع الرأي العام بعض الدكاترة والبروفيسوراتعلى شاشات الفضائيات لا يحسنون الحديث بعربيةٍ فصحى سليمة بضع دقائق، ولا يفرّقون بين الفاعل والمفعول به

لو فُتحت تحقيقاتٌ عميقة في الموضوع لانكشف الكثير منالفساد العلميفي جامعاتنا، ولكن إذا تعذر ذلك على الوصاية، فهي مدعوّة على الأقل إلى إيجاد آلياتٍ فعالة لرقابة أطروحات الماجستير والدكتوراه مستقبلاً، ومعاقبة المتورطين في السرقة بإقصائهم مدى الحياة، أو بحرمانهم من تقديم أطروحات أخرى، خلال 5 إلى 10 سنوات، أسوة بمعاقبة الغشاشين في امتحان البكالوريا، وهذا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستعادة هيبة الجامعة ومكانة البحث العلمي التي بلغت الحضيض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • Leila

    الزموا كل من ناقش رسالته ان يضع نسخة منها با لمكتبة المركزية للجا معة التي ينتمى لها ثم تتولى هذه الاخيرة طبع 50 نسخة وتوزعها على 48 جامعة

  • حسين لقرع

    ألا تحسن القراءة جيداً؟ أنا قلت سرقات "عادية" يقوم بها عوام ودهماء في الشوارع والأسواق، وأطروحات الماجستير والدكتوراه والدراسات الأكاديمية غير موجودة في الشوارع والأسواق طبعاً. ثم إني لم أعمِّم وقلت إن هناك كفاءاتٍ عالية في جامعاتنا وفي الخارج، فلماذا تدافع عن لصوص العلم؟ ما الذي أثار حفيظتك؟ لعلمك يا استاذ كلمة "غير" لا تأتي معرّفة بالألف واللام، و"الغير" من الأخطاء الشائعة التي لا يليق بأستاذ جامعي ارتكابها.

  • ولد نوفمبر

    الجامعة الجزائرية عبارة عن مهزلة حقيقة لا مستوى تعليمي و لا فكري ولا أخلاقي و لا بحث علمي مسابقات دكتوراه مغشوشة سرقة علمية انبطاح اخلاقي و الله لو حولها الى حظيرة لكان افضل بكثير على الاقل نشبعوا لحم.
    يسمح لي صاحب التعليق الأول فقد أظفت لتعليقه " ولا أخلاقي " حتى يكون تاما ومتطابقا مع الواقع .

  • nacer

    في الجزائر المتعلمين الذين يكملون دراستهم العليا لا هم لأغلبهم إلا العمل لساعات قليلة في الأسبوع، فالاستاذ الجامعي يعمل 10 إلا 1 ساعة في الأسبوع، شيء مهم خاصة للنساء، فهكذا يكون لها باقي الوقت للتسوق و التحواس لهذا يبذلون جهداً عظيماً لوصول إلى هذه المرحلة، و بعدها السبات العميق مع دروس مكررة كل عام، أما البحث العلمي فيمكن أن تسألو عنه أهل العلم في بلد العلم التي يدرس من تدرس فيها للوصول للقمة

  • استاذ جامعي

    المضحك في الامر انكم تعتقدون انكم مصلحون (انتم الصحفيين زعما) بينما انتم لا تملكون الحق في الخوض في شؤون العامة لضحالة علمكم وحاجتكم الى الاصلاح قبل اصلاح الغير, فما بدأت به مقالك خاطىء مئة بالمئة, قولك : "وبداهة أن الأمر هنا لا يتعلق بسرقات "عادية" قام بها عوامٌ ودهماء في الشوارع والأسواق، بل بسرقات علمية اقترفها من يُحسب على نخبة المجتمع." ألا تعلم يا هذا أن الدهماء لا يمكنهم سرقة بحوث علمية لانهم لا يفقهون شيئا في هذا المجال, الا تعلم ان السرقات العلمية امر عادي في العالم, فهي طبيعة انسانية, مؤخرا ادين وزير الماني بالسرقة العلمية, لو كان

  • بدون اسم

    و ما خفي كان أعظم.

  • الحبيب يوبي

    كاتب المقال افضل منك لان له الشجاعة كيف لا وقد كتب اسمه بالكامل اما انت فقد شيبك الجبن والغرور.افق يا مغرور هذه هي الجامعةوفسادها يتجاوز فساد الطريق السيار بل وفساد كل الجزائر لانها اصل الفساد.

  • نوار عيسى

    اعرف دكتورين برتبة بروفيسور قاما بسرقة كتاب لاستاذ سوري متوف حيث قاما باعادة طباعته في مصر في دار نشر لا هم لها الا المال وفقط المال وترقيا به الى رتبة الاستاذية، هؤلاء لصوص.... والغريب انهم يجبرون طلبتهم لشرائه مقابل المساعدةفي النجاح ونيل المقياس. وفي المقابل لما نال الباحث الجامعي الدكتور بن عيشي من جامعةبسكرة(كلية الاقتصاد) لم نال جائزة عن بحثه حول تحسين سلالات التمور في الجزائر دبرت له مكيدة وهو شبه موقف من جامعة بسكرة، اليس هذا قطعا لارزاق الناس؟ وهناك استاذ اخر اتهم بالصغائر.

  • بدون

    و الله لم افاجأ بكل ما قلتم او كتبتم لانني حضرت منذ شهر تقريبا لمناقشة دكتوراه علوم .قام هذا الاستاذ بسرقة لنتائج الدراسة من مذكرة اخرى.العجيب في الامر ان واحد من الاساتذة المناقشين قد احضر له نسخة من النتائج المسروقة ولكن الاعجب انه لم بتخذ اي اجراء بالعكس منح تقدير له
    ولله في خلقه شؤونه

  • سعيد مقدم

    أستاذ لقرع أنا شخصيا حضرت أطروحة دكتورة في جامعة وهران لصحبتها التي كانت تشغل أنذاك رئيسة قسم ،ليكتشف دكتور موجود حاليا في الامارت العربية المتحدة وهو دكتور نابغة أن صاحبة الأطروحة سرقت صفحة كاملة من دكتورة أخرى لاستاذ من جمهورية مصر العربية.
    أستاذ لقرع اذاكان الفساد عشعش في أعلى هرم السلطة،فالغش كذلك عشعش في أعلى هرم الجامعة،وأصبح غش الطلبة مجرد اثم صغير مقارنة بكبائر الأساتذة.

  • رمزي

    الدكتور اللص الذي سرق كتابا كاملا و تقدم به لجائزة الشيخ زايد بالإمارات و فاز بـ 200 ألف يورو
    هو اللص المسمى بعلي حفناوي من جامعة عنابة
    عنوان الكتاب الذي نال به الجائزة : مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن
    اشتمل على 743 فقرة، منها 297 فقرة مسروقة من عدة كتب لم يقم حفناوي بالإشارة إليها في هوامش الكتاب
    أهم الكتب التي تعرضت لسرقة هذا اللص:
    كتاب للدكتور عبد الله الغذامي
    كتاب ( النسوية في الثقافة والإبداع ) وكتاب ( المرأة وعلاقتها بالآخر ) وكتاب ( ثقافة المنهج ) للناقد حسين المناصرة

  • نورالدين الجزائري

    و وقت من أعمارهم عزيز قدموها للإنسانية بدون عقد و لا شرط لنستفيد من جواهرها ، و هذه من خصائص الأمانة ، و نفسية الخائن أقبح من السارق لأنه يبتسم و يخفي خنجرا في ثيابه و هو دائما يرتدي ملابس غيره ، و كما قيل : الخيانة هي خيانة الضمير ! و يا للعجب ! الكاتب الصادق الأمين يزرع قلبه على الورق لينبت في قلوب الناس ، ليجيئ الخائن بإعادة كتابة البحث بقلم حبره بعدما كتبه صاحبه بدم قلبه ! مصيبة أفكار تضاف لمصائب البلاد لتزيد الهرس والأضرار .
    زاهية بين خوتها زهات زهو لا يدوم ناضت لقات راسها مطلي بالحموم !

  • نورالدين الجزائري

    طلع للدّاليا و يعيط يا العاليّا ! يمشي بلا راس و يحفر بلا فاس !
    هؤلاء الجامعيون و سرقاتهم العلمية؟ لابد أن يكون لهم تاريخ مرير و حقير في مراحل تعليمهم ، لأن السؤال المتبادر لذهني كيف لأستاذ جامعي بحسب مكانته الأكاديمية و مهنته كأستاذ في محيط التطور السامي و العالي للمعارف يقوم بجرم من هذا الحجم ؟! و أنا أجزم أنه يسرق و هو يبتسم ! و أنه يمسك كتاب أو بحث بنية سيئة فإنه يبدأ : باسم الله ! هو في الحقيقة خائن للأمانة و ليس سارق للمعلومة ، لأن سرقة البحوث العلمية التي قدمها أهلها بجهد جهيد و فكر مديد

  • بدون اسم

    ماأسهل علينا أن نحط من قيمة مؤسساتنا وإطاراتنا إن ذلك رمز للتخلف الحقيقي إن الأمة التي تشكك في علمائها وأساتذتها لاخير فيها وصاحب هذا المقال أكبر دليل على ذلك ما هي رتبته العلمية ومكانته حتى يهاجم من الذين شابت رؤسهم في البحث والعلم كفاكم بهدلتونا

  • محمد

    الجامعة الجزائرية عبارة عن مهزلة حقيقة لا مستوى تعليمي و لا فكري و لا بحث علمي مسابقات دكتوراه مغشوشة سرقة علمية انبطاح اخلاقي و الله لو حولها الى حظيرة لكان افضل بكثير على الاقل نشبعوا لحم