لعب الأطفال لإطفاء نور الله
يتراءى لأعداء الإسلام أن الرسالة الخاتمة ، صارت عاجزة عن الدفاع عن نفسها ، وغالبا ما يستمدّ هؤلاء ثقتهم في مذهبهم ويتعلقون به ، استنادا إلى ضعف المسلمين وهوانهم ، وقلة حيلتهم على مشارف الألفية الثالثة
-
ولم تعد الحرب المعلنة على الإسلام والمسلمين مقتصرة على تلك التي يخوضها أعداؤه من خارج ديار المسلمين، ولكن رحاها صارت تدور في مواقع متقدمة وبأساليب مختلفة منها المباشرة لتقطيع أوصال الأمة مثلما يحدث في العراق ، أفغانستان، الصومال والسودان وغيرها، وأخرى غير مباشرة كالتنصير ..، والتهويد الذي تتعرّض له المقدسات الإسلامية في القدس من طرف الصهاينة..
مناسبة هذا الكلام هي السلع المغشوشة والمسمومة التي كثيرا ما يعثر عليها الجزائريون في شكل لعب أطفال، ألبسة وأدوات مدرسية..، ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله( بكسر القاف) العذاب، حيث لا يتورّع مصدّروها في حشوها بالصلبان، والكلام عن المسيح عبد الله ورسوله ليس هذا وحسب بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاستهزاء بالإسلام ومقدسات المسلمين..
هذه الحملات المسعورة تشتدّ ضراوة يوما بعد يوم، وهي تحقيق لما حملته السنة النبوية الشريفة، التي أخبرتنا قبل أكثر من أربعة عشر قرنا بتداعي الأمم على المسلمين، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. -
والمثير في كلّ هذا أنّ المسلمين صاروا مرة جبناء أكثر من اللاّزم، وأخرى أصبحوا لا يبالون بما يحدث لهم ولدينهم، وفي الحالتين يفقدون نقاطا في الصراع لصالح خصومهم المتربصين بهم على مدار اليوم والساعة..، وفي هذه أيضا أخبرتنا السنّة الشريفة، وهذا من دلائل الإعجاز ، أن مسلمي آخر الزمان كثر، ولكنّهم غثاء كغثاء السيل..نسأل الله العافية..
لماذا السموم في لعب الأطفال؟ لأنّ الأطفال هم المستقبل، وأي ضربة توجّه لهم، هي ضربة موجّهة إلى المستقبل، بل في صميم المستقبل..، وإنقاذ هذا المستقبل، يتطلب أن نكون واعين بالقدر الكافي بما يحاك ضدنا كمسلمين من طرف الأعداء والمتربصين..
ولولا أن الله قيّض لهذه الأمة رجالا لا يخافون في الله لومة لائم، لقرأنا السلام على المسلمين الذين هانوا وضاعت حقوقهم في كثير من بقاع الأرض..والمبادرة التي دعا إليها الشيخ القرضاوي، والتي بمقتضاها سيتم تصوير فيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هي مبادرة طيبة للدفاع عن سيرة خير البرية العطرة، وشخصه الكريم، أمام الهجمات المسعورة التي تعرض لها من قبل بعض شذّاذ الآفاق الذين يطلبون الشهرة بأساليب قذرة..
والمؤكد في الخلاصة أن الله متمّ نوره ولو كره الكارهون..