-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لعنة غزة ستطال من بقي من العرب!

لعنة غزة ستطال من بقي من العرب!

يخطئ من يعتقد أنّ التخلي عن المقاومة وخذلان الشعب الفلسطيني في هذا الظرف بالذات والعمل، إنْ في السر أو الجهر، على مؤازرة الصهاينة سيكون فيه انتصار لمن بقي من العرب. تخطئ جميع دول الجوار في حساباتها، وتخطئ السلطة الفلسطينية في المقام الأول وهي تمنّي نفسها بالإسراع بالقضاء على المقاومة، وإن أُبيد الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه..

يخطئون جميعا وهم يتصرفون بلا اكتراث تجاه معاناة إخواننا في غزة، يخطئون وهم ينظرون بلا مبالاة قاتلة إلى مظاهر الجوع والعطش والخوف والتشريد والمرض والبؤس تتفشى بين إخواننا في غزة، يخطئون وهم يتفرجون على طائرات العدو المسيّرة وهي تترصّد أبناءنا الأبرياء وتقصفهم من عل، تقضي عليهم بلا شفقة ولا رحمة وكأنهم ليسوا من بني البشر وليسوا شبابا في أرضهم يستحقون الحياة…  يخطئون وهم يتودّدون للعدو الأمريكي الصهيوني على حساب آلام إخواننا في غزة ليحصلوا على مزيد من المال أو مزيد من الرضا لعلهم يستمرون في الحكم بضع سنوات أو حتى بضعة أشهر.. يخطئون وهم يزعمون رعاية المفاوضات وإن  بالوقوف على الحياد لأن في ذلك موالاة واضحة للعدو.. يخطئون وهم يهلّلون لضرب لبنان وسوريا والعراق واليمن، وبالأمس سفارة إيران في دمشق من قبل طائرات F35 الأمريكية، لعلهم يفوزون بمقام الحليف الذي يستحق الدعم، والصديق الذي لا مجال للتخلي عنه…
يخطئون في كل ذلك لأن القادم أسوأ بالنسبة لهم بعد غزة…
بعد غزة، ستنفلت الأوضاع في دول الجوار واحدة واحدة.. لن تستثني أحدا.. من الأردن إلى مصر إلى باقي الإمارات الخليجية، بل سيمتد ذلك مشرقا وغربا إلى كافة البلدان العربية والإسلامية، لن ينجو أحد من الطوفان.. الكل إن لم يغرق، لن يخرج رأسه من الماء ليلتقط بعض الأنفاس حتى يجري إغراقه ثانية.. الجميع ستلاحقهم لعنة غزة، وستتحول دماء شهدائها إلى كوابيس تقض مضاجعهم، ودموع الأطفال والنساء إلى وديان عاتية تقتلع جذورهم اقتلاعا طال الزمن أو قصر.. لن تذهب دماء الشهداء ولا تضحيات الرجال والنساء هدرا أبدا ولو بعد سنين.. والبداية ستكون من السلطة الفلسطينية.. لن ينجو قادتها من الإقصاء في اليوم الأول لما بعد الحرب، إن لم يتعرّضوا للعقاب واحدا واحدا، ليستبدلوا بالأسوأ منهم! وبعدها سيجري التفرغ لبلاد الجوار لتركيع أنظمتها أكثر فأكثر.. فالصهيوني لم يرحم وهو مهزوم، مترنح، محاصر، والمقاومة بغزة تمرّغ أنفه في التراب، فكيف سيرحم إذا انتصر؟ هو ذا الطوفان الحقيقي الآخر.. بعد الانتخابات الأمريكية القادمة سيكون هناك حديث مختلف مع من بقي من العرب، حديث السيّد إلى العبد.. الرضوخ والاستسلام حينها، ينبغي أن يكون شاملا كاملا أو الموت غرقا بالأزمات والمشكلات والاضطرابات والفوضى وبربيع طوفاني هذه المرة…

يكاد هذا السيناريو ينطق من خلال إشارات دالة كثيرة.. أولها ما بدأ التحضير له لزعزعة الأوضاع في الأردن، والثاني ما بدأ التلميح له لتحجيم دور القناة القطرية “الجزيرة”، والثالث ما بدأت الإشارة إليه من تحريك إرهاب مدروس في سيناء المصرية وتذكية لنار الفتنة في السودان ومع إثيوبيا مع خنق مستمر لقناة السويس، والرابع ما بدأ التلويح به من ضرورة إخضاع جميع دول الخليج العربية إلى اتفاقيات التطبيع ولو بالقوة…  وهذا معناه أن “طوفان الأقصى” إذا ما لم يغرق الكيان الصهيوني ويحرّر بيت المقدس، فستحوّل سيوله الجارفة لإغراق كل المحيط المجاور، وأسر ما بقي من عواصم عربية بدل تحرير بيت المقدس.. ولن تكون هذه سوى بداية ضريبة خذلان الأخ الشقيق والتعامل مع الصهيوني الأمريكي كحليف وصديق… أما ما بعدها فأكبر وأكثر.. لننتظر وستكشف لنا الأيام كيف أخطأ العرب الحساب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!