الرأي

لغتنا في بيتنا

عمار يزلي
  • 4114
  • 12

لغتنا المحلية تكاد تتحوّل إلى لغة بدون أصول، بعد أن صار الأصل فيها يتضاءل لصالح الفروع. والغريب، أن البعض يطالب بكتابة اللغة الدارجة حتى لا تضيع. “سمعت هذا في نقاش على الهواء مع إحدى التونسيات، هنا أيضا عندنا من يطالب.. بأكثر من ذلك!”، لست ضد اللهجات لأن اللهجات جزء من اللغة الأصل وهي استمرار لحياتها، لكن أن نجعل من الدارجة التي هي مزيج من الفرنسية ومن شظايا لهجات عامية مختلطة الأصول “إسبانية، تركية، إيطالية، إسبانية، إنجليزية”، لغة مكتوبة، فهذا يعني بعد قرن، نسيان اللغة الفصحى نهائيا ليصبح أبناؤنا لا يقرؤون العربية: لا قرآن ولا سنة ولا كتب فقه، ولا تاريخ ولا تراث عربي! لأننا سوف لن نفهم القرآن ومجاميع الكلم والسنن، سننسى لغتنا وننسى ديننا، لأننا سنكون بحاجة إلى ترجمته للغة المحلية ذات الفروع الغربية، سوف تصبح العربية مثل اللاتينية، لغة الأموات، والجنائز.

نمت لأجد نفسي أتابع حصة فتاوى على الهواء في قناة خليجية والسائل الأول جزائري: ياشيخ، بغيت تعطيني “إيدي”(فكرة): عندنا الشيباني، تقندل. خلا ضمضومة، هاك تيكي، وأحنا قاع “دي جون” “شوماج”، الطايق فينا عنده زاسطافا، والطايح فينا آنديكابي موتور والصغير مقرمد. خونا الكبير، بغا يجر على الضمضومة ويخرجنا “نتيريوا”، وأحنا قلنا له: غير هذه اللي متڤزيستيش معنا! بغينا ندخلوها للشرع، جاو ليزامي نتاوعنا وبغاوا يرانجيو بيناتنا وخونا تصنطحلهم. واش نديروا؟ الشيخ لم يفهم فقطع المكالمة. ثم جاءت مكالمة من المغرب: شيخ أنا عندي دابا دار، ودار بي وحد العقار وبغا يديلي الدار. هجم علي في داري ومول الدار ماشاي في الدار. ضربت جد والديه بمرميطة للبوزلوف جبته دودة. دخلوني للتخشيبة شي شهورة وخرجوني. راني نسقصي واش نخلص الدية على هذا الميزيرية اللي ربي بلاني بيه وأنا ولية؟ الشيخ لم يفهم وقطع المكالمة، بعدها بقليل جاءت مكالمة من تونس: توة ياشيخ أنا كانت عندي دبوزة نتاع شراب في كل “روبا”:. اليوم راني وليت نصلي بصح ما زلت نضرب الطاسة. واش حكم اللي يشرب ويصلي وما يصومش؟ يدخل للجنة؟ وزيد عندي، الدار تصلي وتصوم وباغية تحج وأنا ما خليتهاش، واش أنا عندي الصح وإلا القرعآن؟ 

 

وأفيق من نومي وأنا أقول للتونسي: راك قرمدتني، طيرتلي السطح..أنا اللي نجاوبك مش الشيخ! توة نجيك، الغنوشي وما يسلككش من يدي..نوريلك شكون عنده الصح. 

مقالات ذات صلة