-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لغز سيدات الطاسيلي.. نساء ببشرة بيضاء وتسريحة ملكية في الصحراء

فاروق كداش
  • 14587
  • 0
لغز سيدات الطاسيلي.. نساء ببشرة بيضاء وتسريحة ملكية في الصحراء

تحتاج رسوم الطاسيلي ناجر عشرات السنين لفك طلاسمها.. فهذه النافذة المفتوحة علـى تاريخ البشرية، مفعمة بالأسرار.. الشروق العربي، تحاول فك شيفرة رسوم سيدات سيفار الغامضات.. نساء مجتمع راقيات، في زمن كانت البشرية تعيش حياة بدائية.

تقع كهوف الطاسيلي، أو طاسيلي ناجر، ومعناها “هضبة الثور” بالترڤية، ضمن سلسلة جبلية ذات تكوين صخري بركاني. وهي عبارة عن هضبة قاحلة، ترتفع بأكثر من 2000 م عن سطح البحر، تغطي بالإجمال مساحة قدرها 12000 كم مربع. وتتكون كهوف الطاسيلي من تشكيلات لصخور بركانية ورملية، تبدو وكأنها أطلال قديمة بارزة، وتعرف باسم الغابات الحجرية.

في عام 1972، صنف الموقع كإرث تاريخي وطني، ثم ضمته اليونيسكو إلى قائمة التراث العالمي، عام 1982، وفي سنة 1986، أدرج كمحمية الإنسان والبيوسفير، بحيوانات نادرة في طريق الانقراض.

رسوم الطاسيلي، هي أكبر متحف مفتوح في العالم، يضم أكثر من 15 ألف رسم تعبيري، تم استعمال اللون الصلصالي الأحمر والصباغ في رسمها، ما زاد من جمالية اللوحات ووضوحها، فضلا عن ديمومتها لقرون عدة.

سيدات مجتمع قبل آلاف السنين

يعود تاريخ نقوش سيدات الطاسيلي إلى نحو 3000 سنة قبل الميلاد، ضمنها العديد من لوحات فن الكهوف.. رسوم لا تترك أي شك حول براعة وتطور أولئك الذين رسموها. النساء في هذه الرسمة النادرة بيضاوات البشرة، كخزف صيني ثمين، ما يدل علـى درجة الاعتناء بالجمال والتجميل.. قد يكن من حقبة بعيدة جدا، لكنهن يرتدين ملابس مترفة، مطرزة بذوق كبير، مع أغطية رأس جميلة جدا، وتسريحات سابقة لأوانها، ويمتطين أبقارا كبيرة، وكأنهن في رحلة استكشافية، أو نزهة ربيعية ممتعة.

إن سيدات طاسيلي لسن من النوع الإفريقي في ملامحهن، بل من النوع الأوراسي الأوروبي. ولكن الأسئلة التي يلح عليها إلحاحا.. من هن؟ ومن أين أتين؟ ما مستويات التطور التي وصلن إليها؟… من الصعب الجزم!

نظريات كثيرة تضج بها الدراسات والهرطقات الفايسبوكية، من بينها، أن نساء الطاسيلي من سلالة أطلانطس المفقودة، أو من حضارة متطورة، اندثرت لأسباب مجهولة.. أما النظرية الأكثر جنونا، فهي التي تدعي أنهن من سكان الفضاء.

لكن، لا يسعنا إلا الإعجاب بالمشاهد المرسومة، بقدر كبير من البراعة، وهو انعكاس أمين لطريقة حياة فارهة، لم تكن متاحة للجميع.

هذه اللوحة، هي جزء من النمط “البوفيدي”، الذي تطغـى عليه رسوم الحيوانات، التي يعتقد أنها شكلت الأساس لأسلوب حياة السكان، في وقت لم تكن فيه الصحراءُ بعدُ الصحراءَ القاحلة التي نعرفها اليوم.

في هذه المرحلة، بدأ إنسان الطاسيلي باحتراف الرعي وتربية الحيوانات، حيث وجدت رسومات تصور أشخاصا مع قطعان الماشية، المتمثلة في الأغنام والماعز وبعض الحيوانات الأخرى.. ووجدت أغلب رسومات هذه الحقبة في منطقة الطاسيلي، وبعض المواقع في جبال أكاكوس في ليبيا.

وتزخر صخور الطاسيلي برسوم كثيرة، تمثل المرأة بكل أنماط حياتها.. فهناك رسمة مميزة، تظهر فيها فتيات من شعب الباول الإفريقي، تعود إلى ذات الحقبة، بعصابة رأس تشبه التوربان الحديث. كما تبين رسوم أخرى تطور الموضة، وخياطة الثياب في الطاسيلي، من فساتين قصيرة وأخرى طويلة

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!