العالم
الكاتب الصحفي الصحراوي اللاجئ بفرنسا محمد راضي الليلي لـ"الشروق":

لقاء جنيف يرغم المغرب على الإعتراف بالبوليزاريو وينسف أطروحة التفاوض مع الجزائر

عبد السلام سكية
  • 4910
  • 12
أرشيف
محمد راضي الليلي

يستشرف الكاتب الصحفي الصحراوي اللاجئ بفرنسا، محمد راضي الليلي، مآلات لقاء جنيف الأربعاء والخميس، بين جبهة البوليزاريو والمغرب، بحضور الجزائر وموريتانيا كملاحظين، ويؤكد أن اللقاء سيثبت ان جبهة البولزيرايو هي الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين، وينسف ادعاءات المغرب بأن التفاوض يجب أن يمر على الجزائر، ويتحدث الليلي عن الأوراق التي يمكن أن تعتمدها القيادة الصحراوية في معركتها لإنهاء الاحتلال الغربي، ومن ذلك الاستثمار في الموقفين الروسي والمصري.

لقاء جديد بين جبهة البوليزاريو والمغرب، ماذا سيقدم وما المأمول منه؟

أعتقد أن اجتماع جنيف اليوم وغدا، سيكون فرصة لإرغام المغرب على الاعتراف بالصحراويين كقوة، وكممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، في تقرير مصيره، وأن جبهة البوليزاريو ظلت تدافع بكل قوتها من أجل هذا الخيار منذ 43 سنة، والمغرب الذي يتهرب من الاعتراف بالصحراويين، ويريد بدلا عن ذلك إقحام الجزائر في هذا الصراع.
أعتقد أن لقاء جنيف سيفند فكرة أن الجزائر طرف رئيسي في النزاع، بل سيؤكد أن جبهة البوليزاريو هي الطرف الرئيسي، كما أنه لا يمكن للمغرب القفز على تاريخها النضالي.

الوفد المغرب سيرأسه وزير الخارجية ناصر بوريطة مدير وياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات “المخابرات”، إضافة إلى شخصيات صحراوية، كيف تقرأ هذه التركيبة؟

لأول مرة نشهد هذه التركيبة التي تمثل المغرب في مفاوضاته مع الجانب الصحراوي، خاصة وأنه تم استبعاد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، هذا الأخير كان يحضر برئيسه وأمينه العام، ونشير هنا إلى اجتماعات مانهاست بالولايات المتحدة الأمريكية، واعتمد على شخص يرأس ما يسمى بجهة العيون، وآخر السمارة المحتلتين، وهما شخصيتان لا اتفاق عليهما من طرف الصحراويين القاطنين بالمناطق المحتلة من طرف المغرب.
وأعتقد أن هذا التغيير هو محاولة كنوع من التهميش للشخصيات السابقة /يقصد إطارات المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية/، وهذا من أجل ربح الوقت، وبالنسبة لي لا أعول على اللقاء التشاوري، إلا إذا أصر الصحراويون بأن يكون ممهدا للمفاوضات المباشرة، وهذا ممكن مع النهج الجديد الذي بدأه المبعوث الأممي هورست كوهلر.

هل من المتوقع مواصلة المغرب سياسة التهرب والمماطلة وأنت تتحدث عن تحولات تشهدها القضية الصحراوية؟

نعم، المعروف عن المغرب التهرب، وعدم الاعتراف بالصحراء كطرف أساسي ورئيسي، ويعمل على إيهام المغاربة أن الجانب الصحراوي “طرف وهمي” لا يتحاور معهم، وحسبه الطرف الأساسي هو الجزائر.
لكن هنالك ظروفا متغيرة حاليا، أهمها صرامة المبعوث الأممي هورست كوهلر، ما جعل المساحة التي كان يتحرك فيها المغرب تتقلص، ولهذا نلحظ بعض التصريحات من جانب السياسيين المغاربة أن حضورهم في لقاء جنيف ليس للتفاوض، ولكن لعقد لقاءات مشابهة للقاءات السابقة، والتي امتدت مدة الاحتلال، حيث يعيد تكرار بعض من عباراته السابقة “المغرب في أرضه ولا أحد يجبرنا على التفاوض على أرضنا”، بالمحصلة المخزن لا يهمه الإنسان، بل الثروات، نهب الثورات وإطالة عمر الاستعمار.

ما الأوراق التي يمكن للصحراويين الاعتماد عليها في معركتهم ضد المحتل المغربي؟

من الأوراق الواجب استثمارها الاهتمام أكبر بالمعركة القانونية، لأنها تضرب صميم المغرب الذي يهتم أولا وآخرا بالثروات، العصابة الحاكمة في المغرب الجميع يعرف أنها تقوم بنهب ثروات الشعب وتقوم بتهريبها للخارج، وفي حالة تسجيل نتائج إيجابية في الجانب القانوني سيضطر للتفاوض.
كما أوصي الإخوة في الصحراء الغربية، الاهتمام بالموقف الروسي، فهو يقترب بشكل واضح من الأطروحة الصحراوية، وهذا يتجلى في كيفية تعامل الرئيس بوتين مع الملك محمد السادس في قمة باريس الأخيرة، الموقف الروسي من المغرب به ضبابية، لذلك يجب العمل على تحويل الموقف بما يخدم المصلحة الصحراوية، كما يجب على الصحراويين الاهتمام أكثر وأكثر بالعالم العربي خاصة مصر، القاهرة لها موقف ايجابي تجاه الصحراويين.
تحصيل نقاط أكثر في الجانب الدبلوماسي من شأنه تعزيز الموقف الصحراوي، والذي سيفرض على المغرب الانسحاب من الأرض المحتلة، وتمكين اللاجئين الصحراويين من العودة إلى أراضيهم التي طردوا منها قبل 43 سنة وممارسة سيادتهم على أرض آبائهم وأجدادهم.

مقالات ذات صلة