الجزائر
استغربوا تعامل الوزارة مع الداء.. خبراء فلاحة لـ"الشروق":

لقاح طاعون الخرفان تأخر.. وثروتنا الحيوانية ضاعت!

وهيبة سليماني
  • 2429
  • 5
أرشيف

دقّ خبراء في الفلاحة، ناقوس الخطر حول مستقبل الثروة الحيوانية، في الجزائر، معتبرين أن اللقاح الخاص بطاعون المجترات الصغيرة، تأخر لمواجه الكارثة، ولم يعد منه فائدة، ووصف هؤلاء دور وزارة الفلاحة “برجل المطافئ”، بعد تسييس قطاعها بعيدا عن أهداف تحقيق الثروة الحيوانية والنباتية.
وانتقد المهندس الفلاحي، أحمد مالحة، مستشار سابق لدى وزارة الفلاحة، تعامل هذه الأخيرة مع داء طاعون المجترات الصغيرة، الذي أدى إلى هلاك ما يفوق عن ألفي خروف، حيث قال إن الظروف الوقائية غائبة تماما، وكان بالإمكان تفادي المشكل بنسبة 60 بالمائة، في حال وجود اتصال وتعزيز وتدعيم بآليات الوقاية عن طريق البياطرة وهيئات اليقظة الفلاحية.
وأكد، مالحة، أن غياب وسائل ربط بين المربين ومكاتب البلدية للبياطرة، وراء انتشار طاعون المجترات الصغيرة، والذي كان متواجدا بين الماشية منذ شهرين تقريبا، دون مواجهته بصفة جدية، سواء لخوف المربين الذين انتشر بين ماشيتهم، من إبادتها، أو تجاهل وتماطل من طرف وزارة الفلاحة، حيث يمكن حسب مالحة، حصره في بدايته دون أن يتعد 3 بلديات فقط.
وحذر المستشار السابق لوزيري الفلاحة، سعيد بركات، ورشيد بن عيسى، من غياب اليقظة الفلاحية مع انتشار أمراض بين الماشية وأخرى في الأشجار المثمرة وبعض الخضر، وغياب الظروف الصحية في تربية الماشية، حيث اقترح على الوزارة الوصية، تعزيز وتدعيم الآليات الصحية عن طريق البياطرة وإنشاء هيئات يقظة، وفتح مخابر لتحاليل اللحوم ومشتقاتها ومتابعة تربية المواشي.
ودعا المتحدث إلى فرض دفتر صحي للماشية، وإخراج مربي الأغنام من حالة الفوضى، قائلا “نجد اليوم عند بعض المربين ما بين 500 إلى ألف رأس ماشية دون رقابة من الجهات الفلاحية والبيطرية”، ومنذ تقسيم الأراضي الفلاحية سنة 1987 -حسبه- دخلت القطاع في حالة فوضى، وأصبح الغذاء والصحة، ثنائية تهدد الثروة الحيوانية.
من جانبه، قصف الخبير الفلاحي، آكلي ميسوني، وزارة الفلاحة بالثقيل، واصفا إياها “رجل الحماية المدنية”، في تعاملها مع طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، حيث يرى أن اللقاح الخاص بالخرفان تأخر ولم تعد له فائدة، وهذا مؤشر حسبه، لمستقبل كارثي ينتظر فلاحتنا.
وقال الخبير إن الوزارة فقدت الكثير من آليات حماية الثروة الحيوانية، بعد انتشار جملة من الأمراض والفيروسات، وهي متواجدة دائما، برأيه، وسط الماشية، التي تدخل أسواق البيع، بدون رقابة ووقاية.
الفلاحة في الجزائر، حسب الخبير ميسوني، تعيش فوضى مثلها مثل كل الاقتصاد، حيث تساءل “أين الإحصائيات المتعلقة بالثروة الحيوانية في الجزائر؟.. أين الرقم الصحيح للماشية وحالات الإصابة بالأمراض؟.. أين تذبح رؤوس الأغنام؟.. أين الدفتر الصحي لهذه الرؤوس؟.. هل نعرف من أين تأتي؟”.

مقالات ذات صلة