الجزائر
وصول جثمانيهما إلى مطار هواري بومدين.. وعائلتاهما تصرخان:

لقد غرّروا بخالد وغيلاس.. فلا تحرقوا قلوب أمهاتكم بـ”الحرقة”

وهيبة سليماني
  • 9316
  • 26
جعفر سعادة

وسط جو جنائزي مهيب، استقبلت، الإثنين، في مطار هواري بومدين، عائلتا خباد وكبير، جثتي ابنيهما خالد وغيلاس اللذان قاما بمحاولة هجرة سرية نحو ايطاليا انطلاقا من عنابة بداية نوفمبر الماضي، لكنهما لقيا حتفهما في سواحل كاغلياري بجزيرة سردينيا الايطالية.
وتم نقل جثتي غيلاس كبير وخالد خبار إلى أرض الوطن عبر طائرة الخطوط الجوية الجزائرية من روما الايطالية، حيث حضرت وسائل الإعلام وشخصيات محلية، مصالح الأمن، لاستقبال الجثتين وإكرامهما بقراءة الفاتحة والدعوة للضحيتين بالمغفرة والرحمة.
كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف مساء، عندما هبت عائلتا غيلاس وخالد نحو التابوتين وسط حشد من الأهالي والجيران والصحفيين والمسؤولين المحليين، حيث عمّ قاعة مصلحة سحب الجثث من المحطة الداخلية للمطار، حزن وبكاء، ودعوات وقراءة القرآن.
“كان يخطط منذ سنتين لهذه الرحلة المشؤومة.. جمع 18 مليون سنتيم كمبلغ لهذه المغامرة الخطيرة، وقبل أن يوصي شقيقته الصغرى والتي هي زوجتي، بأن تبقى مع والدتها لأنه ذاهب بلا عودة، نصحته مرارا فقال إني في الـ34 سنة، لم أتزوج ولم أجد عملا.. فماذا افعل؟”- يقول صهر خالد المدعو هارون، وهو يتنهد بحسرة، ثم أضاف: “ذهب يوم المولد النبوي رفقة 12 شابا من أبناء الحومة.. لكن حسبي الله ونعم الوكيل لمن كان وراء تغريرهم، لقد استنزف أموالهم.. لم نعرف من هو لحد الساعة”.. هكذا تحدث صهر خالد الذي هلك في هجرته السرية إلى ايطاليا.
والدة خالد، رفعت يدها إلى السماء وقالت: كان ابني يحلم بأن يحسن وضعه، لكنه ذهب إلى الأبد، وقالت “أيها الشباب لا تخطئوا مثل ابني، لقد تركني ثكلى بلا سند، انه يتيم وصديقه غيلاس أيضا يتيم.. الحمد لله لقد رأيت جثته واشكر السلطات الجزائرية على هذه المساعدة”.
من جانبه، أكد رئيس بلدية الرايس حميدو، حيث تقطن عائلتا الفقيدين، أن الدولة الجزائرية تعزي هذه العائلات، وتنصح الشباب الجزائري بأن يبقى في بلده ولا يخاطر من اجل أوهام وأحلام غير مضمونة، مشيرا إلى أن 11عائلة أخرى وفي نفس الحي فقدت أبناءها جراء نفس الرحلة البحرية التي انطلقت سرا من عنابة، بينهم 8 أبناء مفقودين و3 يتواجدون في ايطاليا حسب بعض الأخبار.
وقد انطلق الموكب الجنائزي من مطار هواري بومدين إلى بلدية الرايس حميدو بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني ومدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر وبعض المسؤولين المحليين إلى جانب جيران وأصدقاء خالد وغيلاس.

مقالات ذات صلة