-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

للأقصى ربٌّ يحميه

للأقصى ربٌّ يحميه

تحدّي الإسرائيليين للأمة الإسلامية، من خلال التنكيل بمقدساتهم وفي أيامهم المقدسة، بلغ درجة جغرافية وتاريخية أبانت مدى التعاسة التي تعيشها الأمة، ففي عز الشهر الفضيل الذي فيه يقرأ المسلمون في كل بقاع العالم وعددهم يزيد عن مليار نسمة، سورة الإسراء، التي تقرن مسجدهم الحرام بالمسجد الأقصى، ويحتفلون بذكرى غزوة بدر الكبرى وفتح مكة المبين وفتح الأندلس المدهش وغيرها من الذكريات التي ما عادت تمنح عبرة لهؤلاء المحتفلين، في هذا العز “الغابر” يعيث الإسرائيليون بالمقدسات في عملية استفزاز لا تجد غير الاستنكار اللفظي ورفع الأيدي للدعاء لهؤلاء الفتية المدافعين عن القدس، بالنصر المبين.

لن نتحدث عن إمكانية نشوب حرب كلاسيكية بجيوش مدججة بالأسلحة من دبابات وطائرات، تأكد بأنها في الجهة الثانية، ليس لها من هدف سوى قهر الشعوب ومنع الانقلاب على الحكام، فهذا الأمر انتهى منذ آخر حرب بين الإسرائيليين والعرب في سنة 1973، ولكن عن هبّة وعي حقيقية تجعل إمكانية التصدي المعنوي للعدوان قائمة ولو بعد حين.

 وإذا كان المليار نسمة من المسلمين من كل الأعراق والقارات واللغات يتحججون بكون الحكام هم سبب الخيبة التي تعيشها الأمة، منذ أن انقسموا بين مطبِّع مع الإسرائيليين وغير معني بالقضية نهائيا، فالأجدر بهذه الشعوب أن تلعب دورها وتهتم بالقضية، ليس بالعاطفة فقط وإنما بالعمل البعيد المدى الذي يمنح بعد حين جيلا يعتمد على العلم والفكر ويُطلّق بالثلاث “الكرنفالات الصوتية” أو “الومضات الفايسبوكية” التي ترعد ولا تمطر وتعلك المفردات ولا تبلعها، وتعطي صورة متناقضة، ظاهريا توحي بأن سيل اللعاب والحبر سيجرف كل أصنام العدو ولا يبقي منه نفراً ولا يذر، ولكنها في الواقع ليست أكثر من قطرات ماء في المحيط.

لم تنتصر إسرائيل بالسلاح والاقتصاد وبدعم الولايات المتحدة الأمريكية وبلاد الغرب فقط، وإنما بالخطط البعيدة المدى، التي تمكنت من تهويد المقدسات الإسلامية وتشويه التاريخ قبل الجغرافيا، وباستغلال كل الفرص، بخبث ومكر، ولم يُهزَم المسلمون بسبب نقص السلاح وتخلّفهم وانقسامهم، وإنما بسبب كذبهم على أنفسهم وعلى الغير، وتغيّر ألوانهم وذوقهم، وافتقادهم لأي مشروع حضاري يسري في عروق الجيل الجديد، يجعل من مقارعة العدو الصهيوني ضمن الممكن، وفي كل المجالات وليس في قوة الحديد والمال فقط.

لا جدال في أن الأقصى الشريف ملكٌ لكل المسلمين مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي، فقد حرره السلطان صلاح الدين الأيوبي ولم يكن عربيا ولا فلسطينيا، إيمانا منه ومن الآلاف الذين شاركوه الحربَ والشرف، بأن المكان هو مسرى نبي الإسلام وتاريخ كل المسلمين وشرفهم، فكان احتلاله بالنسبة إليهم طعناً لكرامتهم ومسخا لكيانهم فما بلك أن يتجرأ الإسرائيليون أو غيرهم على تدنيسه وممارسة الظلم في حق زائريه من المسلمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزاءري

    للاقصى رب يحميه . لكن يحميه من من . هل يحميه من الصهاينة الظالمين ام من المسلمين المطبعين مع الظالمين ام من فتاوى النفاق اللتي تبرر بصلح الحديبية . لماذا لا يبررون بطرد الرسول لليهود من المدينة لأن الظروف مماثلة لظروف الطرد وليست مماثلة لظروف الصلح.