جواهر
وجهات نظر

لماذا أهانوا جثتي؟!

سمية سعادة
  • 1851
  • 8
ح.م

رئسيه قسم الولادة بمستشفى وهران، لم تجد ما تبرر به تسليم جثة رضيع حديث الولادة لذويه داخل علبة كرتون سوى أن القسم حاول أن يراعي مشاعر الأمهات والحوامل  المتواجدات في المستشفى ولذلك سلم لوالده في كرتون بدل تابوت صغير كانت قد عرضته على محطات التلفزيون الخاصة ليصدق الرأي العام، بعد أن انتشرت الفضيحة، أن المستشفى يسلم جثث الرضع فيه.

وإذا كان المستشفى فعلا يراعي مشاعر الأمهات، فمن المؤكد أنه يقوم بتسليم كل الجثث في “كرتونات” الأدوية والمحاليل الطبية وحليب لحظة، ولا حاجة إذا لذلك التابوت الذي يبدو أنه صنع لتوه عند أقرب نجار، وكان من الممكن تهدئة الأب الثائر بإخباره أن كل الرضع الميتين يسلمون لأهاليهم في”كراطين” حفاظا على مشاعر الأمهات، وأن ابنه ليس الأول!.

وإذا كان المستشفى فعلا يراعي المشاعر، فكان بإمكانه أن يسلم جثة الرضيع، الذي لو استطاع أن ينطق لقال “لماذا أهنتم جثتي؟!”؟، من باب أو مكان آخر بحيث لا تراه الأمهات اللواتي أصبحن فجأة “عزيزات” في مستشفيات الولادة في الجزائر المعروف عنها أنها”تمرمد” الحوامل “وتمسح بكرامتهن الأرض”وأحيانا تعتدي عليهن بالضرب، وتدفع ببعضهن إلى القبور بالإهمال واللامبالاة!.

وإذا كان المستشفى فعلا “يعرف” كيف يراعي المشاعر، فكان من باب أولى أن يراعي مشاعر الأب الذي فجع في ابنه مرتان ، يوم أن مات، ويوم أن سلم له في كرتون مثل قطة أو حمامة ميتة!.

فعن أي مشاعر تتحدث رئيسة قسم الولادة بواهرن، والصحة في الجزائر صنع لها “تابوت” منذ سنوات طويلة ودفنت في قبر عميق، فهل يرتجى من الميت عودة إلى الحياة؟َ!.

مقالات ذات صلة