جواهر
عندما تسبق المبررات الواهية عشرة العمر:

لماذا تخون المرأة؟!

نادية شريف
  • 27088
  • 57
ح.م

شاهدت مؤخرا برنامجا في إحدى القنوات التلفزيونية يتحدث عن الخيانة الزوجية، وكم فاجأني اتصال سيدة لا أعرف ماذا أقول عنها أو بماذا أصفها، اعترفت بالحرف الواحد أنها ارتمت في أحضان الحرام بعدما احبت رجلا غير زوجها!!..

هذه السيدة “المصونة”! كانت تشعر بفراغ عاطفي رهيب على الرغم من كونها متزوجة ولما وجدت رجلا “شهما”! منحته نفسها ببساطة تامة دون أن تراعي خطورة العقد الغليظ الذي يجمعها برجل آخر هو بالمختصر المفيد زوجها “الغافل”!..

والأدهى والأمر أنها لم تتصل لكونها نادمة أو لن ضميرها يعذبها أو لأنها خائفة من اللهالذي يرى ويبصر ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، بل لأنها تشعر حاليا بالنفور الشديد من شريك حياتها وتتوق لهجره والإسراع بالذهاب إلى عشيقها عديم الرجولة الذي استحل عرضها دون اكتراث بحالتها الاجتماعية..

ولكي أوضح لكم الفهم أكثر فهذه السيدة اتصلت خصيصا لتقدم مبررات لخيانة المرأة فقالت: “عندما يخون الرجل زوجته مع امرأة أخرى أبسط رد فعل لها هو أن تنتقم لكرامتها وأن ترجع له الطعنة بأن تخونه مع آخر، وهذا الآخر قد يكون صديقه المقرب أو أخاه أو واحدا من معارفه، وكلما كان شخصا معروفا كانت الضربة موجعة..”

صمتت قليلا ثم أردفت: “أيضا عندما ينشغل الزوج عن زوجته بالعمل أو الأصدقاء ويتركها وحيدة لأفكارها قد تخونه دون شعور منها إذا ما وجدت إنسانا يفهمها ويحبها ويشعرها بالحماية لوجوده دوما إلى جانبها.. أيضا عندما يرغم الأهل ابنتهم على الزواج بمن لا ترضاه ولا تحبه ويكون قلبها معلقا بغيره ستخون لا محالة إن وجدت طريقا يوصلها للحبيب.. وإذا كان الزوج سيء العشرة، حاد الطبع وكانت الزوجة عاطفية وحساسة لن تتردد أبدا في البحث عن من يشعرها بأنوثتها ويعاملها بحنان كبير!!“.

وبعد هذه الحجج الواهية التي ساقتها لنا بطريقة تجعل الرجل متهما والمرأة ضحية خيانته وانشغالاته ولا مبالاته.. إلخ، رحت أنا أتساءل: هل حقا يمكن لامرأة واعية وتخاف الله أن تخون بوجود هذه الأسباب؟.. أيعقل أن يصل الانحطاط الفكري والسلوكي بالمرأة حد معاشرة رجلين أحدهما زوجها والآخر خليلها؟.. ثم هذه التي تريد أن تهدم بيتها لأجل رجل تافه يعدها بالزواج بعدما تحصل على الطلاق وفي نفس الوقت لا يفوت فرصة الاستمتاع بها وهي على ذمة رجل غيره، هل هي واثقة من نواياه الحسنة ومن حبه المزعوم؟؟؟

حقيقة الأمر مخجل للغاية وفيه دوس على الكرامة وذبح للعفاف وخيانة للثقة وتعد على الحرمات، لذلك فأنا أتوجه بالخطاب لكل امرأة تفكر في الخيانة:

ـ إذا كان زوجك خائنا فلا تكوني مثله لأن هناك حكمة تقول: “الزوج الخائن أشبه بمن يبصق من منزله للشارع والزوجة الخائنة أشبه بمن تبصق من الشارع لمنزلها”.

ـ إذا ارتميت في أحضان رجل غير زوجك فاعلمي أن ذاك الرجل لن يحترمك ولن يثق فيك وسدوسك كالحشرة بعد أن يسأم منك، ومؤخرا فقط سمعت أن امرأة غافلة أقامت علاقة مع رجل مراوغ على الرغم من كونها متزوجة وأثناء لقائها معه كانت تخبره عن حسن معاملة زوجها لها وطيبته معها، فطلب منها أن تفارقه حتى يرتبط بها، وما إن فعلت حتى قال لها: “ليس لك أمان يا عزيزتي، إن خنت زوجك الذي أوقد لك أصابعه العشرة شموعا فماذا أنت فاعلة معي”، وابتعد عنها بعدما استغلها وأهانها وحقرها ولما سألته عن سبب طلبه طلاقها من زوجها رد عليها: “لأنك لا تستحقين رجلا مثله”!!!

ـ إذا كنت تشعرين بالوحدة لانشغال زوجك عنك فبإمكانك أن تقومي بأي شيء فيه فائدة حتى لا تسوقك أفكارك إلى الهاوية، وإذا كنت من عاشقات الأفلام والمسلسلات فاعلمي أنها مجرد تمثيل وأن الواقع شيء مختلف للغاية..

ـ أخيرا اعلمي سيدتي ان في السماء ربا سميعا بصيرا هو أحق بأن تخشيه وأن تكفي جوارحك عن فعل الفواحش ما ظهر منها وما بطن ابتغاء مرضاته.

مقالات ذات صلة