-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يحدث في مجتمعنا:

لماذا حينما يكون الزوج السبب في عدم الإنجاب يعتبر قدرا، لكن العكس بالنسبة إلى المرأة؟

صالح عزوز
  • 697
  • 0
لماذا حينما يكون الزوج السبب في عدم الإنجاب يعتبر قدرا، لكن العكس بالنسبة إلى المرأة؟

تبقى مسالة الإنجاب بين الزوجين من أهم القضايا، التي قد تكون السبب المباشر في الانفصال والطلاق. وبين من يرى بأن الأمر لا يستحق العناء، فما قدره الله هو الأسبق بالقبول والرضا، فلو أراد الله لهما البنين، لكان ذلك، وبين من يرى بأنه لا حرج في أن يبحث الزوجان بكل الطرق، من أجل تكوين عائلة، حتى ولو كان هذا على حساب زواجهما.. لكن، ليس هذا موضوع حديثنا، فقد اخترنا زاوية أخرى، من أجل معالجة هذه القضية. وهي أنه حينما يكون الزوج هو السبب في عدم الإنجاب، لا يصل الأمر إلى هنا، أي التفكير في الطلاق، لكن حينما يكون العكس، ينقم الزوج عليها، ويرى بأنه من الواجب عليه الزواج، من أجل الحصول على بنين، يحفظون اسمه.. وهو ما تراه الكثير من النساء اليوم، بمثابة أنانية من الرجل. فلم لا تكون له الشجاعة في كلا الأمرين، سواء كان هو السبب أم الزوجة؟ لكنه، يقيم الدنيا ولا يقعدها، حينما يعرف أن الزوجة هي سبب عدم الإنجاب، بينما حينما يكون هو السبب تجده يدعي المكتوب والقدر، وأنه لا راد لقدر الله.

ليس من السهل تقبل عدم الإنجاب عند الكثير من الأزواج، فلا زينة دون أولاد، وهو حق مشروع وطبيعي، بل الأمر كله، فلولا السعي إلى تكوين أسرة، لما اختار الرجل أو المرأة شريك الحياة، من أجل تحقيق هذا. لكن الأمر يختلف بينهما، حينما يصبح أحدها السبب المباشر في عدم القدرة على بلوغ هذا الهدف. ويكون الاتهام أكثر حدة، حينما يتعلق الأمر بالمرأة، عكس الرجل. ترى لامية، في هذا الموضوع، بأن الرجل مهما كان، أناني، ليس في هذا الأمر فحسب، وهذا أمر طبيعي، لأننا في مجتمع ذكوري، على حد قولها، ولو تنظر من حولك، فلو تقع المرأة في نفس الجريمة، أي الخطأ الذي يقع فيه الرجل، هو لا يحاسب، بعكسها هي.. فهي تصبح مثل جمل أجرب، أينما يذهب ينفر من حوله، فلا عدالة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا، وهي حال عدم الإنجاب بين الزوجين.

وهو ما ذهب إليه كمال، كذلك، حيث يطرح سؤالا مهما، وهو: لماذا تعاقب المرأة في الكثير من الأشياء التي لا تكون هي السبب فيها، على غرار الإنجاب، ولما يكون الزوج هم السبب، لا تتحول إليه الأنظار، على أساس أنه المذنب، بالرغم من كونهما ليسا هما المذنبين في هذا الأمر، سواء كان هو أم هي.. لكن الجهل هو ما يجعل الكثير منا يفكر بهذه الطريقة.

تبقى المرأة في خانة المذنبة، سواء كانت السبب المباشر في الكثير من القضايا، أم في أمور خارجة عن نطاقها، لكن الحكم صدر في حقها، منذ زمان، ومن الصعب تغييره، في ظل الكثير من المعطيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!