-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الكوميديا السورية أحمد الأحمد لمجلة الشروق العربي

لماذا على الممثل أن ينتظر عشر سنوات أو أكثر حتى تبدأ نجوميته؟

طارق معوش
  • 290
  • 0
لماذا على الممثل أن ينتظر عشر سنوات أو أكثر حتى تبدأ نجوميته؟
تصوير: داوود الشامي

مقل في حواراته، فلا تغريه اللقاءات والخوض في نقاشات مختلفة وفي كل المواضيع، لأنه لا يدّعي أن لديه القدرة على فعل ذلك، فهذا برأيه يحتاج إلى مهارة ربما لا يمتلكها، وهو الذي لا يعرف كيف يكون مقنعاً للجمهور بعيداً عن التمثيل، مفضلاً التوجه إلى الكاميرا لأنه اللقاء الأهم والأفضل بالنسبة إليه، ولكن للطفه ودماثته وتواضعه الشديد ومع إصرارنا على حواره وافق.. من هنا، ابتعدنا في حوارنا معه عن الخوض في أخباره الفنية التي تتناقلها عادة وسائل الإعلام المختلفة بشكل يومي للوقوف على بعض آرائه حول فن الكوميديا، وما قدمه من أعمال كمسلسل “حمام شامي” و”قلم حمرة” و”وراء الوجوه” و”بانتظار الياسمين” و”الواق واق” و”حرملك” و”غفوة القلوب”، إضافة إلى “بقعة ضوء” في عدة أجزاء.

بطاقة فنية أحمد الأحمد، هو ممثل سوري، ومن أبرز الوجوه في الدراما السورية، ولد في 1 ديسمبر عام 1975 في مدينة حمص بسوريا، أحب التمثيل فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه عام 2002، بينما يعود ظهوره الأول إلى مسلسل “صلاح الدين الأيوبي” قبل تخرجه بعام.

هو فنان حقيقي، أكاديمي، مهني، عُرف من خلال الأدوار الكوميدية، لكن إبداعه في الأعمال التراجيدية الأخرى لم يقل نجاحاً، عما قدمه في الكوميديا.

شارك أحمد الأحمد في أزيد من سبعين مسلسلاً بين التاريخي والشامي والاجتماعي والكوميدي، ومن أهم أعماله نذكر “هولاكو” عام 2002 و”ذكريات الزمن القادم” عام 2003 و”الحوت” و”حارة ع الهوا” عام 2008 و”طريق النحل” و”قاع المدينة” و”فنجان الدم” و”سحابة صيف” و”قلبي معكم” عام 2009 و”البقعة السوداء” و”الصندوق الأسود” عام 2010 و”السراب” و”الخربة” عام 2011 و”المفتاح”عام 2012 و”قمر شام” عام 2013 و”حمام شامي” و”ضبوا الشناتي” و”قلم حمرة” و”وراء الوجوه” عام 2014 و”بانتظار الياسمين” عام 2015 و”الندم” و”الطواريد” عام 2016 و”شوق” عام 2017 و”الواق واق” عام 2018 و”حرملك” و”غفوة القلوب” عام 2019، إضافة إلى “بقعة ضوء” في عدة أجزاء.

لماذا على الممثل أن ينتظر عشر سنوات أو أكثر حتى تبدأ نجوميته؟

الشروق: وصفوك بالكوميديان الأخطر وقيل إنك لم تأخذ حقك من الكوميديا، ما رأيك؟

– لا أعرف لماذا، وهذا الموضوع لا أستطيع أن أقرره أو أبتّ فيه. عموماً الوسط الفني السوري يخلو من الرعاية

اللازمة للفنان مقارنة بالفنان المصري أو الخليجي، وأتمنى أن تكون هناك الرعاية الكاملة لنا جميعاً كفنانين سوريين، فهذا حق لنا. وهذا الموضوع ليس شخصيا بل يمسنا جميعاً، فلماذا مثلاً لا يظهر نجوم كل سنة، لماذا على الممثل أن ينتظر عشر سنوات أو أكثر حتى تبدأ نجوميته، أو حتى يقوم بمئات الأدوار؟ الشروق: قدمت الكثير من الأعمال الاجتماعية لكن الناس دائماً ما يذكرون أحمد الأحمد على أنه ممثل كوميدي. هل السبب أنك ناجح أكثر في الكوميديا، أم إن شخصيتك تناسب تلك الأدوار أكثر؟ – أنا بصراحة ضد هذه الرؤية، لأن الصدفة تلعب دورا كبيرا، فالعمل الكوميدي أخذ فرصته. ومن هنا عرفني الناس، لكني قدمت أيضا أدوارا اجتماعية كثيرة، وكان لها صدى جميل وشهادات أعتز بها، كدوري في «الحوت»، ودوري في «قاع المدينة»، و«سحابة صيف» ومؤخرا مسلسل حرملك وغفوة القلوب، وغيرها من الأعمال.

الشروق: هل أنت ميال إلى الكوميديا، أم إنه تم تأطيرك في هذا المجال دون غيره؟

– لا مشكلة بالنسبة إلي، فأي ممثل يستطيع أن يقدم نفسه في مجال واحد مثل الكوميديا ويصل إلى النجومية ويكون نجماً أول، فهذا ليس خطأ. وإذا أردنا أن نعتبر الإطار تهمة، فهذا أيضاً ليس مشكلة، فنحن كممثلين نقدم كل شيء كي نكون قادرين على أداء مختلف الشخصيات. أما في مصر مثلا، فالممثل الكوميدي يصبح نجماً من أول دور، ونجماً من الوزن الثقيل. أما في الوسط الفني السوري، فنرى أن نجم الأعمال التراجيدية هو أكثر ثقلا من النجم الكوميدي ولا أدري ما السر في ذلك، مع العلم أن الكوميديا من أصعب فنون الدراما. وهنا أسأل: هل من يبكي الآخرين أعظم ممن يضحكهم؟ ولماذا لا يكون هذا الثقل الذي نتكلم عنه في كل أنواع الدراما ويشمل كل شيء في الوسط الفني من حيث التقويم والأجر وغيرهما. أعيش اليوم مرحلة جديدة.. ولا أخفي أن الممثل يعيش فكرة الانتظار

الشروق: هل تجد مفارقات بذلك ومررت بهذا الفرق؟

– ليس أنا فقط، جميعنا نرى ذلك، فهناك الكثير ممن أصبحوا نجوم صف أول من دون العمل في الكوميديا، مع العلم أننا في حاجة إلى نجوم كوميديا وهو ما يحتاج إلى صناعة من حيث النص والإنتاج.

الشروق: شاركت في معظم أجزاء مسلسل بقعة ضوء، هل عاد العمل إلى مستواه الجيد في الأجزاء الجديدة، وهل تستطيع هذه السلسلة الاستمرار رغم مرور أزيد من 12 سنة على نجاحها.. أم إنه يجب أن تتوقف عند هذا الحد؟

– لا أحب المقارنة، أنا مع القيمة الفنية للعمل بغض النظر عن الأجزاء. نحن نتطور مع الزمن والأحداث والعصر،

لذلك يجب أن نجاري الزمن. وأكيد أن الأجزاء السابقة كانت مناسبة لزمانها، وأنا أحب أن أعبر عن كل عمل بقيمته وما أقدمه، وأرى أن الجزء الأخير مثلا كان غنيا بأفكاره ويمسك خيوط اللعبة تماماً… فليستمر العمل لمئة جزء آخر ما دام يقدم أفكارا وإبداعات وقيماً فنية جديدة.

الشروق: رغم الأدوار العديدة التي قدمتها في مسيرتك الفنية ما زال مسلسل الانتظار من أهم الأعمال التي قدمتها، هل السبب أنه من أول الأعمال التي ناقشت تلك المناطق وتلك الفئات من المجتمع؟

– أنا جزء من الكل ولا أستطيع أنا أنجح وحدي بمعزل عن نجاح الآخرين، فالعمل كان مترابطاً وجريئاً وأفكاره قوية والإخراج مميزاً. وكذلك أداء الممثلين كان مذهلا، وأنا جزء من هذه المجموعة المتكاملة. الشروق: إذاً أنت مع البطولة الجماعية لأي عمل؟ – بحسب نوع العمل، هناك أعمال تتمحور على شخصيات معينة تحتاج إلى بطولة فردية وهناك أعمال تحتاج إلى تكامل الجماعة حتى تنجح.

الشروق: صرحت سابقاً بأنك مارست عدداً من المهن لتؤمّن مصاريف الحياة… بعد نيلك الشهرة هل أًصبحت قادراً على رفض الأدوار غير المناسبة مهما كان أجرها؟

– أعيش اليوم مرحلة جديدة، ولا أخفي أن الممثل يعيش فكرة الانتظار، فهو ينتظر الدور الجيد، وكذلك المردود المادي، وكما يعلم الجميع مهنتنا متعبة، ومن يزر أماكن التصوير يشعر بذلك، لكن الناس يعتقدون أننا نتسلّى أثناء التصوير، حتى إن أحدهم قال لي: «نيالكن كل يوم ببلد جديد»، فهذه المهنة تستنفد طاقاتنا، خاصة عندما نؤدي أدواراً تكون مختلفة تماماً عن شخصيتنا الحقيقية، وهنا يكون التحدي بأن تظهر الشخصية بصدق.

الشروق: هل يمكن أن نراك مخرجاً أو كاتباً؟

– من الممكن أن أُخرج مشروعاً معيناً يدور في رأسي، لكن الكتابة لها ناسها، يجوز أن أقترح فكرة، لكنني بعيد تماماً عن كتابة عمل فني طويل.

الجرأة سيف ذو حدّين وما نراه اليوم يظهر بشكل مبتذل

الشروق: وهل يمكن أن نراك في أعمال عربية مشتركة، أم لك موقف منها؟

– الأعمال المشتركة ظريفة وسهلة، الكل يشاهدها ويسعد بها ومواضيعها ليست معقّدة، وهي وجبة دسمة للمشاهد، فالتلفاز فن بسيط وليس مركباً يحتاج إلى تحليل، على عكس السينما التي تحتّم علينا توضيح الأمور التي لا يمكن توضيحها من خلال الدراما، فنذهب في اتجاهات أعمق فيها إشارات استفهام ومواضيع شائكة للناس.

الشروق: هل تحلم بفرصة عمل في مصر، وهل تتمنى أن تكون نجم عمل كوميدي كالفنان أحمد حلمي وغيره من الفنانين الكوميديين؟

– ليست القصة بالحلم. أنا ممثل وأينما أجد الدور المناسب المميز أحب أن أكون، في مصر أو حتى في الجزائر.

الشروق: وماذا عن أعمال الجرأة، أليست من المحرّمات في الدراما؟

– أنا مع الجرأة في العمل، لكن معظم ما نراه اليوم يظهر بشكل مبتذل، ويمكن أن تكون بعض الأعمال قد تجاوزت الخطوط الحمر في أماكن معينة، فهناك أعمال لبنانية ومصرية تناولت الجرأة وتقبّلها الناس، لكن الجرأة سيف ذو حدّين، فهي موجودة ونريد معالجتها دراميا، لكن في المقابل هناك عائلة يتابع أفرادها بمختلف أعمارهم الدراما، ولذلك فهي مشكلة. وبالنسبة إليّ إذا قبلت المشاركة في أعمال الجرأة، أشترط ألا يخدش دوري الحياء، أي أن أُجسد شخصية جريئة موجودة في الواقع لكن بعيداً عن الابتذال…

يا رب يعم السلام والخير على الجزائر لأنكم حقا مثال للأخوة والعروبة

الشروق: عملت كمقدم برامج في قناة للأطفال، هل تعتبرها ضمن تجارب البدايات، أم كان وراءها المردود المادي؟

– كانت هذه التجربة فرصة لعالم جديد، وعندما يكون العمل مع الأطفال يكون هناك عمل مميز بغض النظر عن المردود المادي. الشروق: هل تفكر في تقديم شيء خاص بالأطفال، أم إنها مرحلة وانتهت؟ – قدمت عدة مشاريع موجودة وهي أفكار وقصص مميزة، ولكن تحتاج إلى التمويل، وخاصة أني ابتكرت شخصية محببة للأطفال توصل فكرة مفيدة عبر لقطات أو اسكتشات وفواصل بين برامج.

الشروق: أنت ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، هل هذا جزء من شهرة الفنان؟

– الفنان مطالب دائماً بالتواصل مع جمهوره، وأن يكون قريباً منهم، وألا يُشعر الناس بالتعالي عليهم، وأن يُفرحهم بالصور العفوية، وأتذكر عندما كنا صغاراً ونرى فناناً في الشارع فنعتقد أنه ليس من البشر، ولكن مواقع التواصل اليوم تخلق نوعاً من الطرافة مع الجمهور، وهذا مهم للفنان. ولا يختلف اثنان أيضا في أن مواقع التواصل مثلما لها إيجابيات لها سلبيات أيضا ليس فقط على الفنان.

الشروق: كيف؟

– خلنا نحكي عن الإيجابيات، فمن طبعي لا أحب التحدث على السلبيات بكل أنواعها.. مثلا تمرون بالجزائر بمرحلة صعبة، وهي حرق الغابات وحتى صار هناك وفيات جراء هذه الحرائق.. وما لمسته عبر الفيس بوك بحكم أن معي كثيرا من جمهوري بالجزائر.. الكم كبير من التضامن والأخوة، صدقني قليلا لما نشوف تضامن مثل هيك خاصة بالوقت الحالي… بكل فخر أحييكم على تضامنكم، ويا رب يعم السلام والخير على الجزائر، لأنكم حقا مثال للأخوة والعروبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!