لماذا لا ترأس ‘رايس’ القمة العربية؟

عبد الناصر

زمان قال ابن خلدون “إتفق العرب على أن لا يتفقوا”… وبقيت المقولة أشبه بالقدر أو التنزيل الذي يؤمن به كل العرب، إلى أن جاء الزمن الحالي لتتبخر المعادلة الخلدونية وتدفن مقولة مؤسس علم الإجتماع ويتفق العرب على أن يتفقوا في التواجد خلف الطابور الذي تقوده أمريكا لتقدمهم الواحد تلو الآخر على طبق من “زمرد” لربيبتها إسرائيل.وإحقاقا للحق، فإن أكبر مهموم بالقمة العربية القادمة وأتعبهم على الإطلاق، هي بل “هو” كوندوليزا رايس، التي قطعت آلاف “الكيلومترات” وقالت براميل من “اللعاب” وذرفت محيطات من “العرق” في حديث واحد عن السيناريو الذي يجب أن تكون عليه هذه القمة العربية، وتشاركها في الهم إسرائيل، فصحيفة “يدعوت أحرنوت” تتحدث عن جهود مبذولة لقمة إسرائيلية سعودية، ورايس إلتقت بكل الشخصيات العربية، بما فيهم وزير خارجيتنا، وبوش نسي مشاكله مع الديموقراطيين ولا حديث الآن إلا عن وثيقة السلام مع الإسرائيليين والتي ستكون لبّ القمة، بل القمة بأكملها.

وفي المقابل وحتى لا ينسى المتفقون على الاتفاق هذه المرة، قامت أمريكا بأضخم مناورة عسكرية في النقب مع حبها الأول والأخير إسرائيل لتمرّر رسالة مباشرة إلى المتفقين على الإتفاق، وكما يقول إخواننا المصريون: “نحن راضيين بالهم والهم موش راضي بينا”. المؤكد أن العرب أمام غدو ورواح “السيد” كوندوليزا رايس، سينسون في اجتماعهم “عراقا” إبتلعه الإحتلال ومزقته الفتنة فضاع تاريخهم القديم، وسينسون “لبنانا” دخل تحت الوصاية الفرنسية وهو على شفا برميل من البارود، وسينسون “صومالا” داسته أقدام فيلة أبرهة الحبشة الجديد.. المؤكد الأكيد أن العرب سينسون ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ويتذكرون إسرائيل فقط، مادامت الرئيسة المحضرة لقمتهم هي كوندوليزا رايس…