-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا لا تنجح مخططات غالبية الناس للعام الجديد؟

نسيبة علال
  • 594
  • 0
لماذا لا تنجح مخططات غالبية الناس للعام الجديد؟
بريشة: فاتح بارة

 يحضر الناس أجندات ودفاتر خاصة لتدوين مشاريعهم ومخططاتهم للعام الجديد، وما إن يحل حتى تكون الصفحات قد امتلأت، والعزيمة ارتفعت، غير أن دراسات كثيرة أثبتت أن نسبة لا تتجاوز 10 بالمئة من الأفراد فقط، هم من يظلون ملتزمين بتحقيق مخططاتهم في الشهر الموالي فقط، بينما يتخلى البقية عن ذلك الحماس والعزيمة ليعودوا إليها مع بداية سنة أخرى.

تفشل الغالبية من الناس في تحقيق مخططاتهم للعام الجديد لأسباب كثيرة يجهلونها، فيجدون أنفسهم غير قادرين على الانضباط في تتبع الخطوات التي تؤدي إلى الهدف، وبحسب مختصين وخبراء في المجال الاجتماعي والنفسي، فإن العوامل المحيطة من شأنها أيضا أن تحبطهم، فالبيئة الاجتماعية والاقتصادية لها دورها، فالذي يرغب في بلوغ وزن صحي وقوام رشيق لن يكون له ذلك في منزل مليء بالأكل الدسم والحلويات، وأشخاص يطبخون على الدوام ويأكلون بغير انتظام، في المقابل، ليس لديه المال لجلب طعام صحي، وقد يحتاج منه الأمر للكثير من التضحيات وجهد مضاعف في ممارسة التمارين الرياضية ومواجهة الإحباطات الكلامية، وهو ما لا يقوى جميع الناس عليه، قس على ذلك بقية المشاريع والأهداف الكبرى.

ضع أهدافا صغيرة ومحددة

تشير الكوتش رباب.خ، مدربة تنمية بشرية، ومطورة برامج لإصلاح الذات إلى أن “الخطأ الذي يقع فيه الفاشلون هو تسطير أهداف ضخمة لا تتماشى مع امكانيتهم المحدودة، والاندفاع نحوها دون تحديد ودراسة الخطوات، ما يجعلهم يفقدون المال والجهد ومعه الشغف لمجرد اصطدامهم بأولى العقبات”.

عندما نتحدث عن الأهداف، فقد يتعلق ذلك بصغيرها لدى الأشخاص العاديين والبسطاء، أو حتى بتلك التي تضعها المؤسسات الكبرى والشخصيات النافذة، لهذا، فإن الجميع بحسب خبراء، مطالب بوضع الخطط والدراسات، والبدء بالأهداف الواضحة والمحددة، التي تكون أقرب للتحقيق وتتوفر شروطها وبيئتها، ما يزيد الفرد عزيمة للمضي صوب أهداف أكبر، وليس العكس برسم هدف خيالي أو شبه مستحيل، نظرا لانعدام سبل تحقيقه أو صعوبتها، والتعرض للإحباطات والانتكاسات الكثيرة في طريق تحقيقه، يقول بشير صاحب مؤسسة للإنتاج السمعي البصري، في كل عام جديد أقرر أن أبدأ من جديد وأنتج أعمالا ضخمة تعرض في كبرى القنوات، كنت أضبط نفسي بالتوقيت والبرنامج الدقيق وأكتب الكثير من الخطوات التي لن أطبقها، وأجدني قد استسلمت لعدم تكوين فريق أو لقلة العتاد والإمكانيات.. لكنني حين قررت العمل على أهداف تناسب مستواي، بدأت بالإشهار للشركات الصغيرة، وإنتاج ومضات وكبسولات بسيطة، وجدت أعمالي تتطور سريعا، ويزيد عليها الطلب، ما قادني سريعا إلى أعمال كبار راحت تعرض علي تلقائيا”.

عقلك لا يقبل الحرمان.. قدم له مشاريع إيجابية

اتخاذ العديد من القرارات الصارمة دفعة واحدة يجعل العقل شبه عاجز عن الاستجابة والتطبيق، فالتوقف المفاجئ عن مشاهدة منصات الأفلام واستبدالها بقراءة كتابة على الأقل كل أسبوع، من ناحية أخرى، البدء في ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى خلق استراتيجية مالية للتوقف عن الإنفاق مع الكثير من الأهداف الصعبة، يشعر الشخص بالحرمان ومراجعة الهدف وربما العزوف عنه في أقرب وقت، فالمبالغة في التخطيط وتقييد الذات لن يكون مناسبا، على العكس تماما، يشير خبراء إلى أن هذا السلوك عادة ما يدفع الأشخاص للعودة بقوة لحياتهم السابقة لاستعادة حريتهم والتصالح مع ذاتهم، التي قسوا عليها، ثم إن الصيغة التي يملي بها الفرد أهدافه ومخططاته على نفسه كثيرا ما تصنع الفارق، فالعقل لا يتقبل الحرمان بقدر ما يرحب بالمشاريع الإيجابية، لذا، ينصح الأخصائيون بكتابة ما عليك إضافته من أمور إيجابية ومفرحة على حياتك، وليس ما عليك التخلص منه بأي طريقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!