لماذا نسكت على حياتو؟
كنت أعتقد أن الهزة التي ضربت الفيفا مؤخرا، ستكون عواقبها وخيمة على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ورئيسه عيسى حياتو، المختفي في مدينته بالكاميرون، خوفا من أي ضربة أخرى قد تصيبه، وتبعده من تسيير الكرة الإفريقية، فهو يسير الهيئة الإفريقية بجهاز تحكم عن بعد، متحديا كل البلدان الإفريقية العاجزة على زعزعته وإزاحته من منصبه، الذي عمر فيه طويلا، كيف لا وهو الذي حصن نفسه بطريقة “إفريقية”، بمنح شرف احتضان منافسة كأس إفريقيا إلى غاية 2023، إلى بلدان عملت في الكواليس من أجل بقائه ودعمته ماديا ومعنويا، وتجديد اتفاقية الشراكة و”الاحتكار” مع مؤسسة التسويق والنقل التلفزيوني “سبورت فايف” ،إلى غاية 2027، وبمبلغ مليار دولار، دون أن يتحرك أعضاء مكتبه، الذين يساعدون رئيسهم بطريقة أو بأخرى، في فساد كروي اجتاح قارتنا السمراء في السنوات الأخيرة، وليبقى منح شرف احتضان كأس إفريقيا القادمة للغابون وصمة عار في جبين هيئتنا الكروية، التي فضلت المال والمحاباة والمحسوبية على الجزائر، التي قدمت ملفا تتوفر فيه كل شروط احتضان منافسة بحجم كأس إفريقيا للأمم.
أعرف أن عيسى حياتو ومقربيه متواجدون في الكاف منذ أكثر من 25 سنة، أين تعلموا فيها كل أساليب “الخبث” الكروي، وكيفية فوز أندية على حساب فرق أخرى، ومنتخبات على حساب منتخبات أخرى، بتحريك آليات لا ينفع فيها المستوى الفني ولا الكروي، وعندما تتحرك “الورقة الخضراء”، كرة البساط الأخضر لا تبقى لعبة تثير النكهة والإثارة، بل الفائز والمتوج والمتأهل لمن يدفع أكثر، وإن لم يكن قادرا على تجاوز المستوى الأول.
لا أدري لمَ يكره عيسى حياتو العرب، ولمَ يرفض دائما مساعدة ومساندة البلدان الإفريقية..؟، ألم يقص “التوانسة” من كأس أمم إفريقيا الأخيرة لرد الجميل لغينيا الاستوائية، ورئيسها الذي أنقذهم من ورطة انسحاب المغرب وطلب تأجيلها لكأس إفريقيا بسبب داء الإيبولا الفتاك الذي اجتاح قارتنا السمراء، حيث سلط عليها عقوبة لم تستنفد إلا بتدخل المحكمة الرياضية، وبقى تفضيل الغابون على الجزائر هي الفضيحة التي لن تمر مرور الكرام، لأن “الانتقام طبق يؤكل باردا”، خاصة أن بعض الشخصيات الكروية في إفريقيا تحاول التنسيق فيما بينها لإيجاد طريقة للإطاحة بالكاميروني، الذي “استنسخ” السياسة التي كان ينتهجها بلاتير، وعليه أن يرحل لأنه يتحمل نصيبا مما وصل إليه فساد الفيفا، على حد تعبير أحد المسؤولين السنيغاليين.
نعرف أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ميشال بلاتيني، أو أحد مقربيه، سيكون بنسبة كبيرة رئيسا للفيفا، وسيعمل على استعادة الـ54 صوتا إفريقيا، التي كان في كل مرة يمنحها عيسى حياتو لصديقه بلاتير.. الهيئة الدولية الجديدة ستعمل على الإطاحة بحياتو، الذي كان مواليا للنظام البلاتيري السابق، الذي زرع الفساد في كرة القدم، ولا أستبعد أن تتوالى الفضائح قبل انعقاد الجمعية الانتخابية للفيفا، لانتخاب رئيس جديد.